«عيد الميلاد» مناسبة ينتظرها تجار صيدا وأصحاب المؤسسات التجارية إضافة الى مناسبة رأس السنة مع نهاية كل عام، من أجل تحريك عجلة السوق التجاري في المدينة.
في الماضي كانت أسواق صيدا ملتقى كل القرى المسيحية في شرق صيدا وصولاً الى جزين والشوف، ومقراً للتسوق وكانت الحياة تدبّ في عروقها التجارية وفي محالها في مثل هذه المناسبة. اما اليوم فباتت تشتاق الى هذا الجمهور والى روادها الذي يقبلون في هذه المناسبة على شراء الحلوى والهدايا ويتبضعون للعيد..
اليوم تشهد صيدا منذ اسبوع تقريباً نوعاً ما من الحركة عشية عيد الميلاد يقصدها الوافدون والزائرون للتسوّق. لكن ليست هي حركة عيد الميلاد بالمعنى الذي يعرفه التجار والذي كان في أيامه الذهبية قبل عقدين من الزمن وربما أكثر.
وائل البساط (صاحب مؤسسة قدموس للألعاب والهدايا) يؤكد أن «ما نشهده اليوم ليس حركة تجارية شبيهة بأيام العز التي كانت تشهدها أسواق المدينة سابقاً قبل سنوات، فالحركة لم تتحسّن أكثر من 10 الى 15 في المئة وكأن العيد ليس على الأبواب».
ويحذر البساط من عوامل عدة أثرت سلباً في وضع صيدا التجاري وتنذر بإقفال مؤسسات تجارية من بينها «الوضع الاقتصادي والمعيشي السيئ للأهالي وللمواطنين، وعدم توفر القدرة الشرائية لدى فئات ومجموعات واسعة من المواطنين الذين باتوا يحجمون عن الشراء إلا للضروريات، اضافة الى الوضع العام السلبي في عموم لبنان وفق المقاييس والمؤشرات الاقتصادية كافة، وصيدا جزء من هذا الوضع. ناهيك عن وجود الأسواق البديلة او الرديفة لاسواق صيدا إن في شرق صيدا وجزين وغيرها اضافة الى انتقال عدد كبير من المحال والمؤسسات التجارية الى الأحياء والضواحي بعيداً عن السوق التجاري المتعارف عليه، حيث ازدهرت ونمت الحركة التجارية هناك، وخلقت رواداً لها اعتادوا على التبضع والتسوق منها، كل ذلك أدى الى تراجع نسبة الوافدين من خارج صيدا».
التاجر عماد حمدان (صاحب مؤسسة روتس للالبسة النوفوتية) يؤكد أن «الحركة التجارية في اسواق صيدا تحسنت نوعاً في الأسبوع الأخير، ومنذ بضعة ايام بالتحديد سجلت مؤشراً قد يُبنى عليه، انما بشكل عام حسب الوضع فتعاني الاسواق من ركود مخيف، ونحن بتنا ننتظر مناسبات الاعياد ومن بينها عيد الميلاد ومن بعده عيد رأس السنة ونمني النفس بأن يتحسن الموسم وننفض غبار الركود عن البضائع المكدّسة في مؤسساتنا».
ومع كل ذلك يُمني التاجر حمدان نفسه بتفاؤل تجاه مناسبة العيد في الأيام المقبلة «في ظل وضع أمني تنعم به منطقة صيدا التي بات يقصدها الناس من كل المناطق والفئات»، معللاً التفاؤل الموعود بقوله «لقد اعتدنا على ان تتحرك عجلة السوق قبل أسبوع من مناسبة العيد ونحن ننتظر».
التاجر حمدان يؤكد أن «معظم المحال والمؤسسات التجارية دخلت في موسم التنزيلات والحسوم في موسم العيد وحتى الحسوم تراوحت ما بين 50 الى 70 في المئة وفق ما تشير اليه واجهات المؤسسات التجارية، مع العلم أن التنزيلات هي اليوم على بضاعة السنة».
من جهته، رئيس «جمعية تجار صيدا وضواحيها» علي الشريف يؤكد أن «صيدا تنعم بالأمن أكثر من غيرها من المناطق، وكذلك بالأمن السياسي. اما الوضع الاقتصادي فهو في حالة سيئة»، سائلاً: «كيف يمكن أن يتحرك الوضع الاقتصادي، إذا لم يكن هناك من دولة، ومؤسسات دستورية، ومجلس وزراء يتخذ قرارات بهذا الشأن؟».
وأضاف: «إن لم يكن هناك من استقرار في كل المناطق، فلا يمكن أن يتحرك الوضع الاقتصادي. ونتمنى انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت ممكن، لأن هذا الأمر يساعد على إعادة العجلة الاقتصادية الى وضعها الطبيعي، ويسهم في إعطاء الأمان أكثر للمستثمرين وللمغتربين في الخارج حتى يعودوا».
ويلفت الشريف إلى أن «الجمعية تسعى بشكل دائم الى تحريك وتطوير الأسواق في صيدا لكون الوضع صعباً جداً وليس فقط في صيدا بل في لبنان ككل، بحيث وصلت نسبة التراجع الاقتصادي ما يفوق الـ50 في المئة، لذا فإن التجار يلجأون الى الحسوم في مناسبات الأعياد».