أكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامه، في كلمة له خلال مؤتمر “BDL ACCELERATE 2015” في الفوروم دو بيروت، أن “التعميم رقم 331 خلق تعاونا وثيقا بين القطاع المالي وقطاع المعرفة الرقمية. والنجاح الذي حققناه في تطبيق هذا التعميم يدفعنا إلى مواصلة تقديم الدعم المالي على المدى الطويل لهذا القطاع الناشىء”.
وقال: “لدينا مشاريع عديدة. وهدفنا لعام 2016 هو النجاح في إطلاق منصة تداول إلكترونية لإدراج الشركات الناشئة والصناديق ولتمكين الشركات الناجحة من طرح أسهمها. والمشاركون في هذه المنصة هم المهنيون والمصارف والمؤسسات المالية ومؤسسات الوساطة والمكاتب العائلية المختصة بإدارة الثروات الخاصة “family offices”. وستشكل هذه المنصة وسيلة تداول قانونية وشفافة للمؤسسات المالية المحلية والأجنبية على حد سواء”.
وأضاف سلامة: “ستهتم هيئة الأسواق المالية بالترخيص للشركات التي تريد القيام بعملية إدراج وللمشاركين الراغبين بالتداول. هدفنا الحقيقي هو تأمين السيولة التي من شأنها أن تخدم قطاعات كثيرة، على الأخص قطاع الشركات الناشئة. كما تعلمون، لقد تكيف مصرف لبنان مع عالمنا المتغير، فاستثمر إمكانياته وقدراته لمساعدة لبنان على الاندماج في البيئة العالمية الجديدة”.
وتابع: “لهذا الغرض، اعتمدنا عدة مقاربات، منها دعم اقتصاد المعرفة. كما بذلنا جهودا في قطاعات أخرى، ولا سيما بخصوص المشاريع الصديقة للبيئة. ودعمنا القوانين والانظمة المالية التي سمحت بإبقاء لبنان منخرطا في العولمة المالية. وسعينا دوما لحماية سمعتنا ونزاهتنا”.
وأردف قائلا: “صحيح أن الهندسات المالية التي ابتكرها مصرف لبنان ساعدت الاقتصاد اللبناني، إلا أنها ترمي أيضا الى تحقيق أهداف أخرى”. وأوضح “من خلال دعمنا للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم، نهدف فعليا الى خلق فرص عمل. ومن خلال دعمنا للقروض السكنية، نسعى الى المساهمة في الاستقرار الاجتماعي. ومن خلال دعمنا لتمويل قروض التعليم المالي، نؤمن للأجيال القادمة فرصا متساوية في التأسيس للمستقبل. أما تمويلنا للأنشطة الاجتماعية فيهدف الى تشجيع وتعزيز المسؤولية الاجتماعية لدى القطاع الخاص”.
ونوه “بجهود المصارف اللبنانية الجديرة بالاحترام والتقدير”، مشيرا الى انها “أظهرت براعة قطاعنا في التكيف مع الظروف كافة، متى توفرت لها بيئة مؤاتية”. وقال: “إني على ثقة تامة بأن المصارف ستواصل هذا المسار لسنوات عديدة. يسعى مصرف لبنان الى الحفاظ على الثقة بالقطاع النقدي، وذلك لجذب تدفقات الأموال التي تخدم الاقتصاد اللبناني وقطاعكم بشكل خاص”.
وفي الختام، توجه سلامة بالشكر إلى “السيدة ماريان الحويك والأستاذ سامر كرم على تنظيم هذا المؤتمر الإستثنائي، والى المعنيين بالشؤون القانونية والتمويلية في مصرف لبنان، إذ إنهم يعالجون طلبات التمويل المقدمة لنا بالسرعة القصوى”، متمنيا “أن نسمع عن قصة نجاح فريدة من نوعها يفتخر بها اللبنانيون وتجعلكم أثرياء”.