عدلت “ياهو!” خطة انقسامها إلى شركتين مستقلتين، من بينها شركة تضم نشاطاتها التقليدية في مجال الانترنت وجددت ثقتها في مديرتها ماريسا ماير لكن من دون تبديد اللبس الذي يلف مستقبلها.
وقد عدلت المجموعة الرائدة في مجال الانترنت عن التخلي، كما كان مقررا منذ عدة أشهر، عن مساهمتها التي تبلغ 15 % في عملاق التجارة الإلكترونية “علي بابا” وتقدر قيمتها بحوالى ثلاثين مليار دولار. وهي غيرت رأيها كي تتجنب أن يدفع أصحاب الأسهم فيها ضرائب محتملة.
وقررت بالتالي أن “تنقل جميع الأصول والخصوم التابعة لياهو! … إلى هيئة جديدة … فتستحدث هيئتان منفصلتان تدرج أسهمهما في البورصة” على ما اعلنت المجموعة الاميركية.
ويسمح هذا القرار على المدى الطويل ببيع بوابة الانترنت التي فتحت سنة 1994 وتخطتها “غوغل” بأشواط، فضلا عن النشاطات الأخرى في مجال الانترنت.
وأكد ماينارد ويب رئيس مجلس إدارة “ياهو!” أن “المجلس لم يتخذ أي قرار بشأن بيع الشركة أو أي نشاط آخر”.
لكنه أشار إلى أنه “من واجب المجلس التناقش مع أي طرف شرعي يقدم عرضا جيدا”.
وبالرغم من تراجع وضع الشركة، يبقى محرك “ياهو!” من المواقع الإلكترونية التي تسجل أكبر عدد من الزيارات بعد “غوغل” و”فيسبوك”. وقد جذبت المجموعة من خلال خدمتها للرسائل الإلكترونية وموقعها الإخباري ما لا يقل عن 210 ملايين زائر في تشرين الأول/أكتوبر في الولايات المتحدة، بحسب أرقام “كومسكور”.
ولم تقدم “ياهو!” أي تفاصيل عن إستراتيجيتها المقبلة المزمع الإعلان عنها في بداية العام 2016. ويبدو أن ماريسا ماير حافظت على منصبها في الوقت الراهن، مع ان تقسيم المجموعة إلى شركتين يخالف رؤيتها ويصب في مصلحة صندوق “ستاربورد فاليو” المؤيد لهذا القرار والذي هو من المساهمين في الشركة.
وجدد المجلس ثقته بماير وهو سيساعدها في إعادة الرونق إلى “ياهو!”، على حد قول ماينارد ويب.
وقد عينت ماير قبل ثلاث سنوات وهي كانت تعمل في السابق عند “غوغل”. وقد اعتبر المستثمرون أن هذه المهندسة الابتكارية الشابة قادرة على تعزيز مكانة “ياهو!” بالرغم من قلة خبرتها.
وهي حدثت عدة خدمات تقليدية في المجموعة واشترت عدة شركات ناشئة لتحسين خدمات الأجهزة المحمولة والفيديو على الانترنت.
وتعد ماير من المدراء الأعلى أجرا في الولايات المتحدة وهي جنت العام الماضي 42 مليون دولار. واحتلت في أيار/مايو الماضي المرتبة الثانية والعشرين في قائمة اكثر النساء نفوذا في العالم التي تعدها مجلة “فوربز”.
غير أن نمو “ياهوا!” يعاني من الركود وتزداد حالات استقالة المسؤولين من الشركة.
وقد تراجع سعر سهم الشركة في بورصة وول ستريت بعد الإعلان عن هذه القرارات.
وأقر المحلل روجر كاي في شركة “إندبوينت تكنولوجيز”، “لا أدري إذا كانت ماريسا ماير الشخص المناسب لتخرج الشركة من هذا الوضع الصعب”.
ومن شأن تقسيم “ياهو!” أن يسمح للشركة بالاقتصاد في النفقات من خلال مثلا احتمال إلغاء 11 ألف وظيفة، بحسب محللين.