اعلن مصدر سياسي واسع الاطلاع لـصحيفة “الأنباء” الكويتية ان المبادرة التي يعمل عليها الرئيس سعد الحريري تواجه صعوبات معقدة، وفي رأي المصدر ان المبادرة ان نجحت او تعثرت او حتى فشلت فإنها رابحة بالنسبة لسعد الحريري الذي تقدم وتنازل وضحى من أجل لبنان، بينما غيره يرفض التضحية أو التجاوب أو تسهيل الأمور.
وردا على سؤال عما بعد سليمان فرنجية، أجاب المصدر لـ “الأنباء”: صحيح ان المبادرة شبه معلقة، بل وكأنها مصابة بمرض عضال، لكننا لا نستطيع أن نقول ان صفحة فرنجية طويت، فلو وافق حزب الله على ممارسة الضغط على عون، لحُلّت العقدة، على اعتبار أن الدكتور سمير جعجع قابل للاخذ والرد، أما في حال تعذر الوصول بفرنجية الى بعبدا، فإن فريق 14 آذار سيجد نفسه ملزما بدعم ترشيح الرئيس أمين الجميل بوصفه أحد الاربعة الموارنة الاقوياء الذين اعتمدوا للرئاسة في بكركي، وبعد “الفيتو” على العماد عون وسمير جعجع واحتمالا فرنجية، لا يبقى غير الجميل الأب ضمن لائحة الأقوياء.
ويرى مراقبون أن للتسوية غطاء دوليا عربيا وحاجة ثلاثية الأبعاد وفق التالي: -أولا: مواكبة التسوية السورية ومغادرة الرئيس السوري بشار الأسد لموقعه بما يتطلب ضمانة لفريق الممانعة لمؤازرة هذا التحول من خلال رئيس للجمهورية اللبنانية يطمئن هذا الفريق.
ثانيا: الحاجة الضرورية لمواجهة الإرهاب وتنظيم “داعش” لاسيما أن الساحة اللبنانية تشكل حديقة أمامية للمنطقة العربية رغم وجود الحلبة السورية التي يتواجد عليها “داعش”. إذن مطلوب أن يكون الزعيم السني سعد الحريري في السراي وإلى يمينه مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان وإلى يساره رئيس مجلس الأمن المركزي ووزير الداخلية نهاد المشنوق من موقعه بهذه الطائفة، للمضي في مواجهة الواقع الإرهابي بحيث يشكل هذا المثلث رأس حربة في حماية الاعتدال السني ومواجهة التطرف الإسلامي.
ثالثا: الحاجة المشتركة لأن يتم انتخاب رئيس للجمهورية المسيحي والماروني بنوع خاص بهدف طمأنة هذا الفريق في هذه المنطقة في ظل ما يطال الأقليات من تهديد، ولذلك تم اختيار فرنجية كونه أحد الأقطاب الأربعة الذين أعطوا لبعضهم شرعيتهم الشعبية بغطاء كنسي، وكذلك تولي الحريري رئاسة الحكومة بهدف دفع البلاد نحو الأمام سياسيا واقتصاديا بعد ما آلت إليه الأمور من مترتبات نتيجة ما عصف بالحكومة الحالية من خلافات عطلتها الى حد عجزها عن معالجة أزمة النفايات التي حصلت في ظلها مفاوضات التسوية.