يبدو الرئيس سعد الحريري مصرا على إعادة طرح التسوية مجددا بعد تجاوز المرحلة الحالية والمخصصة لامتصاص ردود الفعل السلبية على ما يروي قريبون منه.وهؤلاء يؤكدون أن الحريري سيعود خلال أيام قليلة الى بيت الوسط حيث سيترأس جلسة لكتلته النيابية يعلن على اثرها تأييد ترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية، والهدف هو إعادة إطلاق المبادرة بزخم داخلي أكبر.
لايزال المحيطون بالرئيس سعد الحريري يشيعون أجواء إيجابية حيال التسوية المفترضة.
يؤكد الحريريون أن حزب الله سيسر فيها “لأنه ببساطة لا يمكنه رفض المرشح الرئاسي الأكثر قربا إليه”.
في النقاشات مع الحريريين المؤيدين للتسوية لا يكشفون “سر” قناعتهم بأن التسوية ستمر.
وفيما تؤكد الأوساط القريبة من الحرير ي لصحيفة “الأنباء” الكويتية أن ما يحدث حاليا استراحة قبل انطلاقة جديدة أقوى، فإن الفريق الآخر لديه رأي مخالف: التسوية أجهضت والحريري مضطر لانتهاج هذا السلوك لاستيعاب التداعيات السلبية عليه.
فالجهات السياسية الداخلية المتحالفة معه إضافة الى الجهات الدولية أخذت على الحريري التسرع في طرح التسوية وعدم درس طريقة تظهيرها والتعاطي معها بشيء من “الاستهتار” ما جعلها عرضة للاستهداف.
والأهم أن الاعتراف بسقوط التسوية (وفق المصادر نفسها) سيؤدي الى تعميق خسارة الحريري وسط حالات معارضة ظهرت عبر رموز أساسية في “المستقبل” إضافة الى وضع غير سليم طاول الشارع السني.
لذلك فإن الحريري مضطر لاستئناف هجومه والتركيز على قرب عودته الى السراي لاستيعاب تداعيات ما حصل.
الرئيس الحريري ليس الآن بوارد الاستسلام سريعا للمعوقات التي اصطدم بها حين ظن أن حزب الله سيعيد تجربة الدوحة مع ميشال عون، حين استخف بردة فعل حليفه سمير جعجع.
الرئيس الحريري يرغب بقوة بالعودة الى لبنان، ومن أجل ذلك قد يدفع ثمنا باهظا من كيس شعبيته بتأييده فرنجية للرئاسة.
إلى هذا الحد، يقول خصومه، هو يستعجل التسوية وسيعطي الوقت الكافي لتأمين المكتسبات اللازمة التي توازي سيره بهذا الترشيح.
أزمة الرئيس سعد الحريري ليست فقط في “غربته السياسية”، وإنما في سلسلة الإخفاقات التي سجلها منذ دخوله نادي رؤساء الحكومات، كما يقول مسيحيون معارضون له، والتي أكلت من رصيده.
ومع سليمان فرنجية والعرض الثنائي المطروح أمام قوى 8 آذار، ثمة من يقول إنها قد تكون الفرصة الأخيرة للحريري كي يلملم “آثامه” ويعوض بعضا من هفواته.
بنظر معارضين له، قد تكون آخر مبادرة قد يقدم عليها، وفي حال فشلها، سيصعب عليه من جديد أن يقدم عرضا جديدا.