Site icon IMLebanon

صدمة تلو صدمة ليقنع “الحزب” حليفه عون بفرنجية

كتب إيلي الحاج في صحيفة “النهار”:

يزور المرشح الرئاسي سليمان فرنجية المرشح الرئاسي ميشال عون غداً الأربعاء، وبعد ذلك يبدأ “حزب الله” فعله لإقناع حليفه الممتعض في الرابية بالتسوية الأكبر من الجميع على ما يصفها لـ”النهار” مرجع وزاري، مضيفاً أنها كأس مُرّة أيضاً ولكن لا بد من تجرّعها فالبلد ما عاد يتحمّل، ولا بد من تفاهم مع الدكتور سمير جعجع على التعامل معها أقله. ولا داعي للعجلة إن لم يُنتخب فرنجيه رئيساً في 16 من هذا الشهر، فالوقت يعمل لمصلحة التسوية وليس ضدها.

اتبع “حزب الله” مع الجنرال عون طريقة الصدمة تلو الصدمة ، جرعة تلو جرعة، لزحزحته عن موقفه المتشبث الرافض التزحزح والمتوقع في آن واحد. في البدء أن رئيس “تيار المردة” النائب فرنجية مرشح فعلي وجدّي والتقى الرئيس سعد الحريري في باريس وتفاهما. الأخبار هذه وحدها كفيلة كانت بإحداث وقع مدوٍّ على زعيم “التيار الوطني الحر” وبيئته، واكبها “حزب الله” عبر بعض إعلامييه وكوادره لتخفيف الوطأة بانتقاد فرنجية وما ذهب إليه والتسوية ككل. بعد زيارة فرنجية للرابية سيعرض الحزب أسبابه للسير بالتسوية، ومن هذه الأسباب أنها قضية دول كبرى وإقليمية توافقت على إخراج لبنان من الوضع المتردي والخطير الذي هو فيه، وأن الحزب حاول قدر إمكاناته، ومدى سنة ونصف السنة إيصال “الجنرال” إلى بعبدا، لكن صعوبات معوقات هائلة انتصبت في وجه ترشيحه. “حرب كونية” حقيقية بلغة الجنرال، تعذّر معها حتى ترفيع العميد شامل روكز إلى رتبة أعلى وإبقاؤه في المؤسسة العسكرية بدل تسريحه، فكيف بترئيس عون على الجمهورية؟ وقد يعرض الحزب أيضاً ترضيات جمّة على حليفه الكبير من قانون للإنتخابات النيابية يرضيه إلى مواقع وزارية ومراكز في الدولة وما حول الدولة وضمانات أخرى يفترض أن تطمئنه إلى بقائه القوة السياسية والشعبية الأكبر في البيئة المسيحية. باختصار سيقول إن الرئاسة وصلت إلى سليمان فرنجيه من الباب المريح، فما الذي يفترض بالحزب فعله، هل يترك فرنجيه في مقابل مجهول؟
المنطق يقول بأن عون لا بد أن يلين. ومقولة ان احتمال تأييد الطرف الآخر في “ورقة النيات” الدكتور سمير جعجع لترشيحه من أجل قطع طريق قصر بعبدا على فرنجية لا تجدي. صحيح أنهما اتفقا ضمناً على قطع طريق الرئاسة على جدّه الرئيس الراحل سليمان فرنجية عام 1988 لكن الظروف تغيرت منذ ذلك الوقت ولم يعد شيء كما كان. فلا عون يتحمل عداوة مع حليفه الشيعي ومَن خلفه، ولا جعجع يتحمل عداوة مع حليفه السنّي ومَن خلفه. سيترجمان ذلك في الموقف من جلسة الإنتخاب التي أعلن نائب رئيس حزب “القوات” النائب جورج عدوان مسبقاً أن كتلة حزبه ستحضرها ولن تقاطع، أما وجهة تصويت نوابها الثمانية فموضوع آخر لم يقرره جعجع بعد. بالنسبة إلى كتلة “التيار الوطني الحر” التي سينفصل عن “التكتل” معها نواب “المردة” والطاشناق وآخرون فيحتمل جداً أن تقاطع الجلسة ويقف معها نواب “حزب الله”، على سبيل مؤاساة، أو “جبر خاطر”.
لكن رئيس “المستقبل” سعد الحريري، العائد إلى بيروت ليبقى فيها ويقود تياره والعملية السياسية في المرحلة المقبلة، وكذلك معاونوه، لا يريدون انتخاب رئيس للجمهورية قبل تفاهم مع الدكتور جعجع، الحليف الذي يقرّون بحقه في الشعور بالإستياء وأكثر حيال ما جرى. لكنهم يعوّلون على دور سعودي في تقديم ضمانات إليه تتعلق بمستقبل إدارة البلاد وموقع “القوات” الذي يتوجّب عدم تجاوزه. في سبيل ذلك لا يرى المصدر الوزاري أي بأس في انتظار أن يزور الدكتور جعجع المملكة بناء على دعوة رسمية من مستوى عالٍ، وأيضاً في انتظار التفاهم معه على مرحلة ما بعد انتخاب فرنجية. وإن لم يُنتخب في 16 من هذا الشهر ففي الأيام والأسابيع التي تليه، أين المشكلة؟ في النهاية لا بديل لدى الحريري من جعجع، ولا بديل لدى جعجع من الحريري. محكومان بالتفاهم والتحالف كزوجين يمران بخلافات يمكن أن تحصل في كل البيوت.
يبدي المصدر الوزاري ثقة مبنية على معطيات بأن فرنجيه اذا انتخب سيسعى إلى طمأنة الذين يخالفونه الرأي بخطاب قسمه والأداء والحكومة وقانون الانتخابات. ولكن ماذا إذا حصل خلل في التفاهمات بعد وقت كما حصل لاتفاقي الطائف والدوحة؟ “عند ذلك سنواجه كما فعلنا سابقاً في عهد الرئيس إميل لحود. كان خلفه 30 ألف جندي سوري واستخباراتهم وانسحبوا نهاية المطاف”، يقول المصدر ويسأل: “ما هو البديل؟ الحكومة اهترأت والبلد أيضاً. الزعماء الموارنة لم يقدموا مرشحاً توافقياً و”حزب الله” يمنع اكتمال النصاب إلا لانتخاب عون أو فرنجية. ماذا كان في إمكاننا أن نفعل؟ ننتظر ماذا؟”