أقامت هيئة تنمية العلاقات الاقتصادية اللبنانية – السعودية ممثلة برئيسها ايلي رزق، غداء في فينيسيا تكريما لسفير المملكة العربية السعودية علي عواض عسيري ولرئيس اتحاد الغرف اللبنانية محمد شقير، تقديرا لجهودهما في تنمية وتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وحضر وزراء: السياحة ميشال فرعون، الصحة وائل ابو فاعور والاقتصاد والتجارة آلان حكيم، النواب: ياسين جابر، غازي يوسف، اسطفان الدويهي وسيمون أبي رميا، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي روجيه نسناس، الوزير السابق زياد بارود، رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق عدنان القصار، نقيب الصحافة عوني الكعكي، نقيب المحررين الياس عون، مديرة “الوكالة الوطنية للاعلام” لور سليمان صعب، رئيس جمعية المصارف جوزف طربيه، رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميل، رئيس جمعية تجار مار الياس ممثلا أمين عام “تيار المستقبل” أحمد الحريري، رئيس إتحاد النقابات السياحية بيار الاشقر، رئيس غرفة طرابلس والشمال توفيق دبوسي، عميد الصناعيين جاك الصراف، رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس، رئيس إتحاد تجار جبل لبنان نسيب الجميل، رئيس الجمعية اللبنانية لتراخيص الامتياز شارل عربيد، نواب رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد لمع وغابي تامر ونبيل فهد، رئيس غرفة التجارة الدولية – بيروت وجيه البزري، رئيس تجمع رجال الاعمال فؤاد زمكحل، رئيس بلدية جبيل زياد حواط، رئيس الندوة الاقتصادية رفيق زنتوت، رئيس مجلس الاقتصاديين اللبنانيين سمير رحال، وحشد كبير من أهل الاعلام ورؤساء الجمعيات والنقابات الاقتصادية ورجال الاعمال.
رزق
بداية القى رزق كلمة قال فيها: “أرحب بكم أشد ترحيب وأشكركم على المشاركة في هذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعا، وهي تكريم لشخصين صديقين على ما قاما به من جهود وأعمال جبارة خلال أصعب الفترات على الاطلاق وأكثرها دقة للحفاظ على المسار التاريخي للعلاقات الاخوية بين لبنان والمملكة العربية السعودية، لا بل تنمية هذه العلاقات خصوصا على المستوى الاقتصادي”.
أضاف: ” لقد نجحت هذه الجهود، بوضع مدماكا جديدا في العلاقات الاقتصادية بين البلدين الشقيقين، وبرسم مسار مستقبلي مشرق يرتكز على شراكة فعلية وتعاون أقوى بين رجال الاعمال في البلدين”، مؤكدا أن “هذا الامر لم يكن ليحصل أو يتحقق، لولا وجود أغلبية ساحقة من اللبنانيين تريد الحفاظ على هذه العلاقات الاخوية، وتؤمن بأهميتها ومردودها الإيجابي الكبير على بلدهم على المستويات كافة”.
وخاطب رزق شقير قائلا: “شهادة حق أقولها، إنني منذ معرفتي بك وتعاوني معك في هيئة تنمية العلاقات الاقتصادية اللبنانية – السعودية، رأيت بك الفارس المقدام الذي لا يتوانى عن المبادرة والتحرك وأخذ القرارات والقيام بالزيارات وبكل الخطوات اللازمة لترسيخ العلاقات الاقتصادية اللبنانية – السعودية لا سيما خلق شراكات عمل قوية بين القطاع الخاص في البلدين تضع رؤية جديدة لمستقبل أفضل، ولهذا كان ترؤسك للوفود الاقتصادية الى المملكة والاجتماعات واللقاءات المتعددة مع كبار القيادات الاقتصادية فيها، وكان أيضا أسبوع لبنان في السعودية – جدة، وغير ذلك الكثير، والمسيرة مستمرة، كما لا أنسى أبدا سهرك الدائم وحرصك على حماية مصالح اللبنانيين العاملين في دول مجلس التعاون الخليجي عموما والمملكة العربية السعودية خصوصا وما تخصيصكم لمكتب لتنمية العلاقات إلا إيمانا بأهمية الروابط الإقتصادية بين البلدين. ولهذه الجهود ولغيرها وغيرها تستحق التكريم”.
