حرص الرئيس سعد الحريري على استضافة وزير العدل أشرف ريفي والنائب أحمد فتفت في السعودية، بحضور النائب الأسبق غطاس خوري ونادر الحريري. وجاءت هذه الاستضافة بعد زيارتين قام بهما نادر وأحمد الحريري إلى ريفي في منزله في بيروت بهدف إقناعه بضرورة السير بهذه المبادرة، لكنهما لم يحصلا على جواب شافٍ.
وأشارت مصادر مطلعة على أجواء لقاء السعودية لصحيفة “السفير” الى أنه كان ودياً، لكنه حاسم من قبل الحريري، وقد استمرّ خمس ساعات وتخلله غداء.
وشرح الرئيس الحريري وجهة نظره من المبادرة، وأكد أنه لا بدّ من إحداث صدمة إيجابية في لبنان، تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية وتعيد للمؤسسات الدستورية انتظامها، لافتا الانتباه إلى أنّ هذه التسوية المطروحة بانتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية، من شأنها أن تعيد «المستقبل» الى الحكم وهذا أمر يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار.
وتقول هذه المصادر إن فتفت الذي كان معارضاً لهذه التسوية، تراجع بشكل تكتيكي، وأكد أنه إذا قدّم فرنجية ضمانات في أمور جوهرية فلا مشكلة لديه، لكن الحريري أكد أن هذا الأمر لم يعُدْ مطروحاً للنقاش، وأن فرنجية «بدأ يتحدّث بلغة مختلفة»، وعلى نواب «المستقبل» أن يلتزموا جميعاً بالتصويت له في حال كُتِبَ لهذه المبادرة النجاح.
أما الوزير ريفي، وبحسب هذه المصادر، فأبلغ الحريري بأنه غير مقتنع بهذه التسوية، وأنه لا يستطيع السير عكس قناعاته، مهما كانت الظروف والمعطيات، شارحاً للحريري التداعيات الشعبية التي يمكن أن تنتج عن ترشيح فرنجية للرئاسة، ولافتاً انتباهه إلى أن الشارع السني مأزوم بشكل كبير، وأن أكثرية الشباب يرمُون بأنفسهم في البحر يأساً، أو يتّجهون نحو التشدد أكثر فأكثر. وبالتالي من غير الجائز بعد كل هذه الخلافات والتشنجات أن يُصار الى ضرب تطلعات الشارع بعرض الحائط، وفق ما قال ريفي، الذي رأى أن ترشيح فرنجية لن يكون في مصلحة الحريري الذي لن يجد بعد هذا الترشيح شعاراً يخوض به الانتخابات النيابية المقبلة.
وتؤكد المصادر أن الحريري أصرّ على موقفه، وأكد أن المبادرة مستمرة، مشدداً على أنه ابن رفيق الحريري وأنه يستطيع إقناع الشارع بمبادرته إذا ما تحدّث معه.
وتشير هذه المصادر إلى أن الحريري لم يستطع إقناع ريفي الذي بقي على موقفه، لكنّها ترجّح أن ريفي سيلتزم بتفادي معارضة التسوية وترشيح فرنجية مجدداً، أقله في المرحلة المقبلة، لا سيما أن تكرار موقفه يستفز الحريري الذي يحرص ريفي على البقاء الى جانبه.
وتؤكد هذه المصادر أنه كان للرئيس نجيب ميقاتي حصة من الاجتماع، حيث شدّد الحريري على ضرورة العمل بكل الوسائل من أجل مواجهته.