حاوره رولان خاطر
أوضح عضو “كتلة المستقبل” النائب محمد الحجار ان تسوية الرئيس سعد الحريري هي عبارة عن مجموعة أفكار تستلزم عوامل عدة لإنجاحها. وأشار إلى أنه عندما يتم الحديث عن “تسوية” وطنية جامعة فهذا يعني تنازلاً من الأطراف كافة، والترفّع عن أي مصلحة خاصة سواء كانت شخصية أو حزبية أو فئوية من اجل مصلحة الوطن، ويعني أيضاً أن التسوية تستند في طرحها وفي الالتزامات والضمانات التي ترتكز عليها على مرجعية وطنية وهي مرجعية الطائف والدستور. وهذا يعني أن يتشارك الجميع في تحمّل مسؤولية مواقفهم منها سلبا أو إيجاباً.
الحجار، وفي حديث لموقع IMLebanon، ردّ على مقولة بأن التسوية لم تستند إلى شبكة امان محلية او خارجية، بالتأكيد أنه لم يتم فعلاً الاتفاق على كل عناصر هذه التسوية بسبب التسريب الذي حصل في الإعلام، لكنه أكد أن الجميع كان بأجواء التسوية، و”أنا اعني ما أقول”.
وأضاف: “الجميع كان بأجواء ما يحصل، وما يمكن الذهاب إليه، لكن لم يكن الجميع موافقاً على كل عناصرها”. واعتبر ان خطاب كل من “القوات اللبنانية” و”الكتائب” الذي يقول بأولوية المشروع وليس الشخص يعني أنهما يريدان ضمانات معينة لكي يأخذا موقفا اكثر ايجابياً من التسوية، وهذا يعني أنهما كانا بجوّ التسوية”.
أما خارجياً، فأعرب عن اعتقاده بأن هناك مجموعة من الدول التي يهمها إنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان، البعض منها كان مباركا لهذه التسوية، والبعض الآخر كان دافعاً لها.
الحجار أكد رفض تقديم المزيد من التنازلات بخصوص التسوية، وذلك في إشارة إلى شرط “حزب الله” لتكريس بند قانون الانتخاب النسبي ضمن التسوية للسير بها، وقال: “هذا أمر لا يجوز، والطريق لن تمرّ من هنا. نحن نقول إنه آن الاوان انه في ظل الحريق في المنطقة، وفي ظل التحذيرات التي تأتي من كل المهتمين بلبنان من دول واجهزة أمنية، من مخاطر استمرار التعطيل، آن الآوان لتجاوز المصالح الخاصة والطائفية والحزبية والمذهبية من اجل مصلحة البلد. ومن يحاول استغلال وجع الناس ليرفع من مكاسبه، فنقول له: “الطريق لن تمرّ من هنا”.
وأضاف: “نحن قدمنا تنازلا كبيرا جداً، ونحن من نطلب الضمانات، ولا نستطيع أن نتنازل اكثر”.
وعما إذا كانت مصلحة الوطن تقتضي ترشيح من يلتزم ببشار الأسد وبمشروع “حزب الله”، قال: “عندما نتحدث عن تسوية فهذا يعني أنه ليس الحل الأمثل الذي نطمح إليه، لكنه الحل المناسب والممكن للخروج من النفق”، مشيرا إلى ان طرح سليمان فرنجية يعتمد على انه من الأقطاب الأربعة الذين تم الاتفاق في بكركي على السير بأحدهم في حال تم التوافق عليه وطنياً.
الحجار اعتبر أن لبنان لم يعد يتحمّل الاستمرار في الفراغ، وبالتالي يقول: “من لديه حل بديل فليتقدم به. ونحن لسنا متمسكين بأمر لا يريده الآخرون”.
واوضح الحجار أن “تيار المستقبل” جاهز للقبول بالتسوية في حال توافرت عناصر نجاحها، لكنه أشار إلى أن المطلوب التزامات وضمانات من الجميع وخصوصا من المرشح للرئاسة، ليبقى الموقف الملتبس لـ”حزب الله”.
وفي هذا الإطار، اعتبر الحجار ان الحزب عينه على عون وعلى الغطاء المسيحي الذي أمّنه له ولسلاحه الخارج عن الشرعية، وعينه الأخرى على الموقف الايراني، الذي كان مؤيدا ومباركا للتسوية.
وفي هذا السياق، سأل الحجار: “هل الطرف الايراني الذي أيد التسوية يعكس وجهة النظر الايرانية الرسمية أم وجهة نظر فريق من إيران والمقصود هنا الحرس الثوري الايراني، خصوصا أنه من المعلوم ان “حزب الله” يأتمر بأوامر الحرس الثوري”؟.