تعززت الشكوك بشأن وفاة قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، الذي أصيب بمعارك حلب في سوريا، بعد إلغاء كلمة مقررة له أمس الاثنين، في جامعة بهشتي، بالعاصمة طهران.
ووفقاً لوكالة “ميزان” التابعة للسلطة القضائية الإيرانية، فقد أعلن مسؤول ميليشيات الباسيج، في الجامعة، أن كل التحضيرات قد تمت لاستضافة اللواء قاسم سليماني، لإلقاء كلمته في الجامعة بمناسبة يوم الطالب، لكن على ما يبدو أن البرنامج قد تم إلغاؤه”.
وكانت مصادر المعارضة الإيرانية في المنفى، أكدت إصابة الجنرال سليماني، في حلب بسوريا “إصابة خطيرة” في رأسه وليس بجروح طفيفة، كما كانت مصادر سورية وإيرانية أفادت سابقاً.
وأفاد “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية” في بيان سابق، أن سليماني نقل على الإثر بطوافة إلى دمشق ومنها إلى طهران، حيث أدخل “مستشفى بقية الله التابع للحرس الثوري الإيراني”. وأوضح أن سليماني “خضع لما لا يقل عن عمليتين جراحيتين كبيرتين وحالته حرجة جدا والزيارات ممنوعة عنه”.
وكانت صحيفة “زمان الوصل” السورية، حاورت الضابط الذي استهدف سيارة سليماني في ريف حلب بصاروخ “تاو” – وهو الملازم أول المنشق “أبو المجد الحمصي” قائد كتيبة مضاد الدروع في جيش النصر، الذي أكد اصابة سليماني و3 ضباط آخرين معه أثناء العملية. وقال الحمصي: “بعد الرصد والمتابعة، تبين لي أن سليماني حضر قبل يوم واحد من استهدافه اجتماعا في مسجد بلدة الحاضر، وهذه البلدة لا تبعد سوى مسافة بسيطة عن تلة العيس التي استهدفت قربها سيارة الجيب المحملة بضباط إيرانيين”.
وأضاف: “طبعا كنت قبلها أراقب جبهة القتال في المنطقة بشكل متواصل ومركز، وقبل تدميري لسيارة الجيب بدقائق كنت قد استهدفت رشاشا مزدوجا من عيار 14.5 وبقربه سيارة ذخيرة ومجموعة عناصر للنظام، وذلك على مدخل “برنة” الغربي، وبلدة “برنة” تقع جنوب تلة العيس، شرقي طريق حلب-دمشق الدولي.
وتابع قائلاً: “بعد استهدافي للرشاش وسيارة الذخيرة، لاحظنا وجود بلبلة وحركة مضطربة على جبهة العدو، وجاءت سيارة الجيب المميزة لتتفقد الوضع هناك، ومرت من المدخل الغربي لبلدة “برنة” الواقع تحت سيطرتي نارياً بواسطة صاروخ “تاو”، وعندما وصلت الجيب إلى المكان فوجئت بوجود دخان يتصاعد من آليتين تحترقان، فعادت إلى الخلف وسط ارتباك واضح على حركتها. ومن خلال شكل السيارة وتميزها، ومن خلال الرصد والمتابعة الدائمة، وصلني خبر عبر القبضات بوجود ضباط إيرانيين على الجبهة، فسارعت إلى استهداف السيارة بصارخ “تاو”، وقد حققت فيها إصابة ممتازة، حيث ظهر لدي على منظار الصاروخ 4 شخصيات، 3 منهم قتلوا، والرابع الجالس قبالة السائق أصيب ونزل من السيارة وزحف على الأرض قبل أن يأتي عدة عناصر ويسحبوه بعيدا”. “وفي مساء نفس يوم الاستهداف الواقع 14 تشرين الثاني، وصلتنا معلومات من مشفى حلب تفيد أنه تم إسعاف 4 أشخاص 3 منهم قتلى، والرابع مصاب، وأن عملية الإسعاف رافقها تشديد أمني وتطويق للمشفى”.
إلى ذلك، رجح الحمصي أن يكون الضابط الرابع المصاب هو قاسم سليماني حيث شدد قائلاً: “سبق أن قلت إن إصابة الأشخاص الذين كانوا في سيارة الجيب كانت محققة، وإذا ما قاطعتَ هذا الواقع مع أنباء المعارضة الإيرانية التي تحدثت عن إصابة بليغة تلقاها سليماني، فإن الكفة تميل لترجيح إصابته بشكل مؤثر. وأضاف:” من الطبيعي أن تنكر إيران والميليشيات الشيعية خبر إصابة سليماني، لأن هذا الشخص له رمزية كبيرة، وأي كلام عن إصابته وسط الحملة الشرسة على ريف حلب سيؤثر على معنويات المليشيات، وهكذا فإن إيران تحاول إنكار هذا الأمر أو إخفاءه وتأجيله لوقت آخر، ريثما تخف صدمة النبأ، أو يتم معالجة سليماني إن تمكنوا من ذلك. وأنا أؤكد من جديد أن دقة الإصابة في استهداف سيارة الجيب كانت عالية، وفق ما يوضح المقطع الذي وثق العملية، وقد سددت الصاروخ في النقطة التي ترفع احتمال القضاء على كل من كان بداخل العربة”.