وعن السفير عسيري، قال رزق: “أجمل ما في علي عسيري أنه السفير الإنسان بالدرجة الأولى وبقدر ما هو سفير المملكة في لبنان، هو أيضا سفير لبنان في المملكة، ولا أغالي إذا قلت أن غيرته على لبنان توازي غيرته على المملكة كما توازي غيرة أي واحد منا على بلادنا.
وتابع: “أقدر كثيرا ما قاله لي في مناسبات عديدة: “نحن نحب من يحب لبنان”، كما أقدر إندفاعه في كل ما يعزز العلاقات بين المملكة ولبنان ولا سيما العلاقات الإقتصادية وبتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حيث لم يتوقف منذ تسلمه مهامه في لبنان عن دفعها وتشجيعنا بحماسة لافتة على التواصل مع نظرائنا السعوديين وجذب المستثمرين وتمكين لبنان من الإستفادة من القدرات الإقتصادية السعودية المختلفة، إنك بصفاتك الإنسانية الراقية التي تبدأ بالتواضع ولا تنتهي بالدماثة وحسن التعامل، وبتحركك الدبلوماسي النابع من مهنية ومن أن العمل الدبلوماسي عمل واضح ونظيف وليس أي شيئ آخر، وبإنفتاحك على كافة القوى السياسية وقربك من الناس وفتح بابك لكل مراجع أو طالب حاجة أو مساعدة، إنك بكل ذلك تعبر عن البعد الأخوي العميق للعلاقات السعودية اللبناني، وتقدم أبهى صورة عن المملكة وطبع قيادتها وشعبها”.
وشكر رزق “الجالية اللبنانية في المملكة العربية السعودية لدورها الكبير في ترسيخ هذه العلاقات وتجسيدها على أرض الواقع عملا وانتاجا وابداعا واخلاقا عالية في المملكة، وأيضا لدور هذه الجالية الكبير في دعم صمود الاقتصاد والمجتمع اللبناني”، وقال: “اليوم لدينا في هذا الحفل مجلس العمل اللبناني في الرياض ومجلس العمل اللبناني في جدة، أتوا مشكورين ليشاركونا حفلنا هذا، ليشهدوا وليباركوا هذا التكريم وهذه الجالية هي ثروة لبنان ونفطه وأعجوبة إقتصاده كما نخص بالشكر وسائل الإعلام اللبنانية التي حرصت دائما على مواكبة كل الجهود المبذولة في سبيل تطوير وتنمية تلك العلاقات”.
شقير
بدوره القى شقير كلمة شكر فيها رزق “على هذه المبادرة التي تؤكد أهمية العلاقات الاستراتيجية بين لبنان والمملكة العربية السعودية”، مشيدا “بتعاونه الايجابي، وبحركته التي لا تهدأ وتفانيه لترسيخ هذه العلاقات وتعزيزها”.
وقال: “الحديث عن العلاقات الاخوية المميزة بين لبنان والسعودية يطول، فمعاملة المملكة للبنان كانت على الدوام تنطلق من حقيقة ساطعة هي معاملة الأخ لأخيه، وهذا ما يفسر الاحتضان الذي خصته المملكة للبنان ووقوفها الى جانبه في السراء والضراء، منذ الاستقلال وحتى هذه اللحظة. إن هذا الموقف كانت تعبر عنه السعودية قولا وفعلا وفي كل الميادين، وهو ظهر بالمساعدات السخية منعا لانهيار لبنان ولتقوية صمود شعبه ولإعادة إعماره، وآخرها الأربعة مليارات دولار، لدعم جيشه وقواه الأمنية”.
