شطبت شركات النفط الصخري الأمريكية مليارات من براميل النفط التي أفصحت عن وجودها ضمن الاحتياطي لديها، وستقوم مثلا شركة تشيسبيك انرجي كورب بشطب قرابة مليار برميل نفط من حساباتها المالية. إذ تفرض قواعد هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية شطب شركات النفط لما إفصحت الشركات عنه من احتياطي، في حال لم يكن استخراجه واردا- كما هو الحال في الوقت الراهن، بسبب بقاء النفط دون 40 دولار بحسب ما نقلته بلومبرغ.
وسينسحب الأمر على كل شركات النفط الصخري الأمريكية التي أجبرت على إعادة إجراء حساباتها مع تراجع أسعار النفط كي تكشف للمستثمرين وسوق الأسهم الأصول الفعلية لديها من احتياطات نفطية يمكن استخراجها. وتجبر هذه الشركات على إجراء هذا التصحيح بعد أن عكفت على الضغط لفرض قواعد تسمح لها بالإعلان عن ملكية احتياطات نفطية غير مستخرجة تحت الأرض مع بداية انطلاقة النفط الصخري، لكنها اليوم أصبحت مضطرة لإبلاغ المستثمرين رسميا بما يعلمونه أصلا وهو أن العديد من تلك الآبار النفطية أصبحت خاسرة مع استقرار أسعار النفط دون 40 دولار للبرميل.
وكانت شركات مثل تشيسبيك انرجي كورب قد طالبت سنة 2009 هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية بإجراء تعديل محاسبي يسهل لهذه الشركات التصريح بملكية آبار لا يمكن حفرها إلا بعد سنوات، و قام المستثمرون بضخ أموالهم في الطفرة التي حملت النفط الصخري عاليا لكن فقرة في تلك القواعد المحاسبية تفرض أن تكون تلك الآبار، التي تصرح الشركات بملكيتها، تتمتع بالربحية بسعر تحدده هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية بالاستناد لمعادلة بسيطة وهي أن يتم حفر هذه الآبار خلال 5 سنوات.
ومع نفاذ هذه المهلة وتراجع الأسعار فستؤدي تلك الفقرة لحذف مليارات من براميل النفط لدى “أصول” شركات النفط الصخري. ومع اقتراب موعد سريان تلك القواعد خلال الشهور القليلة القادمة لدى إعلان الشركات عن تقاريرها المالية لسنة 2015، ستخسر شركات مثل تشيسبيك انرجي كورب قرابة 45% من مخزونها، وهناك أمثلة أخرى مثل بيل باريت كورب التي ستخسر 40% وأواسيس بتروليوم في هيوستن ستشطب 33% بحسب تقارير الشركة المالية.
من جانب آخر أفاد تقرير شهري لوكالة الطاقة الدولية في تقريرها إن “الاستراتيجية التي قادتها السعودية بدأت مفعولها،” مضيفة: “بدأ تأثير الأسعار المنخفضة بالتأثير على الأطراف الذين ليسوا أعضاء في أوبك، وهذا يستدل عليه بتناقص نموهم السنوي.”
وقالت الوكالة، المختصة بمتابعة أنماط الأسواق بأكثر دول العالم ثراءً، إن الإنتاج غير التابع لأوبك تناقص خلال شهر نوفمبر/تشرين ثاني ليبلغ 300 ألف برميل في اليوم فقط، مقارنة بما كان عليه الحال في بداية العام حيث كان هذا الإنتاج يبلغ 2.2 مليون برميل نفط في اليوم. ويتوقع أن يمحى أي نمو خلال العام القادم، إذ يتوقع أم يتناقص الإنتاج للأطراف التي لا تعد عضواً في “أوبك” بمقدار 600 ألف برميل في اليوم خلال عام 2016، وهذا بسبب تناقص إنتاج الطاقة من الصخر الزيتي في الولايات المتحدة.
لكن ورغم أنه من الواضح تأثر شركات النفط الأمريكية سلبياً، إلا أن الاستراتيجية التي اتبعتها “أوبك” تسببت بالأذى لأعضائها، لتنهار العديد من الأعمال بسوق النفط، في وقت يستمر فيه ضخ النفط إلى الأسواق وانخفاض الأسعار لأدنى درجة منذ سبعة أعوام. إذ قلت أسعار أسهم الصخر الزيتي الأمريكي بمقدار 1.5 في المائة، بسعر متاجرة بلغ 36.20 دولاراً للبرميل، الجمعة، مقارنة بأسعار النفط في يونيو/حزيران حين بلغت أقصى سعر لها بـ 108 دولاراً للبرميل الواحد. ويأتي هذا بالتزامن مع توقعات الوكالة بأن الفائض بالنفط العالمي سيستمر طوال عام 2016، في وقت ستبدأ فيه إيران أيضاً بضخ المزيد من النفط لاستعادة موقعها بين أكبر منتجي النفط بعد رفع العقوبات الغربية عنها.