IMLebanon

معامل جنوبية بمواصفات عالمية برغم التحديات

Chipsplantlebanon-s
هبة دنش
أن تصعد معامل إنتاج من هذا الساحل المتواضع سلّم النجاح، فتصبح أشهر معامل لبنان وألمعها جودة، فهو شيء لم يكن بالأمر السهل. إنها أسماء لمعت في عالم الصناعة اللبنانية، بتقنيات متقدّمة.

عن الصعوبات يقول أسامة البساط حول صناعة «الطحينة» و «الحلاوة» في لبنان: «نواجه الصعوبات عينها التي تواجه الصناعات كلها في لبنان، على نحو تكلفة الإنتاج المرتفعة، اليد العاملة، المحروقات (الفيول والمازوت)، وصعوبة تأمين المواد الخام من الخارج وتخليصها من الجمارك».
وعن انطلاقة بعض هذه الصناعات، يضيف: «خلال الحرب الأهلية تعرّض المعمل في بيروت للنهب والتدمير أثناء الحوادث المؤلمة التي مرت على لبنان، ثم أعيد تأسيس المعمل بمكانه الحالي، في منطقة الغازية، بمحاذاة طريق عام صيدا – صور البحرية، فلاقى رواجاً كبيراً وشهرة واسعة من على هذا الساحل الجنوبي، ومع زيادة الطلب على منتجاتنا، أُنشئت فروع إضافية توزعت في لبنان كله، وأصبحت معامل كامل بدوي البساط المنافس الأقوى على صعيد المعامل الأخرى الموجودة في لبنان. إضافة إلى ذلك نصدر منتوجاتنا الى جميع أنحاء العالم، وهذا أعطى المعمل شهرة عالمية، متميّزة بدقة التعامل والتسليم، وكيفية تغليف البضاعة، والمحافظة على جودتها وشكلها، ما أثر إيجاباً في الترويج لمنتجاتنا، ويشغّل معملنا أكثر من 40 عاملاً».
يشير البساط إلى أن «المغترب اللبناني كان السفير الأفضل للتعريف بالمنتج اللبناني وانتشاره».

يتحدّث عثمان شمعة أحد مؤسسي شركة «ميلكو»، وهي من أوائل المصانع المنتجة للألبان والأجبان في الجنوب، شرق ساحل الزهراني، عن صعوبات التصدير إلى الخارج «برغم جودة منتجات ميلكو ومطابقتها للمواصفات العالمية، وحرصنا على تطبيق المواصفات العالمية في إنتاجنا، ولكن للأسف، لا نصدر للخارج برغم قدرتنا على الإنتاج النظيف، ورغم مطابقة إنتاجنا للمعايير الأوروبية، هناك صعوبات بسبب عدم وجود قنوات للتصدير إلى الخارج، بالرغم من أننا نتبع مواصفات الهيئة الوطنية للتقييس في لبنان «ليبنور» بالنسبة لمواد الغذاء. نحن لا نريد دعماً مباشراً من الدولة إنما تسهيل دخول المنتج اللبناني إلى الأسواق العالمية».
ويتابع: «برغم المعاناة التي عاشها قطاع الصناعات الغذائية من جراء الحملات الإعلامية التي رافقت حملة فساد الغذاء التي قامت بها وزارة الصحة مؤخراً، ما زلنا نعمل بطاقة إنتاج عشرة أطنان من حليب البقر يومياً، بعدد عمال يفوق 50 عاملاً، منهم 15 من الإناث».

فيما كان التصنيع الزراعي أحد أهم الحلول للمساهمة في تصنيع الفائض من الإنتاج الزراعي، وفتح استثمارات جديدة، نشأت معامل «التشيبس»، التي ساعدت في إعلاء شأن الزراعة والصناعة اللبنانيتين، فيما واجهتها تأثيرات سلبية. وعن تأثير قرار منع استيراد الشيبس الى لبنان، على الصناعة اللبنانية تشير المسؤولة الإدارية في معمل «رينغو» في ساحل الزهراني جنوباً، لمى غدار الى أن «هناك بروتوكلات موقعة مع دول عديدة تقضي بإعفاء الشيبس المستورد من رسوم جمركية. وطبعاً فإن هذا التوقيع يؤثر على مختلف معامل الشيبس في لبنان، ليس علينا فقط، خصوصاً استيراد الشيبس السعودي. فمنذ أشهر قليلة اجتمع أصحاب معامل الشيبس في لبنان مع وزير الصناعة الحاج حسين الحاج حسن ووعدنا بتخفيف نسبة الاستيراد، وفرض رسوم جمركية، وأرسل إلينا القرار من قبل الوزارة وجمعية أصحاب الصناعات الغذائية والنقابة، ولكن على الأرض لم نرَ بعد تطبيقاً للقرار».

وتضيف غدار «المعمل اليوم يقوم بالتصدير الى خارج لبنان، في مصر والجزائر واليمن والعراق، واربيل والاردن والكويت وافريقيا وعدد من البلدان. ويشغل يد عاملة جنوبية تصل الى نحو 200 عامل (بين عمال يوميين، عمال موسميين، وعمال دائمين)، ويشرف على الإنتاج قسم الإنتاج والمراقبة والمختبر وهم ذو خبرة في هذا المجال، (فحص المواد الأولية، وفحص الزيوت بشكل مستمر، ومرات عدة في النهار، مراقبة طريق العمل والنظافة)».
تؤكد غدار أن «هذه النقلة النوعية دفعت الشركة في العام 2005، إلى إنشاء مبانٍ جديدة وإدخال أهم وأحدث تقنيات التكنولوجيا في ما يخصّ خطوط الإنتاج الصناعية التي تسمح بمرونة العمل 7 أيام أسبوعياً بطاقة كاملة، بالإضافة الى اعتماد الطرق البيئية والفنية الحديثة في تخزين المواد الأولية والجاهزة».

يقول المهندس الزراعي محمود عيسى: «في الآونة الأخيرة تثبت نماذج صناعية مميّزة ومتألقة حضورها، وسعيها الدائم للحفاظ على ديمومتها، برغم كل التحديات الصعبة، وتوفير فرص عمل جيدة محلية، وعلى الجهات المعنية أن تدعم هذا القطاع».