يستعد الكوارنيون لاستقبال عيد الميلاد المجيد، وما يكاد يحل عيد البربارة في الرابع من الشهر الا وتكون المنازل والشوارع والمحلات التجارية قد لبست حلة العيد، ورفعت فيها اشجار الميلاد.
«اللافت هذا العام، ان غالبية البلديات تأخرت في وضع زينتها، كما الاهالي في منازلهم، ويعود السبب الرئيسي في ذلك للوضع المالي والاقتصادي، فيما المحلات التجارية تعيش بين الأمل والرجاء على أن يكون موسم الأعياد منتجاً، بعد التراجع المتدرج الذي تواجهه وبلغ 50 في المئة عن المواسم الماضية، بسبب تزايد متطلبات الحياة، وتدني الاجور، ما يجعل العائلات ترزح تحت عبء الضائقة الاقتصادية، ويفرض عليها التوفير في مصاريفها قدر الامكان وتركيز مشترياتها على الامور الاساسية الملحة»، على حد تأكيد رئيسة جمعية «معا اقوى» دوللي عيسى بالوشيان.
وتشير رشا الايوبي (صاحبة محل حلويات العيد) ان» حركة العيد لم تبدأ بعد، برغم ان الطلب على الحلويات لا يتوقف لانه اساسي في اعياد الميلاد ورأس السنة، كما ان غالبية الهدايا كانت تتركز على كاتو «البوش دونويل» الذي يبدأ الحجز عليه مطلع شهر العيد». وترى ان «الناس باتت تقتصد في كل مشترياتها، لذا لم يعد احد يشعر كما في السابق بالتحضيرات المميزة للعيد».
وفي حين ان اخصائية التجميل هدى نيقولاوس ترى ان «الحركة التجارية والاقتصادية باغلبيتها متراجعة في الكورة»، رغم تزايد عدد المحال التجارية والمكاتب، يبدي سليم باشا تفاؤلا كبيرا تجاه حركة الاعياد المقبلة في ظل «استقرار الوضع الامني، وحجوزات المغتربين اللافتة للمشاركة في الاعياد مع اهاليهم واقاربهم في الكورة».
وفي هذا الاطار، يشدد خليل عيسى وهو صاحب محل تجاري على ان «حركة الاسواق التجارية لا تنشط في الاعياد الا قبل اسبوع، مع اقتراب العيد والاحساس بضرورة التحضير له». كما تشاركه في الرأي ايليسا جبور اذ ترى ان «العيد يفقد رهجته وبهجته سنة بعد سنة لدى الكبار، نتيجة الضغوطات النفسية والاقتصادية، لذلك لم يعد الاهالي يهتمون بالتحضير له مسبقا كما في السابق من السنوات، لاسيما وقد تراجعت عادة تبادل الهدايا والزيارات لكثرة الاشغال والاعباء».
كما ان شراء الثياب، وفق رشال خوري «لم يعد يقتصر على مناسبات الاعياد»، إذ إن الاهالي يشترون الثياب لاطفالهم لدى الحاجة اليها وكلما سمحت الظروف بذلك. وكثير من الامهات، من ذوات الدخل المحدود، ينتظرن «التنزيلات الحقيقية» بعد الاعياد ويشترين لاولادهن الثياب للعيد المقبل بقصد التوفير.
هذا وقد رأت جوسلين عبد المسيح ان «العيد سوف يتأخر كثيرا هذا العام بالنسبة لغالبية الاهالي ممن يعانون مشاكل نفسية ومالية»، مشددة على ان اهم المشاكل النفسية باتت اسبابها مادية نظرا «لتحول مجتـــمعاتنا من مجتـــمعات منتجة الى مجتمعات استهلاكية».
امام هذا الواقع، نشطت الجمعيات الكورانية مثل «معا اقوى» و «الصليب الاحمر» و «تجمع النهضة النسائية» و «حركة الشبيبة الارثوذكسية»، و «جمعية سيدات عفصديق»، اضافة الى رعايا الكنائس مثل كفتون وبترومين واميون وكفرعقا وكوسبا وانفه في اقامة احتفالات للاطفال وتوزيع الهدايا عليهم. كما تعمد الغالبية منهم الى تقديم المساعدات الغذائية للعائلات المحتاجة».