قالت اوساط سياسية مطلعة ان “حزب الله” لا يمكنه ان يترك لا العماد ميشال عون ولا النائب سليمان فرنجية فالاثنان حاجة ماسة له راهنا، وليس صمته المطبق منذ نحو ثلاثة اسابيع، مع انطلاق التسوية، سوى الوجه الآخر للموقف المحرج الذي وُضع فيه عبر تسوية تصفها الاوساط بضربة معلم، والبحث عن مخرج يجنّبه كأس الافتراق عن أحد الحليفين . وتضيف ان الحزب يخفي خلف صمته جهودا جبارة يبذلها خلف الستارة لدوزنة الموقف بين الحليفين بحيث يربحهما معا، باعتبار ان خسارة اي منهما ستكون باهظة الثمن، وينتظر موقفاً علنياً من الرئيس سعد الحريري واشارة اقليمية يبدو طال انتظارها ليخرج بعدها عن صمته ويحدد موقفه وشروطه.
واشارت الاوساط بحسب “المركزية”، الى ان الحزب يفضل ان يعلن الرئيس سعد الحريري ترشيح فرنجية لينصرف آنذاك، وفي ضوء الاعلان، الى طرح مطالبه وشروطه للتسوية بما يؤمن له مكاسب سياسية تشكل بالنسبة اليه “مغنما” للمرحلة المقبلة التي ستشهد تسويات على المستوى الاقليمي، توجب ان يكون محصنا بعدها بمكاسب تمنحه قوة سياسية تعوّض عن “فقدان المناعة” الامنية اثر العودة من سوريا الى المربع اللبناني حصرا.
وتلفت الى ان العثرات في وجه التسوية موجودة لكنها لم تتمكن منها، ذلك ان الجهد الدولي يبذل على أكثر من مستوى لتذليلها بدليل حركة القائم بالاعمال الاميركي ريتشارد جونز الذي يتنقل بين مقر وآخر، وحط رحاله اليوم في بكفيا، ولا ينفك يؤكد ضرورة اقتناص فرصة التسوية او الاتفاق على مرشح وانتخابه سريعا لان المهم وضع حد للفراغ الرئاسي وهو الموقف نفسه الذي يتبناه تيار المستقبل ويشغّل محركاته على هذا الاساس. وتشير الاوساط الى ان الرئيس الحريري منح فرصة التأييد لعون تماما كما فرنجية، فهو قال للرجلين الكلام نفسه، ” لك تأييدنا متى أمنت التوافق الداخلي حولك”. وبعد لقاء الحريري- عون في روما، تبين ان عون لم يتمكن من تأمين التوافق، فذهب الحريري ومن خَلفه من الدول الساعية الى انتخاب رئيس للبنان، الى خيار فرنجية بالموقف ذاته، ما دام الغرب على يقين بان فريق 8 آذار هو الاقوى ميدانيا ويفترض ان ينتخب الرئيس من اهل بيته، على ان تناقش سائر الاستحقاقات في حينها. وتختم الاوساط بالقول ان التسوية حصلت تحت “علم وخبر” اقليمي دولي، لكنها تبقى حتى الساعة رعاية من دون قرار.