نظم صندوق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لقاء بيئيا برعاية وزارة الداخلية والبلديات، بدعوة من بلدية بر الياس في شتورة، حضره النائب عاصم عراجي، الشيخ غنوم نسبين ممثلا مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس، منسق عام “تيار المستقبل” في البقاع الاوسط أيوب قزعون ورؤساء اتحادات بلدية وبلديات وفاعليات.
يهدف اللقاء لإطلاق حملة توعية بيئية تترافق مع تنفيذ الصندوق لمشروع إنشاء وتجهيز معمل لمعالجة النفايات الصلبة في بلدة بر الياس، بتمويل من الاتحاد الأوروبي لمعالجة حوالى 150 طنا يوميا من النفايات، وذلك بتقنية الفرز والتسييخ والطمر الصحي، وتقدر كلفة المشروع بأربعة ملايين يورو على أن يعالج هذا المعمل النفايات الواردة من الجوار ومنها المرج وقب الياس وبر الياس.
ميتا
وألقى رئيس بلدية بر الياس سعد ميتا كلمة قال فيها: “نمتلك رؤية واضحة المعالم لوضع حد لأزمة تكاد تهدد كل بيت في عدد كبير من قرى البقاع الأوسط، وخصوصا بلدة بر الياس التي تعد أكبر ملاذ لتجمع الأخوة النازحين، فكان مشروع إنشاء وتجهيز معمل لفرز معالجة النفايات الصلبة في بلدتنا بتمويل من الإتحاد الأوروبي الذي وضع الهم البيئي في أعلى سلم اهتماماته، خاصة في البقاع، بمتابعة وتنظيم ودعم من صندوق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، المعني بشكل مباشر بإنماء البشر وحمايتهم عبر تشكيل شبكة أمان اجتماعية، جعلت الانماء في خدمة الناس”.
أضاف: “لقاؤنا اليوم برعاية كريمة من وزارة الداخلية والبلديات، هذه الوزارة التي لم تدر ظهرها لقضايا الناس وهمومهم فتواصلت مع المنظمات والهيئات المانحة لدعم مشاريع التنمية”.
وختم: “هذا المعمل هو للحد من الخطر الذي يدهم قرانا وبلداتنا واحياءنا السكنية من خلال انتشار عشرات المكبات العشوائية وارتفاع سحب الدخان التي تخيم فوق مناطقنا بفعل حرق النفايات، فضلا عن الروائح الكريهة وانتشار الحشرات والامراض، لأن المعمل سيضيف معلما انمائيا من معالمها التي انجزتها البلدية، منها اقامة شبكة صرف صحي وشبكة مياه وحدائق عامة وملاعب رياضية وسوق الخضر، اضافة الى عشرات المشاريع والاعمال الفنية والتنموية من حوائط دعم وتعبيد وشق طرقات وانارة وعشرات الانجازات”.
صادر
وأكدت ممثلة صندوق التنمية الاقتصادية والاجتماعية ديما صادر “أهمية المشروع في ظل الأزمة البيئية الحالية وتوجهات الدولة الى منح البلديات معالجة النفايات الصلبة”.
الجراح
وعن المجتمع المدني تحدث المحامي غسان الجراح، لافتا الى ان “اللقاء للبحث في قضية تتفاقم يوما بعد يوم، لتلقي بكل أثقالها على واقعنا البيئي والصحي والإجتماعي، في لحظة أحوج ما نكون فيها إلى رأب الصدع السياسي الذي شهد انقساما حادا حول ملف النفايات الذي تحول الى استحقاق كبير، شغل الرأي العام وهز استقرار البلد، فصار لزاما علينا كجزء من المجتمع المدني أن نتصدى لهذا الخطر الذي يدهم بقاعنا الغني في هذا السهل الرحب، المهدد بتفاقم نسبة التلوث فيه بدرجات غير مسبوقة، إذ بتنا نسأل من يخترع لنا هواء نظيفا، فكيف بتلوث المياه الظاهرة والجوفية، وما حال مزروعات البقاع التي غزاها التلوث والميكروبات، في مشهدية ترسم علامات القلق والخوف على مستقبل ابنائنا، لا سيما أن التقارير والدراسات التي اجريت تؤكد أن النفايات بمختلف أشكالها وأنواعها من نفايات صلبة ومستشفيات ومعامل ومصانع ومنزلية باتت تهدد دورة الحياة بكل تفاصيلها؟”
وقال: “لقاؤنا هذا برعاية مشكورة من وزارة الداخلية والبلديات وبعناية خاصة للبقاع من وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي أكد في لقائه رؤساء الاتحادات البلدية والبلديات أهمية التعاون الميداني وانشاء المطامر الصحية ومعامل فرز وتدوير النفايات للحد من الانتشار العشوائي للمكبات الجوالة في قرى البقاع، سيما أن البقاع كان في صلب اهتمام الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولا زال في صلب اهتمام الرئيس سعد الحريري، وبالتالي الحاجة اليوم الى ملاقاة خطة الوزير أكرم شهيب في كثير من عناوينها لتجاوز محنة تراكم النفايات التي يمكن تحويلها من نقمة في الشارع إلى نعمة في بنية المجتمع، عبر اعمال العقل الذي يبتكر الحلول ويجترح المخارج التي من شأنها أن تضع حدا لهذه القضية البيئية”.
وختم: “من أجدر من صندوق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في التصدي لهذه الظاهرة الخبيثة فكانت فكرة تنظيم لقاء عن مشروع انشاء وتجهيز معمل لفرز ومعالجة النفايات الصلبة، الممول من الاتحاد الاوروبي في بلدة بر الياس التي دعت إلى هذا اللقاء، سيما أنها البلدة التي استقطبت واحتضنت وآوت أكبر عدد من النازحين السوريين الى لبنان والبقاع بشكل خاص، الأمر الذي ضاعف عدد السكان، مع نزوح أكثر من 50 ألف نسمة إليها توزعوا على عشرات المخيمات العشوائية وفي الشقق والمنازل وما رافق ذلك من اعباء اضافية ان على مستوى حجم النفايات او في شبكات الصرف الصحي واستخدام الطاقة والاكتظاظ السكاني أو على مستوى انتشار الامراض والأوبئة نتيجة حرق المكبات واتساع رقعتها في كل المناطق، ووصول التلوث الى ما ينتجه هذا السهل، حتى بات الخطر يتسرب الى رذاذ المياه التي تروي السهل ويتنشقها الانسان فيه، الأمر الذي أقلق وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور فأطلق حملة سلامة الغذاء التي بعد جهود كبيرة سلكت الطريق السليم والقويم الى مجلس النواب فأقرت الخطة وباتت الطريق الذي من شأنه الحد من المخاطر التي تجتاح غذاءنا وهواءنا وحياتنا”.
وعرض المهندس الاستشاري ناجي ابو عسلي والمهندس محمد بركة لمكونات المشروع ومراحل تنفيذه والأثر البيئي له وانعكاساته الايجابية على مستوى معالجة مشكلة التلوث.