قالت مصادر مواكبة للحركة السياسية الجارية لصحيفة “الراي” الكويتية ان الفترة المقبلة ستشهد اعادة برمجة للحسابات لدى كل الاطراف، اذ يبدو ان الجميع اصيبوا بالارباك جراء خلط الاوراق الحاد الذي تسببت به عملية طرح فرنجية مرشحاً جدياً للرئاسة، داعموه لم يتمكنوا من توسيع اطار التأييد الداخلي له، ولم يتمكن معارضوه من اقامة الإطار الموحد للتعامل مع ظروف هذا التطور.
واعتبرت تلك المصادر ان انقاذ تسوية فرنجية او تعويمها بات اصعب مما كان عليه الوضع في الاسابيع الثلاثة الماضية، إذ باتت تحتاج الى احداث ثغرة كبيرة راهن مؤيدو التسوية فيها على عودة وشيكة للرئيس سعد الحريري الى بيروت، تكون بمثابة رافعة سياسية مهمة للدفع نحو تذليل العقبات أمامها. ولكن كل المعطيات التي ترتبط بعودة الحريري اصابها الارباك ايضاً، نظراً الى عدم إمكان الجزم بموعدها، فيما بدأت تتردد معلومات عن تأخير الحريري لعودته وربط هذا التمهل بتراجع فرص نجاح التسوية.
وفي غضون ذلك، تؤكد المصادر ان الافرقاء المؤيدين لخيار فرنجية عمدوا الى تسريب معلومات عن عدم وجود مهل او مواعيد محددة للتسوية بعدما تبين ان امكان تمرير إنتخاب زعيم “تيار المردة” في الجلسة المحددة لمجلس النواب في السادس عشر من الشهر الجاري، ليس ممكناً على الإطلاق، كما ان هؤلاء تيقنوا من ان لعبة ضرب المواعيد احدثت اثراً سلبياً اضافياً استفز المعارضين، وتالياً بدأ الكلام عن التريث.
وتقول المصادر عينها ان فترة الاسبوع التي تفصل عن موعد الجلسة المحددة ستكون كفيلة بتظهير الاتجاهات التي ستسلكها التسوية علماً ان المعطيات الحالية تستبعد أي إتجاه حاسم بل ان بعض الاوساط القريبة من قوى “8 آذار”، يأخذ من صمت “حزب الله” دلالة لاستبعاد اي حسم في ما تبقى من السنة الحالية.