أشارت مصادر سياسية مواكبة لصحيفة “الراي” الكويتية إلى أنّه ” من غير الوارد أن يعمد الرئيس سعد الحريري الى ترشيح النائب سليمان فرنجية او اعلان تأييد تيار “المستقبل” لترشيحه قبل تيقنه من ان “حزب الله” حسم وجهة موقفه، اذ ان هذا الموقف يشكل النقطة المركزية أكثر من الرفض المسيحي لترشيح فرنجية في رسم وجهة مبادرة الحريري”، كاشفةً أن “المعطيات الجدية تؤكد أن الحريري يعدّ للعودة القريبة الى بيروت بما يعني أن زعيم “المستقبل” يملك معطيات مختلفة عن تلك التي تتحدث عن سقوط التسوية وهو امر يجد ترجمةً له في مواقف ديبلوماسية بارزة”.
وعلى صعيد متصل، ذكرت صحيفة “الحياة” أن تأجيل الحريري عودته الى بيروت لا يعني أنه صرف النظر عنها في الوقت المناسب الذي يختاره ليوجه رسالة إلى اللبنانيين يصارحهم فيها بالدوافع التي أملت عليه إطلاق مبادرته هذه، خصوصاً أن اجتماعه مع فرنجية في باريس جاء بعد لقاءات تحضيرية تولاها عدد من مستشاريهما وشارك في بعضها فرنجية شخصياً.
ولفتت الى أن الحريري شجع على التواصل مع فرنجية، وقالت إنه بادر الى وضع كبار المسؤولين السعوديين في أجواء هذا التواصل ولقي منهم كل ترحيب فيما تولى فرنجية وضع قيادة “حزب الله” في الأجواء.
ولفتت المصادر الى أن الحريري وفرنجية لم يكونا ينويان التكتم على لقائهما، لكنهما ارتأيا تأخير الإعلان عنه إفساحاً في المجال أمام عقد لقاءات أخرى، لكن “حزب الله” -كما تقول المصادر- هو الذي سارع الى تسريب خبر اللقاء مع أن فرنجية لم يلمس من قيادته أي موقف يُشتمّ منه أنها تعارضه.
واستغربت ما أشيع عن وجود صفقة سياسية بين الحريري وفرنجية تقوم على انتخاب الأخير رئيساً للجمهورية في مقابل إسناد رئاسة الحكومة الى زعيم تيار “المستقبل”، وقالت إن الهدف من تسريب مثل هذه المعلومات هو قطع الطريق على استمرار الحوار وإحباطه.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة “النهار” أنه من أسباب رغبة الحريري في العودة هو في استعادة الموقع المهم في المملكة العربية السعودية ولا سيما داخل العائلة الحاكمة الذي ورثه من والده الشهيد، والذي عزّزه بحركته السياسية في السنوات الأولى التي أعقبت عملية الاغتيال.
إذ لا يخفى أن موقعه ضَعُفَ وخصوصاً بعد تغيُّر “العهد” في السعودية، وبعد عجزه عن المشاركة في إدارة الأوضاع في لبنان وإن من خارج، الأمر الذي سمح لأعدائه وأعداء المملكة بتحقيق نجاحات كثيرة. ورئاسة الحكومة وحدها هي التي تعيده إلى الحلقة الضيّقة داخل الحكم السعودي وتعيد له مكانته وخصوصاً إذا عرف كيف يوظِّف علاقات والده الشهيد العربية والدولية وعلاقاته من أجل المملكة وفي الوقت نفسه لبنان.