أضاف: “بالمختصر المفيد، لولا وجود جالية لبنانية كبيرة في دول الخليج ولا سيما في المملكة، ولولا تحويلاتهم، لما إستطاع لبنان أن يتجاوز كل هذه الأزمات التي عصفت بإقتصاده منذ العام 2011، لا بل أن هذا الوجود حمى لبنان من انهيار اقتصادي وانفجار اجتماعي محتمين. واليوم نقول، لا نموا اقتصاديا ولا استقرارا اجتماعيا الا بأفضل العلاقات مع دول الخليج والمملكة العربية السعودية بشكل خاص”.
ولفت الى أنه “إنطلاقا من هذه الحقيقة، نبذل كل ما بوسعنا من جهود لتنمية علاقاتنا الثنائية الى أفضل المستويات ولا سيما اقتصاديا لتكون مثالا يحتذى به في العلاقات بين الدول العربية”. وقال: “لن أعدد كل ما قمنا به من زيارات ولقاءات واجتماعات ونشاطات اقتصادية ضخمة في الفترة الماضية، لكن أشير الى أننا نعمل مع كل القطاع الخاص اللبناني، في لبنان وفي السعودية، وبالتعاون مع زملائنا في المملكة والمعنيين فيها لاتخاذ كل الخطوات والمبادرات التي من شأنها زيادة التعاون ورفع مستوى العلاقات الاقتصادية الى مستويات جديدة تكون محط اعتزاز وفخر الجميع”.
وأكد شقير: “في الحديث عن العلاقات بين لبنان والمملكة، لا تفوتنا الاشادة بالدور الريادي الذي يلعبه السفير عسيري بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين والقيادة السعودية، ونأمل أن تتوج كل هذه الجهود الخيرة التي تتم حاليا بإنتخاب رئيس للجمهورية قبل الاعياد المجيدة”.
وقال: “تعب اللبنانيون، وآن الأوان لهم أن يرتاحوا ويعملوا وينتجوا وينهضوا ببلدهم ومن حقهم أن يعيشوا فرح الاعياد. لقد شبع الشعب اللبناني فراغا في سدة الرئاسة وتعطيلا للمؤسسات الدستورية، نعم شبع الشعب تهويلا وخوفا وكلاما ووعودا، شبع تجاذبات وصراعات وأزمات اقتصادية وبطالة وروائح كريهة تهب من كل حدب وصوب”.
أضاف: “أكثر من سنة ونصف السنة على الفراغ في سدة الرئاسة، لم يستطع خلالها أهل السياسة إحراز أي تقدم فعلي لإيصال رئيس الى قصر بعبدا. الى متى ينتظرون؟ ألم تكفهم سنة ونصف السنة؟ أم أن الأفق يجب أن يبقى مفتوحا الى ما لا نهاية، وأن يبقى البلد مكشوفا على كل الاحتمالات”.
وتابع: “بإسمي وبإسم زملائي في الهيئات الاقتصادية نقول كفى تعطيلا ووضع عصي في دواليب الحلول، كفى تخريبا وتضييعا للفرص، البلد يحتاج الى قيادات وطنية تضحي من أجله، لا أن تضحي به من أجل مواقع ومصالح خاصة”، مشددا “نريد رئيسا للجمهورية اليوم قبل الغد. نريد رأسا للبلد ورأسا لسلطة سياسية فاعلة تحمي لبنان من الزلازل الاقليمية، وتحصنه من الهجمات الارهابية، وتقوده الى طريق التعافي والاستقرار والنهوض والازدهار”.
وختم شقير قائلا: “في قاموسنا، لا نعرف في علاقاتنا مع المملكة الا طريقا واحدا، وهو طريق بإتجاه واحد، الى الأمام، قناعة منا بمسار تاريخي ناصع البياض، وإيمانا بما علمنا اياه الرئيس الشهيد رفيق الحريري”.
