أشارت مصادر سياسية متابعة لمسار التسوية، عبر “المركزية”، الى ان دبلوماسيين غربيين ينشطون على الساحة اللبنانية، كان آخرهم القائم بأعمال السفارة الاميركية ريتشارد جونر، سيكثفون في الايام المقبلة حركتهم، حاملين رسالة واضحة المعالم الى القوى المسيحية تستعجل انجاز الانتخابات الرئاسية واغتنام الفرصة التي تشكلها التسوية المطروحة اليوم، والا فالاتفاق فيما بينهم على مرشح جديد، لكن المهم ملء الشغور.
وبعد “خلوة الرابية الثلاثية” التي أكدت وفق المصادر ان وصول أي من الاقطاب الموارنة الاربعة الى سدة الرئاسة ليس متاحا حاليا، لعقبات محلية أو خارجية اعترضت وتعترض طريق ترشيحاتهم، فان الانظار متجهة الى معراب والرابية، حيث من المرتقب حسب المصادر، ان تنطلق بين الطرفين حركة اتصالات مكثفة تركّز على سبل الخروج من المأزق الذي يخلقه الشغور الرئاسي والذي زاد تعقيدا بعد طرح الرئيس سعد الحريري استعداده لدعم ترشيح فرنجية.
واشارت الى ان مشاورات جدية يجب ان تنطلق بين طرفي اعلان النيات للوصول الى طرح اسم جديد ينقذ الاستحقاق الرئاسي، حيث لا يمكنهما الاكتفاء بتعطيل ترشيح فرنجية من دون طرح اسم بديل، علما ان اقدام رئيس “القوات” سمير جعجع على دعم ترشيح العماد عون مستبعد لان الاخير لم يتمكن خلال عام ونصف من تأمين الاجماع المطلوب، كما ان جعجع يحاذر تأييد عون كونه حليف حزب الله، ولا يريد ان تبدو خطوته كرد فعل على خطوة الحريري. انطلاقا من هنا.
ورات المصادر ان البحث يجب ان يتركز على شخصية توافقية، لكن جعجع المستعد للانسحاب لصالح مرشح وسطي أمامه مهمة صعبة تتمثل في اقناع عون بالانسحاب ايضا، الا ان المصادر تشير الى ان جعجع سيحاول عرض أسماء مقبولة من الجميع تكون بعيدة من الوسط السياسي وربما تكون خلفيتها اقتصادية أو مالية، لا طموحات أو أطماع سياسية لها، أي أنه سيطرح على الجنرال الذهاب نحو خيار يطمئن الجميع ولا يتحدى احدا”.
في المقابل، تتحدث المصادر عن سيناريو آخر بعد لقاء الرابية، قد يكون فيه الجنرال اقتنع بالانتقال من ضفة المرشح الى ضفة الناخب الاقوى، فيشترط ان ينفرد في تسمية المرشح البديل الذي سيصل الى الرئاسة. واذا كانت المصادر لا تستبعد ان يضغط “حزب الله” في هذه الحال على الجنرال، ليعلن دعم فرنجية، فانها ترى ان الخيار الامثل يكون بأن يتشاور الجنرال مع القوات اللبنانية والكتائب، فيؤيد شخصية توافقية برعاية بكركي، تستمد قوتها مستقبلا من وقوف القوى المسيحية الاكبر الى جانبها.
في الانتظار، بات شبه محسوم وفق المصادر، ان موعدي 16 أو 22 كانون الاول الجاري اللذين عوّل على انجاز الاستحقاق الرئاسي في احدهما، طارا وقُذفت معهما كرة الرئاسة الى العام المقبل. أما الاطراف المسيحية فتجهد من جهتها لتثبيت فترة تجميد التسوية وتمديدها بما يتيح اتفاقها على الصيغة الفضلى لاتمام الانتخابات.