IMLebanon

جعجع – الحريري… الجليد يُكسر ولا يذوب!

hariri-geagea

 

 

ذكرت صحيفة “السفير” أن كلا من فريقي «8 و14 آذار» يحاول الدفع في اتجاه إعادة ترميم بيته الداخلي الذي تصدعت جدرانه، تحت وطأة «هزة» ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية.

شعر كل فريق أنه مهدد بأن يفقد تماسكه عبثاً، من دون أن يربح في المقابل رئيساً، فكان لا بد من السعي الى لملمة الجراح في انتظار حسم الخيارات.
بالنسبة الى الحريري، لا ضرورة لخسارة تحالفه مع جعجع، مبكراً، ما دامت القوى الاساسية في «8 آذار» لم تتلقف بعد مبادرته، ولم توافق عليها، وبالتالي فهو يعتقد أنه ليس هناك ما يستحق التضحية المجانية بجعجع في الوقت الضائع.

وتفيد المعلومات بأن الاتصال الهاتفي الذي أجراه جعجع بالحريري، عبر خط آمن محصن ضد التنصت، كسر الجليد لكنه لم يُذبه.

وعندما أقفل الرجلان السماعة، كان كلاهما لا يزال عند رأيه. الحريري مقتنع بجدوى ترشيح فرنجية كخيار وحيد للخروج من المأزق الحالي، وجعجع مصر على أن موازين القوى لا تبرر الذهاب في التنازلات الى حد القبول بانتخاب رئيس «المردة» رئيساً.

لم ينجح أي منهما في إقناع الآخر بوجهة نظره، لكنهما اتفقا على تنظيم الخلاف.

وقال مصدر قيادي في «القوات» لـ «السفير» إن الاتصال بين الحريري وجعجع كان عملياً وعلمياً، وجرت خلاله مقاربة الملف الرئاسي من كل النواحي، بسلبياته وإيجابياته، وتم الاتفاق على متابعة التواصل الأسبوع الحالي.

صحيفة “الجمهورية” كتبت: “أنه على رغم العتب على الرئيس سعد الحريري وتيار «المستقبل» في ترشيح فرنجية، الّا أنّ الدكتور سمير جعجع وضع نصب عينيه منذ اللحظة الاولى لهذا الترشيح الحفاظ على وحدة «14 آذار» وإبقاء الامل في جمهورها الذي يتخطى المكونات الطائفية والحزبية، فخرج في ردّه الاول على المبادرة للقول «إنّ «14 آذار» باقية وأيّ خطوة تناقض روحيتها لن نسير بها ومن له أذنان صاغيتان فليسمع».

وحتى لا تنهار هذه القوى، تخطى جعجع كل العتب على «المستقبل»، وبادر الى الاتصال بالحريري يوم السبت الماضي كاسراً الجليد الذي كان قد بدأ يتكوّن بين الرجلين لأنّ الأمور كانت ذاهبة نحو مزيد من التأزم.

شهد الاتصال بين جعجع والحريري بحثاً لمجمل النقاط، إذ لا يمكن إنكار الزلزال الذي أحدثه ترشيح فرنجية، وكانت التسوية الرئاسية في صلب المباحثات لا بل كانت الموضوع الأساس. شرَح الحريري وجهة نظره وكان لجعجع مطالعة مطوّلة، وتمّ الاتفاق على أن تستمر الاتصالات بين «القوات» و«المستقبل» هذا الاسبوع لتنسيق الخطوات والمواقف وترتيب العلاقة بينهما وداخل بيت «14 آذار».

وانطلاقاً من اتصال جعجع بالحريري، وبما أنّ لقاء الرجلين تشوبه مخاطر أمنية، ستتكثف الاتصالات بين معراب وبيت الوسط وسيشهد الاسبوع سلسلة اجتماعات بين المسؤولين، إذ إنّ جعجع المعروف عنه بالتخطيط الجيد والثبات على موقفه لا يريد فتح مواجهات في كل الاتجاهات بل يريد أكل العنب وليس قتل الناطور.

وفي انتظار جلاء الصورة، يعمل كل فريق على ترتيب بيته الداخلي، ويبقى البيت المسيحي الأكثر حاجة لورشة عمل خصوصاً مع الغموض الذي يلفّ لقاء الأقطاب الموارنة الأربعة في بكركي والذي لم يُحدّد موعد له حتى الساعة مع استمرار المشاورات في شأنه، إذ إنّ الكرة عادت الى الملعب المسيحي مع عودة النغمة التي تقول: فليتفق الموارنة على اسم واحد.