عسيري
من جهته القى السفير العسيري كلمة قال فيها “يسعدني أن أكون بينكم اليوم بدعوة كريمة من الاخ الاستاذ ايلي رزق الذي يتفانى من خلال عمله وموقعه في بذل كل ما من شأنه تعزيز العلاقات الاقتصادية بين المملكة العربية السعودية ولبنان، وأن أتوجه من خلاله بالشكر الى كل فرد منكم على حضوركم ومشاركتكم في هذا اللقاء التكريمي الذي لا اعتبره تكريما لشخصي وإنما تعبير حقيقي عما يجمع المملكة ولبنان وشعبهما من أخوة ومودة وعلاقات إنسانية عميقة”.
أضاف: “أود إغتنام هذه المناسبة للتأكيد لكم بما تمثلونه على الصعيد السياسي والاقتصادي والاعلامي والاجتماعي أن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله سعت ولا تزال بما لها من تأثير عربي ودولي الى تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار للبنان، كما لا تزال تشجع القادة اللبنانيين في كل مناسبة على الحوار الوطني البناء وتحصين الساحة الداخلية والحد من إفرازات الاحداث الاقليمية، وتبارك أي جهد يؤدي الى إنتظام الهيكلية السياسية للدولة اللبنانية والحد من الشلل الذي يصيب مؤسساتها الدستورية”.
وتابع: “هذه الدعوات ليست موجهة للقادة السياسيين فحسب بل للهيئات الاقتصادية ايضا التي لا يقل دورها أهمية عن دور القوى السياسية. هذه الهيئات بمختلف قطاعاتها مدعوة وإن كنا نعلم أنها تقوم بدور فعال في هذا المجال، الى وضع الخطط الاقتصادية بشكل دائم وإستنباط الافكار والمشاريع الرائدة التي يتسم بها العقل الاقتصادي اللبناني وتطوير الخدمات وتعزيز العلاقات الاقتصادية السعودية اللبنانية بما يشجع الاستثمار ويخلق مزيدا من فرص العمل وينشط التبادل التجاري بين البلدين ويرفد الدولة اللبنانية في مسيرة إنماء المجتمع وتوفير الأفضل للمواطن”.
وأردف العسيري: “أعرف أن الوضع الاقتصادي العام يعاني من مصاعب كثيرة وأكثرها ربما بسبب السياسة، الا ان هذا الامر لا ينبغي أن يحد من عزيمتكم بل يجب أن يشكل تحديا لكم لإثبات قوة القطاع الخاص وقدرته على التكامل مع القطاع العام وحماية الاقتصاد الوطني خلال الازمات لتتمكن البلاد من إجتياز المحن والعبور الى أوضاع أكثر استقرارا”.
وأوضح: “لا أذيع سرا بالقول أن الاسواق العربية وفي مقدمتها السوق السعودية هي اسواق واسعة وواعدة وتتسم بالديناميكية والقوة ومؤسسات القطاع الخاص اللبنانية تجد في هذه الاسواق مساحات عديدة للتواصل والاستثمار المتبادل، ورجال الاعمال اللبنانيين مرحب بهم في المملكة العربية السعودية والجميع يقدر خبرتهم وامكانياتهم وقدراتهم التي احسنوا استخدامها في مختلف المجالات وخاصة التنموية، لذا، فإنني أدعوكم كرجال أعمال وإقتصاديين ومستثمرين في كافة القطاعات الى تفعيل العلاقة بالهيئات الاقتصادية العربية وفي مقدمتها السعودية من خلال المؤتمرات والزيارات المتبادلة والمعارض والمجالس والغرف من أجل الاطلاع على ما يمكن أن تقدمه هذه الهيئات للاقتصاد اللبناني وما يمكن أن تقدمه الهيئات الاقتصادية اللبنانية لتلك الاسواق”.
وختم: “إننا فيما نقترب من فترة حلول الاعياد يطيب لي ان أتوجه من على هذا المنبر الى الاشقاء اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا بالتهنئة القلبية بعيد الميلاد ورأس السنة مع اصدق تمنياتي للبنان العزيز ان يكون العام المقبل عام خير وإقبال وازدهار”.
وفي الختام، سلم رزق درعا تقديرية الى شقير، ثم سلم شقير ورزق السفير السعودي درعا تقديرية. وبعد ذلك اقيم حفل غداء على شرف عسيري وشقير.