أفادت المعلومات بان لقاء حواريا أول سيعقد غدا على الارجح في الرابية بين رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجيه. كما علمت “النهار” ان الرئيس أمين الجميل سيقوم اليوم بزيارة العماد عون .
وقالت مصادر معنية بالمشاورات الجارية على مختلف الصعد والمستويات السياسية انه من المبكر الجزم بأي نتائج سواء حيال جلسة 16 كانون الاول أو حتى حيال موعد الجلسة التي قد تليها وقت بدأ الكلام عن اتجاهات الى اطلاق وتيرة المشاورات بين مختلف الافرقاء وتوسيعها سعيا اما الى تحصين التسوية بتفاهمات واسعة وعريضة واما الى البحث عن مخارج أخرى.
صحيفة “الجمهورية” قالت: “كلّ المؤشرات والمعلومات تؤكّد أنّ التسوية الرئاسية جُمِّدت وعُلّقت، ولكن من المبكر الكلام عن أنّها انتهت وسقطت، حيث إنّ الدينامية الخارجية والداخلية التي انطلقَت ونجَحت بعضُ القوى على اختلافها في فرملة اندفاعتها، قد يكون من الصعوبة عليها إنهاء هذه الاندفاعة ووقفُها، إنّما من دون شكّ انتقل الجميع من مرحلة شدّ الأحزمة إلى مرحلة من الاسترخاء السياسي التي تفسِح في المجال أمام إعادة تقييم هادئة لكلّ ما رافقَ المبادرة الرئاسية من خطوات متسرّعة اتّكأت على عنصرَي المفاجأة وإنهاء الفراغ، ومن دون أن تحسبَ جيّداً حسابات القوى السياسية، وفي طليعتها «حزب الله» من جهة، والثلاثي الحزبي المسيحي من جهة أخرى.
وفي حين تؤكد مصادر قريبة من الحزب ثباتَه بترشيح رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون في موقف سياسي وأخلاقي يميل بوضوح إلى خيار الشارع المسيحي لا الرئاسة على أهمّيتها، ومن دون الانتقاص من تقديره لرئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، وكشفِه أن لا اتّفاق سعودياً-إيرانياً حول الموضوع الرئاسي في لبنان، حيث إنّ الاجتماع بين وزيرَي خارجية البلدين محمد جواد ظريف وعادل الجبير لم يتجاوز الـ 14 دقيقة واقتصر على الملف اليمني الذي انتهى على خلاف ولم يتطرّق إلى الملف اللبناني أو غيره لا من قريب ولا من بعيد، فإنّ مصادر قريبة من «القوات اللبنانية» أكدت لـ«الجمهورية» أنّ تجميد التسوية لا يتّصل حصراً بموقف الحزب، بل يتعلق أيضاً بموقف الرياض التي جدّدت تأكيدها رفضَ تجاوزِ الموقف المسيحي، وأنّ التشاور مع تيار «المستقبل» لم ينقطع، وأنّ الاهتمام الدولي هو بملء الفراغ وليس بتزكية هذا الشخص أو ذاك، مع حِرص المجتمع الدولي على التسوية التي تلتزم بالشرعية اللبنانية والقرارات الدولية، فيما التسوية الأخيرة أظهرت أنّها فاقدة للشرعية السياسية والمجلسية والميثاقية، وأكدت أنّ رئيس «القوات» لن يلبّي أيّ دعوة للاجتماع تحت عنوان الأقطاب الأربعة.
