Site icon IMLebanon

هنيبعل القذافي “عبء” على بيروت ؟

hanibaal kaddafi 33

شكّل خطْف هنيبعل القذّافي، نجل الرئيس الليبي الراحل معمّر القذافي في لبنان لنحو 24 ساعة ثم تسليمه الى شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، حدَثاً شغل بيروت التي بدأت بإزاء هذا التطور الأمني ذات التداعيات السياسية وكأنها أمام “عبء” تحديد خياراتها كما ترقُّب ردّ فعل السلطات الرسمية الليبية على وجود “المطلوب” لديها في لبنان.

ورغم الالتباس الذي رافق خطْف القذافي، المتزوّج من اللبنانية ألين سكاف (له منها 3 أولاد) ثم “تسريحه”، فإن المعلومات المتقاطعة تشير الى ان هنيبعل كان في سورية قبل خطْفه وان المجموعة الخاطفة استدرجته الى لبنان، وهو ما أكده مرجع أمني لـصحيفة “الراي” الكويتية رافضاً كشف المزيد من التفاصيل، علماً ان تقارير اشارت الى ان سيدة أقنعت القذافي بالقدوم الى لبنان ليتابع منه قضية شقيقه سيف الإسلام أمام المحكمة الجنائية، وما ان وصل الخميس الماضي، حتى تم خطفه من قبل مجموعة مسلحة مجهولة الهوية قيل إنها سورية، قبل ان يتم إطلاقه مساء أول من أمس، وتسليمه إلى فرع المعلومات عبر وسيط في منطقة بعلبك، ليُنقل بعدها إلى بيروت لمتابعة ملابسات القضية.

ومنذ الكشف عن خطف القذافي، الذي أطلّ في شريط فيديو وآثار الضرب المبرح على وجهه وهو يعلن ان الجهة الخاطفة تطالب بأدلة ثابتة حول مصير الامام موسى الصدر الذي كان اختفى في ليبيا في 31 اب 1978 مع رفيقيْه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، انشغلت الدوائر السياسية والأمنية في متابعة هذا الملف وتداعيات وجود نجل “العقيد” – الذي تحمّل بيروت نظامه مسؤولية تغييب الصدر – بين أيدي السلطات اللبنانية، علماً ان لا مذكرة توقيف بحقه في بيروت، بل هناك “قائمة حمراء” صادرة عن الانتربول الدولي بحقه بتهمة تهريب أموال.

وفي حين أصدر المحقق العدلي في قضية إخفاء الإمام الصدر ورفيقيه القاضي زاهر حمادة قراراً بتكليف رئيس شعبة المعلومات إحضار هنيبعل القذافي إلى دائرته في قصر العدل في بيروت غداً من اجل سماعه في ما يتعلق بالقضية، فإن الأنظار تتجه الى موقف السلطات الرسمية واذا كانت ستسلّمه الى بلاده، علماً ان تقارير كانت كشفت ان هنيبعل وأرملة والده ومَن تبقى من أفراد العائلة انتقلوا بعد مقتل “العقيد” لفترة الى الجزائر، قبل ان يستقروا في سلطنة عُمان، وأن طرابلس كانت تعتمد سياسة غض النظر عن التهم الموجّهة الى هنيبعل وشقيقته عائشة وعن مذكرتيْ التوقيف الصادرتين بحقهما بطلب من الحكومة الليبية عن الشرطة الدولية إلا إذا خرقا شروط الاتفاق على إيوائهما في مسقط.

ورغم ان خلفيات خطف القذافي لم تتضح رسمياً، الا ان ربْط العملية في بعض المواقع الالكترونية بدايةً بالنائب السابق حسن يعقوب، نجل الشيخ يعقوب الذي اختفى مع الإمام الصدر (نفى أي علاقة له بما جرى)، استوجب بعد كشْف حصول الخطف اتصالات رفيعة لاحتواء القضية واستكشاف دوافعها، وسط تقارير لم تستبعد ان يكون استدراج هنيبعل حصل لأسباب تتعلّق بالحصول على فدية.

من ناحيته، أكد داني سكاف، شقيق زوجة القذافي “ألين”، والذي يملك شركة لتأجير السيارات لـ “الراي” أن لا معلومات تثبت ما يتم تداوله عن كيفية حصول عملية الخطف، وقال: “حاولنا التواصل مع شعبة المعلومات لرؤية هنيبعل والاطمئنان عنه لكن لم يُسمح لنا بل لم يتم ايفادنا بأي معلومة”.

وعلمت “الراي” ان ألين، ابنة بلدة منجز في عكار شمال لبنان، اتصلت بعائلتها للاطمئنان عن زوجها، وقال شقيقها: “أختي غادرت الوطن قبل أكثر من ثلاثة عشر عاماً وآخر زيارة للبنان كانت قبل الربيع العربي. أما زوجها فلم يزره أبداً بسبب الخلافات بين الدولتين اللبنانية والليبية”، واضاف: “توقيف هنيبعل مصيبة وحلت علينا وما يسعنا فعله هو الوقوف الى جانبه والمطالبة بعودته الى عائلته المؤلفة من ثلاثة اولاد”.