كشفت مصادر تجارية إن السعودية تشحن المزيد من النفط الخام إلى آسيا خلال الشهرين الأخيرين من العام حيث عززت هوامش التكرير القوية الطلب وهو ما يساعد أكبر بلد مصدر للنفط في العالم على الدفاع عن حصته السوقية وسط منافسة شرسة.
ودفع النفط السعودي الأرخص مقارنة مع أسعار خامات أخرى من الشرق الأوسط مصافي آسيوية عديدة لطلب ملايين قليلة من البراميل فوق الكميات المتعاقد عليها فيما تعزز معدلات استهلاك الخام لتحقيق هوامش قوية.
ومع زيادة الطلب تحتاج السعودية لضخ كميات قرب المستويات القياسية بينما يتوقع أن تشتد المنافسة على الحصص السوقية العالمية بعد فشل منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) في تحديد سقف للإنتاج وقبل الزيادة المرتقبة في صادرات إيران النفطية العام المقبل بمجرد رفع العقوبات المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي.
وقال مصدر نفطي مطلع على الأمر “هناك طلب أكبر على الخام السعودي مع زيادة الإمدادات الشهرية التي تطلبها المصافي الآسيوية” مضيفا أن المملكة ستزيد شحناتها لآسيا بعدة ملايين البراميل على مدى نوفمبر تشرين الثاني وديسمبر كانون الأول.
وربما يستمر هذا الإتجاه أوائل العام القادم حيث يؤدي هبوط الصادرات من أبوظبي وهي منتج رئيسي للخام الخفيف عالي الكبريت إلى زيادة الطلب على الخامات السعودية ذات الجودة المماثلة.
وامتنعت أرامكو السعودية عن التعليق.
وتصدر المملكة نصف إنتاجها من الخام تقريبا إلى آسيا. وتلقى العملاء الآسيويون الرئيسيون نحو 4.2 مليون برميل يوميا من الخام السعودي في الأحد عشر شهرا الأولى من العام بزيادة 2.7 في المئة عن الفترة المماثلة من العام الماضي بحسب ما أظهرته بيانات من تومسون رويترز للأبحاث والتوقعات.
وكانت آخر مرة زادت فيها السعودية صادراتها النفطية لآسيا فوق الكميات المتعاقد عليها في يناير كانون الثاني وفبراير شباط هذا العام لتلبية الطلب الذي يصل إلى ذروته في الشتاء في نصف الكرة الشمالي. وعرضت المملكة كميات إضافية من الخام في أكتوبر تشرين الأول حيث ينخفض الطلب لكنها أخفقت في جذب اهتمام من آسيا.
وزاد الطلب على الخام السعودي مجددا في نوفمبر تشرين الثاني وديسمبر كانون الأول مع تعافي هوامش التكرير.
وقالت مصادر قريبة من الأمر إن أربع مصاف آسيوية على الأقل اشترت مزيدا من الخام مع قيام أرامكو بتحديد أسعار بيع رسمية أكثر تنافسية.
وبموجب عقود النفط فإن البائع أو المشتري يستطيع تعديل كميات الشحنة بناء على الطلب والأمور اللوجستية المتعلقة بالشحن في نطاق عشرة في المئة أعلى أو أقل من الكمية المتعاقد عليها.
وقال تاجر يتعامل مع مصفاة نورث آسيان التي طلبت مزيدا من الخام السعودي “سعر البيع الرسمي ليس سيئا وهامش (التكرير) مدهش.”
ويقل سعر البيع الرسمي الذي حددته أرامكو للخام العربي الخفيف فائق الجودة بنحو سبعة دولارات للبرميل عن خام مربان لأبوظبي وهو أكبر خصم منذ أغسطس آب.
ومن المتوقع أن تنخفض إمدادات الخام الخفيف عالي الكبريت في أوائل العام مع قيام شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) بخفض صادراتها من خامي مربان وداس نظرا لأعمال صيانة في الحقول وارتفاع الطلب المحلي.
وتدر الخامات الخفيفة عادة منتجات نفطية خفيفة مثل النفتة والتي بلغ متوسط فارقها مع برنت 111.93 دولار للطن في نوفمبر تشرين الثاني وهو الأعلى من نوعه منذ أيلول 2014.
وساهم ذلك في تعزيز هوامش التكرير في مجمع لتكرير النفط في سنغافورة لتصل إلى أعلى مستوى في ثمانية أشهر في تشرين الثاني.
ومع الأخذ في الاعتبار الهوامش القوية للتكرير في آسيا خفضت السعودية سعر البيع الرسمي لمعظم خاماتها في شحنات يناير كانون الثاني لآسيا بنسبة أقل من المتوقع الأسبوع الماضي.
وقالت مصادر إن المصافي الآسيوية تنتظر الآن قيام منتجين آخرين في الشرق الأوسط بتحديد أسعارهم قبل أن تقرر حجم الكميات من الخام السعودي التي ستطلب شراءها في كانون الثاني.