IMLebanon

“14 آذار” لـ”حزب الله”: نرفض تجزئة “النأي بالنفس”

14-MARS

رأت مصادر دبلوماسية عربية ان التحالف الاسلامي العسكري الذي أبصر النور أمس، يشكّل ركنا اضافيا في هيكل “التسوية السورية” التي يعمل إقليميا ودوليا على ارساء قواعدها، بدفع أميركي – روسي، مشيرة عبر “المركزية” الى أنه يندرج ضمن سلسلة خطوات “تمهيدية” اتفق على تحقيقها خلال مؤتمر فيينا الاخير، من شأنها ان تحضّر الارضية المناسبة للحل الذي يحاك للأزمة السورية، ومنها توحيد فصائل المعارضة صفوفها لتشارك في مفاوضات مع النظام السوري، وهو ما تحقق في مؤتمر استضافته الرياض الاسبوع الماضي، وتشكيل قوة عربية تشرف على وقف اطلاق النار بعد أن يدخل حيز التنفيذ في الميدان.

ولفتت المصادر الى ان الحلف الذي ترأسه السعودية ويضم دولا سنية كبرى أبرزها تركيا ومصر وأفغانستان وباكستان، أريد ان يكون طابعه اسلاميا، لأن مهمته المتمثلة بمواجهة الارهاب، تقتضي ان يكون كذلك، فالغرب لطالما أشار الى ان التصدي للتطرف السني وظيفة الاعتدال السني، أما اشراك ايران “الشيعية” مثلا أو جهات أخرى كالنظام السوري في الحلف، فمن شأنه، حسب المصادر، تشنيج الواقع أكثر وتغذية نقمة الجماعات المتطرفة.

وفيما تؤكد ان التسوية المنشدودة ومحاربة الارهاب مترابطان ويكملان بعضهما بعضا، تتوقع المصادر ان يكون لتشكيل التحالف العربي صدى ايجابي في مداولات المؤتمر الذي يعقد في نيويورك في 18 الجاري لبحث حل الازمة السورية، علما ان لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية الاميركية جون كيري في الساعات الماضية أضفى عليه أيضا أجواء ايجابية، فبعد ان كانت موسكو متحفظة حيال المشاركة فيه، على خلفية التباين في النظر الى مصير الرئيس السوري بشار الاسد وعلى وفد المعارضة الذي شكل، أعلنت حضورها.

في غضون ذلك، انعكس انشاء الحلف العربي سجالا في لبنان المتأثر الاول بأي تباعد او تقارب سعودي – ايراني. فسجل عدد من الاطراف الحكومية ومنهم وزراء “التيار الوطني الحر” و”الكتائب” وعدد من المستقلين، تحفظه على انضمام لبنان الى التحالف من دون ان يبحث الملف على طاولة مجلس الوزراء.

الا ان مصادر وزارية أكدت عبر “المركزية” أن رئيس الحكومة تمام سلام وافق على مبدأ الانضمام الى حلف يواجه الارهاب، لان هذا الموقع الطبيعي للبنان وهذا ما نص عليه البيان الوزاري، أما أي تفاصيل عملية أخرى تترتب على انضمام لبنان الى التحالف، فستخضع طبعا للنقاش على طاولة مجلس الوزراء في حينها، ورئيس الحكومة ليس في وارد تخطيه.

ولفتت المصادر الى ان لبنان لن يشارك في اي عمليات عسكرية لكنه يؤيد ويدعم قيام التحالف ويمكن ان يشارك في تبادل المعلومات والخبرات حول سبل التصدي للارهاب. واذا كانت المنظمات الارهابية التي سيحاربها الحلف لا تقتصر على “داعش” فحسب بل ان “حزب الله” مدرج أيضا على لائحة الارهاب السعودية، فان الحزب لم يعلق حتى اللحظة على ترحيب سلام بانشائه، ويرتقب ان يعلن موقفه من المسألة غدا.

في المقابل، تعتبر مصادر رئيس الحكومة ان لا داعي لقلق الحزب، فرغم المآخذ الداخلية على سياساته، الا ان لبنان يؤكد في كل المحافل الدولية ان حزب الله مقاومة ويرفض اعتباره منظمة ارهابية.

من جهتها، رأت مصادر نيابية في قوى 14 آذار ان تحفظ “حزب الله” في غير مكانه، فإذا كان يرى أن دخول لبنان التحالف يتعارض وسياسة النأي بالنفس التي اعتمدتها الحكومة اللبنانية، فماذا يفعل هو اذا في الميدان السوري وغيره منذ سنوات؟ ولماذا لم يعترض على طلب البحرية الروسية وقف حركة الملاحة الجوية اللبنانية خلافاً للاعراف والأصول الدولية المتبعة لاجرائها مناورات منذ أسابيع؟ مستغربة الاستنسابية التي يقارب بها حزب الله مسألة الحياد”.