وفي وقتٍ تابَع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي زيارته الرعويّة الى سوريا، قبل عودته الى بكركي لاستكمال الاتصالات مع القيادات المارونيّة واللبنانية، وكشف أنّه دعا «الأقطاب الموارنة الأربعة إلى اجتماع في بكركي وأنّه لا يزال في انتظار الجواب»، علمت «الجمهوريّة» أنّ الراعي تفاجَأ أثناء تواجُده في اللاذقيّة، ومن خلال الأجواء التي استشفّها، من وجود تحفّظ سوري على اسم المرشّح فرنجيّة، وعدم حماسة لوصوله إلى رئاسة الجمهوريّة، خصوصاً أنّ سوريا كانت أبلغَت عدداً مِن حلفائها في لبنان أنّ ملفّ الرئاسة عند الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله وهو من يقرّر فيه، ما يزيد العقبات أمام انتخاب فرنجيّة، مع استمرار تمسّك الحزب بدعم ترشيح حليفه رئيس تكتّل «لتغيير والإصلاح» النائب ميشال عون.
من جهتها، قالت “الأخبار”: “يوماً بعد آخر، تتضاءل فرص التوصل إلى اتفاق سريع على انتخاب النائب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية. لكن ذلك لا يعني أن مبادرة الرئيس سعد الحريري التي لا تزال «غير رسمية» باتت بلا حظوظ. تظهّرت مواقف مختلف القوى، حتى تلك التي لا تزال تلتزم الصمت. وفيما كان الحريري والنائب وليد جنبلاط يستعجلان إمرار المبادرة، باتا اليوم أمام واقع يصعب تجاوزه، مبني على قاعدتين: لا يمكن عقد جلسة انتخاب رئاسية بلا غالبية مسيحية؛ ولا يمكن انتخاب رئيس من دون مشاركة “حزب الله”.
في تيار المستقبل، كانت الأجواء تشير في نهاية الأسبوع إلى أن الحريري سيُحجم عن إعلان تشريح فرنجية، لكي لا يخسر حلفاءه، وأولهم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ومن دون أن يكسب عائدات التسوية.
أما يوم أمس، فعاد المستقبليون إلى «نغمة» قرب خروج رئيسهم بموقف يُعلن فيه ترشيح رئيس تيار المردة إلى رئاسة الجمهورية. الضغوط على رئيس حزب القوات سمير جعجع لم تؤدّ بعد إلى تليين موقفه. يقول مقرّبون منه إن السعودية أبلغته بأنها اختارت ترشيح فرنجية، “وعليك أن تأخذ هذا الخيار في الحسبان”. وهدّد جعجع الحريري بخيار ترشيح عون في حال إصرار “الشيخ سعد” على السير في ترشيح النائب الزغرتاوي.
لكن رئيس القوات لن يُقدّم لعون ترشيحاً مجانياً، مراهناً على إمكان إسقاط خيار فرنجية، من دون الاضطرار إلى تسليف رئيس تكتل التغيير والإصلاح موقفاً بلا مقابل. وفيما يجمع جعجع كوادر حزبه للتباحث معهم في شأن الخيارات المطروحة أمامه، أكّدت مصادر قواتية لـ”الأخبار” أن محازبين كثراً يطالبون رئيس حزبهم بترشيح عون إلى الرئاسة، على أن يكون هذا الخيار جدياً لا على سبيل المناورة في وجه الحريري.
على الضفة الأخرى، تستمر محاولات التواصل بين عون وفرنجية، بعدما طلب الأخير موعداً من الأول. ونفى المكتب الإعلامي لعون ما جرى تداوله عن أن اللقاء بينهما كان سيحصل أمس. وفيما أشارت مصادر سياسية من فريق 8 آذار إلى أن اجتماع الحليفين المتنافسين على الرئاسة قد يحصل اليوم أو غداً، نفت مصادر عون علمها بذلك، من دون أن تنفي إمكان عقد الاجتماع قريباً.
وفي صفوف 8 آذار أيضاً، لا يزال حزب الله «الصامت الأكبر». الصمت هذا أعاده الحزب على مسمع الحزب التقدمي الاشتراكي، في لقاء دوريّ بين الوزراء وائل بو فاعور وأكرم شهيب وحسين الحاج حسن والنائب حسن فضل الله ليل أول من أمس. خرج وزيرا الاشتراكي من اللقاء بانطباع مفاده أن حزب الله يسعى إلى الحفاظ على فريقه السياسي، عبر فتح خطوط التواصل بين عون وفرنجية، لكنه لن يتعامل مع مبادرة ترشيح رئيس المردة بجدّية قبل تحوّلها إلى إعلان رسمي. كذلك لن يتبنى الحزب هذه المبادرة ليحاول إقناع عون بها.
