خرج رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، عن صمته، في لقاء لكوادر حزبه عُقِد في معراب بعيداً عن الإعلام، رسم فيه خريطة واضحة لموقفه، مؤكداً أنه يسعى لإسقاط مبادرة حليفه. كرر جعجع أنه يريد مناقشة اقتراح التسوية الرئاسية حصراً مع ولي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، ولا يريد أن يناقش السفير السعودي في بيروت علي عواض العسيري ولا الرئيس سعد الحريري الذي «لم يشاورني قبل مبادرته ويريد أن يفرضها عليّ فرضاً». وأضاف: «لديّ ما أقوله للسعوديين بشأن أمور كثيرة. لديّ مثلاً ملف فيديو يُظهر كيف يتحدّث فرنجية عن الأسد ونصرالله بتمجيد، ولغة الذم والإهانة بحق المملكة والملك، وكيف ينظر إلى علاقته بإيران والأسد وحزب الله».
وأكّد جعجع أنه لا يخشى على مصالح خاصة من هذه التسوية، «بل إن خشيتي هي على التحالف الإسلامي ــ المسيحي الذي نشأ بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وخطوة انتخاب فرنجية ستعيد المسيحيين إلى عام 2004، وهذا ما ستواجهه القوات».
ولفت جعجع إلى أنه يعرف مناخات تيار المستقبل، «إذ لا يوجد في الشمال مثلاً من يوافق الحريري على مبادرته سوى سمير الجسر وبعض الكوادر. وفي الكتلة عموماً هناك اعتراض. الرئيس فؤاد السنيورة مثلاً أول المعترضين، لكنه قال إنه لن يعلن موقفاً يكون مضطراً لاحقاً إلى التراجع عنه. أشرف ريفي وخالد ضاهر ومعين المرعبي يحذّرون من انعطافة كبرى ستحصل في الشارع لمصلحة «القاعدة» وفكرها». ويرى جعجع أن «الفريق المحايد الذي يقف إلى جانب الحريري حالياً في بيروت وصيدا وطرابلس والبقاع وعكار، سيبادر إلى فتح خطوط مع الطرف الآخر ما دام الحريري قد تراجع لمصلحة خصومه».
وسأل بعض الحاضرين جعجع عن إمكان تبنّيه ترشيح العماد ميشال عون، فردّ بأنه في المبدأ يرفض كل الواقع الذي يحاول البعض فرضه حالياً، «لكن في حال لم تسقط مبادرة ترشيح فرنجية، فسأبادر إلى ترشيح عون».
إلى ذلك، أكّدت مصادر «قواتية» لصحيفة «الجمهوريّة» أنّ الدكتور جعجع «يُبدي أمام زوّاره وخلال الإجتماعات التي يعقدها في معراب ارتياحه الى الأفق المسدود الذي وصلت اليه تسوية انتخاب فرنجية، حيث أنها فُرمِلت وتوقّفت، ويعود ذلك الى عوامل عدّة أبرزها رفض «القوّات» الحازم لهذه التسوية، والتنسيق وصلابة الموقف بين «القوّات» و«التيار الوطني الحرّ» والذي لم يعد أحد قادراً على تجاوزه، إضافة الى موقف السعودية التي لا تريد أن تتخطّى جعجع والإجماع المسيحي الرافض طريقة فرض التسوية، لكنّ جعجع يؤكد أنّ فرملة التسوية لا يعني سقوطها أو الإنتهاء منها لأنّ العاملين على خطها سيعاودون نشاطهم».
وشدّدت المصادر على أنّه «في حال تحرّكت التسوية مجدّداً فإنّ جعجع سيكون في المرصاد وسيواجهها، وستكون هناك خطوات مفاجئة». ولم تستبعد المصادر أن «يكون من بين هذه الخطوات لجوء جعجع الى ترشيح عون إذا وقعت المفاضلة بين فرنجية وعون، وهذا الخيار قد كشف عنه النائب أنطوان زهرا في اليومين الماضيين، وسيلجأ إليه جعجع في الوقت المناسب».
وصدر عن الدائرة الاعلامية في “القوات اللبنانية” بيانًا لفتت فيه الى تقرير نشرته صحيفة “الاخبار” في عددها الصادر صباح اليوم الأربعاء بعنوان “بري: جلسة 16 لن تنتخب”، وتضمّن حوارًا مختلقًا لرئيس “القوات اللبنانية” في لقاء الكوادر.
وجزم بيان الدائرة الاعلامية أنّ كل ما ورد في هذا التقرير هو مختلق ومن تصورات كاتبه، ويجافي الحقيقة جملة وتفصيلا. فاقتضى التصحيح