كشفت مجلة “نيويوركر” الأميركية، في عددها الذى سيصدر في21 كانون الأول، أن ثمة اتفاق سري عقد بين الرئيس السوري بشار الأسد وبين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تحت إشراف وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وذلك قبل اندلاع الثورة السورية عام 2011.
وذكرت أنه عام 2010، أي قبل ثورة الربيع العربي في سوريا عام 2011، التقى كيري بالأسد عدة مرات في دمشق، بناء على طلب وتكليف شخصي من الرئيس الأميريكي باراك أوباما، لمعرفة أي نوع من الاتفاق السورى – الإسرائيلى يمكنهما صياغته، وفقًا لما ذكرته المجلة الأميركية.
الاتفاق السري كان مفاده، استعداد بشار الأسد التوصل إلى “صفقة سلام” مع إسرائيل، مقابل الحصول على مساعدات أميركية خاصة الاقتصادي منها، بعد إعرابه عن قلقه من العزلة المفروضة على بلاده، ومساعدات نفطية تتمثل في خطوط أنابيب إلى العراق، ومعونة تكنولوجية ورعاية صحية.
وقتها قال وليد المعلم، وزير خارجية الأسد، لأحد مساعدي كيري: “إن لم نتمكن وننجح فيفتح اقتصادنا، فسوف تأتي هنا في عشر سنوات وستقابل الملا الأسد”.
من جهته، قال الأسد لكيري، إنه من أجل التوصل لسلام مع إسرائيل لا بد من استعادة الجولان كاملة، التي وقع ثلثين من مساحتها تحت سيطرة إسرائيل عام 1967، وبدوره رد كيري على الأسد بقوله “إن سوريا يجب أن توقف نقل وتوريد الأسلحة من خلالها إلى حزب الله في لبنان وحماس في غزة”.
كيري ذكر أثناء حواره لصحفي المجلة الأميركية: “نحن أوصلنا للأسد رسالة قوية وهي من الأفضل لك أن تتوقف وإلا..”. كيري لم ينه الكلام مع الأسد بشكل كامل، عندما تحدث عن علاقة سوريا وإسرائيل في المستقبل، وأنه أبدى استعداده لإبرام اتفاق مع اسرائيل، وهذه المرة الأولى التى يعلن فيها كيري عن هذا الاتفاق، على حد قوله لنيويوركر.
وفي حوار المجلة الأميركية مع كيري، أوضح أن دليل الاتفاق معه، وهو خطاب مكتوب وموقع من الأسد يبدي فيه استعداده للاعتراف بإسرائيل، وإنشاء سفارة هناك، وحل السلام، والتوصل إلى حل في ملف الجولان.
حينها، اقتراح الجولان قوبل بالرفض من نتنياهو، قائلاً خلال زيارته إلى واشنطن في ذلك العام: “لا أستطيع القيام بذلك. لن أقوم بذلك، بكلّ بساطة لا يمكننى القيام بذلك”، بحسب كلام كيري.
كيري قال للمجلة الأميركية، إنه بعد مفاوضات طويلة توصلوا للاتفاق ووافق نتنياهو على ملف سلام شامل بين البلدين، لذلك كانت إسرائيل أول المهاجمين للثورة السورية.
ويبدو أنه تم تسريب كلام عن هذا الاتفاق وقت اندلاع الثورة السورية، ونفى ممثل الحكومة السورية أن الأسد كتب مثل هذه الرسالة.