أما الرئيس نبيه بري، فنقل عنه زواره أمس تشاؤمه من قرب إنجاز التسوية، وخاصة بعدما وصل إلى مسامعه كلام رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، الذي شدّد على أن “المضي بمراحل انتخاب المرشحين وإجراء الانتخابات في لبنان ينبغي أن يكون بحيث لا يؤدي إلى اتساع نطاق المشاكل”.
وهذا التصريح صدر بعدما استقبل لاريجاني المعاون السياسي لبري، الوزير علي حسن خليل في طهران أمس. وغمز لاريجاني من قناة السعودية، من دون أن يسميها، قائلاً إن “هنالك دولاً، ولا سيما في المنطقة تمد الإرهابيين بالسلاح والمعدات”، مؤكداً أن “على هذه الدول الانتباه إلى خطئها وأن لا تؤدي إلى تصعيد حالة الاضطراب الأمني في المنطقة”. كذلك زار خليل أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، الذي تمنى على كل الأطراف اللبنانية اختيار الشخص الأفضل لمنصب رئاسة الجمهورية وخدمة البلد.
وأضافت الصحيفة: “لا يبدو أن القوى السياسية، وتحديداً تيار المستقبل، تنتظر جدياً غطاءً من البطريرك الماروني بشارة الراعي لمبادرة انتخاب فرنجية، وخاصة أن الراعي لم يحسم موقفه في هذا الصدد. وبدأت بعض قوى 14 آذار التحريض على الراعي، بعدما انتشرت له صورة وهو يلقي خطاباً في سوريا (زار أول من أمس مدينة طرطوس لسيامة مطران جديد على حلب، وزار اللاذقية أمس) من على منبر تغطيه صورة للرئيس السوري بشار الأسد ببزته العسكرية. كذلك تتحدّث هذه القوى عن عدم وضوح موقف الراعي من اقتراح التسوية الرئاسية، وخاصة بعد حديثه أمس الذي تضمّن اقتراحين: أولاً، دعوته «جميع الكتل السياسية إلى أخذ المبادرة الرئاسية بجدية، خصوصاً أن وراء هذه المبادرة دولاً خارجية»؛ وثانياً، مطالبته «القوى السياسية والمسيحية بالاجتماع على طاولة والتشاور للخروج بقرار وطني داخلي بالشخص الذي يريدون ترشيحه لموقع الرئاسة».
وفي سياق متصل، اشارت صحيفة “اللواء” الى انه ما يزال الزوار الذين يذهبون للقاء المرشح سليمان فرنجية يعودون بانطباع يتضمن المشهد التالي:
1 ـ ان النائب سليمان فرنجية لا يزال يُبدي ارتياحاً لمبادرة الرئيس سعد الحريري، ويعتبر ان ترشيحه له جدي ومستمر.
2 ـ ان عودة الرئيس الحريري إلى بيروت قائمة، وقد تكون قريبة لاستكمال المشاورات مع الكتل كافة ومع رؤسائها تمهيداً للاعلان رسمياً عن نتائج هذه المشاورات.
3 ـ ان هذه الاتصالات والمشاورات لا بد ان تأخذ وقتاً، وأن الاتصالات قائمة بين الرئيس الحريري والنائب فرنجية، وأن التعجل قد ينعكس سلباً على الخطوات المدروسة التي يمكن ان تسير المبادرة عليها.
4 ـ ان مبادرة الانقاذ الرئاسية لم تنطلق من فراغ، فهي مبنية على تناغم عربي ودولي، واتفاق سعودي ـ إيراني ضمني على حماية الاستقرار اللبناني وعدم تعريض البلد للانفجار.