IMLebanon

التسوية إلى مربع التجميد.. و8 آذار متوجسة!

lebanon-presidential-elections

ذكرت الوكالة “المركزية” أنّ مسار الخط البياني للتسوية الرئاسية الذي كان حتى الامس القريب متجهاً تصاعدياً، بدأ يسلك الدرب المعاكس، والآمال التي علقت على فتح أبواب قصر بعبدا قبل نهاية العام لرئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية تلاشت لتبقى موصدة، فتقلب رزنامة العام 2015 آخر اوراقها في غياب رأس الدولة، ما دامت الاطراف على مواقفها ومعرقلو التسوية أكثر من مسهليها أقله في المقلب المسيحي المتصلب. واللافت في حصيلة المداولات والمشاورات انّ الحديث لا سيما على جبهة 8 آذار عاد الى مربع الخشية من المناورة التي يتقنها فريق 14 اذار ومهندسو التسوية من خلفه، على ما قالت اوساط في 8 آذار لـ”المركزية” معتبرةً ان جلّ ما يبتغيه هؤلاء شق صفنا وتفتيت التحالفات بين مختلف المكونات لشرذمتها بما يسهّل آنذاك فرض القرارات الدولية المعلبّة.

واوضحت الاوساط ان “العقل المدبر” في 8 آذار لم تنطل عليه الحيلة واستدركها بالصمت والمراقبة عن بعد من دون ان يورط نفسه في “القيل والقال” السياسي، مكتفياً بالانتظار الى حين اتضاح الرؤية في شكل كامل، حتى انّ بعض المعلومات تحدث عن انّ حلفاء فرنجية المحليين والاقليميين أبلغوه عدم السير بالتسوية وحذروا من توريطه في مناورة لم تهدف اساسا الى انتخابه بل حرقه ودق اسفين بين مكونات 8 اذار. ولم تستبعد ان يكون اختيار فرنجية من نادي القادة الموارنة الاربعة تهيئة لارضية فتنة تدبر للساحة اللبنانية من المحور الغربي.

اما رئيس مجلس النواب نبيه بري المنشغل بوفاة شقيقته مريم، فنأى بنفسه ايضاً حتى عن الدعوة السعودية الموجهة اليه لزيارة المملكة، اذ اكدت مصادر مطلعة لـ”المركزية” انه اعتذر عن عدم تلبيتها راهنا كما عن دعوات لدول أخرى من بينها روسيا، تجنبا لوضع نفسه في موقع لا يرغب ان يكون فيه، موضحة انه برر اعتذاره بتفضيله البقاء في لبنان لمواكبة تطورات التسوية الرئاسية.

وبسبب وفاة شقيقة الرئيس بري ارجئت جلسة الحوار الوطني التي كانت مقرّرة ظهر الاثنين المقبل الى 21 الجاري .

وفي هذا السياق، عقدت قوى “14 آذار” مساء امس لقاء دورياً تنسيقياً في بيت الوسط حضره الى الرئيس فؤاد السنيورة ممثلون عن قيادات مكوّناتها باستثناء ممثل حزب “القوات اللبنانية” النائب جورج عدوان، الذي أكد مصدر نيابي شارك في اللقاء لـ”المركزية” انّ “لا اسباب “سياسية” وراء غيابه فهو كان اكّد حضوره الاجتماع، لكنّه اعتذر في اللحظة الاخيرة لاسباب شخصية، علماً انّ عدوان كما قال المصدر كان التقى ظهرا احد نواب تيار المستقبل في اطار حركة التنسيق والتشاور المفتوح بين الجانبين. واشار الى انّ “لقاء بيت الوسط يندرج في خانة اللقاءات الدورية التي تعقدها قوى “14 آذار” قبل جلسة الحوار الشامل المقررة الاثنين 14 الجاري”. ولفت الى انّ “الملف الرئاسي كان “نجم” المناقشات، خصوصاً التسوية التي ظهرت مؤشراتها بعد “لقاء باريس”، كما تم التطرّق الى “الاعتراضات” التي واجهتها وكيفية “تذليلها”، مشدداً على ان “التسوية لم “تستو بعد” كي يُقال انها انطلقت او جُمّدت”.

وليس بعيداً، رأت مصادر بارزة في قوى 14 آذار عبر “المركزية” أنّ حزب الله الصامت اعلامياً ازاء التسوية، يعمل في الكواليس لتحصيل الكم الاكبر من المكاسب السياسية قبل ابصارها النور. ولفتت الى انّ رئيس الجمهورية تفصيل في حساباته، أمّا معركته الفعلية فهي على شكل “الحكومة المقبلة”، اذ يسعى الى شرعنة مكسب “الثلث المعطل” الذي حصل عليه ابان اتفاق “الدوحة” ليصبح أمرا واقعا مكرّسا خلال تشكيل الحكومات، بما يعزّز موقع الحزب السياسي خاصة اذا كانت الحلول في المنطقة ستخفّف من وهج تفوقه العسكري. ويركز الحزب وفق المصادر، على الحصص والحقائب الوزارية، كما يسأل عن موقف الحكومة العتيدة من المحكمة الدولية، والاستراتيجية الدفاعية، ومن طرح حياد لبنان، ويسعى منذ الان الى تكبيل رئيسها بقيود وشروط تؤمن ظهره محلياً.