وحذر البنك من التباين المرتقب في السياسة النقدية في الولايات المتحدة والصين، وتوقع المزيد من الضعف لليوان الصيني.
وفي مقابلة خاصة مع “العربية” قال اثاناسيوس فامفاكيدس، رئيس استراتيجية تداول عملات الدول الصناعية العشرين، إن السوق العالمي مستعد لرفع الفائدة الأميركية كان يستعد لها طوال السنة، ولكن لدينا مؤشرات أوضح للصين بسبب ربط سعر صرف اليوان بالدولار.
وأضاف فامفاكيدس أن “الاقتصاد الصيني يتباطأ بغض النظر عما إذا كان هذا الهبوط حاداً أو خفيفاً، الاقتصاد الصيني يمر بتعديلات صعبة ولا يمكن أن يمتلك عملة قوية خلال هذه التعديلات، وما أن يبدأ الفيدرالي بتقليص السيولة، وإذا ما شهدنا ارتفاعات جديدة في سعر الدولار، وإذا ما صاحب اليوان الدولار، هذا سيخلق عدم اتزان في الاقتصاد الصيني، نحن نرى أن هذا النمط سيستمر، وسنرى ضعفاً أكبر في العملة الصينية في 2016”.
وأشار إلى أن الصين تمتلك حسابا رأسماليا مفتوحا فيه العديد من الثغرات، والسلطات الصينية تحاول أن تخلق سياسات نقدية خاصة بها، وتخفيف الشروط النقدية، في الوقت نفسه لديهم عامل ارتباط اليوان بالدولار، ما يجعل استقلال السياسة النقدية وامتلاك رأسمال مفتوح مستحيلاً.
ولفت فامفاكيدس إلى أن هذا أدى إلى قرار أغسطس الماضي بخفض قيمة العملة، وهذا القرار لم يتم إدارته بصورة صحيحة، ما أدى إلى هلع في الأسواق، نأمل في المرة القادمة أن تتصرف السلطات الصينية بطريقة أفضل لتجاوز الهبوط الحاد في الاقتصاد.
وتوقع فامفاكيدس أن يرفع الفيدرالي الأميركي الفائدة بأكثر من توقعات الأسواق التي تتوقع أن يتم رفع الفائدة مرتين فقط في العام القادم. وقال “نحن نتوقع 3 مرات، من جهة أخرى نتوقع أن على المركزي الأوروبي أن يعمل أكثر، لا نرى أنهم قاموا بتيسير السياسة النقدية كفاية الأسبوع الماضي، الأسواق أصيبت بخيبة أمل. على الأغلب سيضطر المركزي الأوروبي للقيام بأكثر من ذلك، ونتوقع أن يرفع المركزي البريطاني أسعار الفائدة أسرع من توقعات الأسواق عند نهاية العام المقبل، نحن نتوقع أن يرفع أسعار الفائدة منتصف العام”.
ويرى فامفاكيدس أن تباين السياسة النقدية للبنوك المركزية في الأسواق الناشئة سيدفع المستثمرين ليكونوا أكثر انتقائية في خياراتهم العام المقبل.
وقال فامفاكيدس “عادةً عندما يكون الدولار قوياً هذا يضغط أسواق النفط والسلع بصورة عامة، ولكن أعتقد أن الأثر سيكون عكسيا هذه المرة، أولاً على الأغلب سيكون الدولار مدعوماً، ولكن لا نتوقع ارتفاعات قوية له أمام العملات الرئيسية السنة القادمة. ثانياً ما يتحكم بأسعار النفط اليوم هو المعروض، أعتقد أن أسعار النفط ستكون أهم متغير بالنسبة للأسواق العام القادم، إذا تم تصحيح أسعار النفط في 2016 سيتم تصحيح كل شيء، هناك تكمن المفاجآت حيث من الصعب التنبؤ بما سيحدث”.
وفيما يخص الانتخابات الأميركية قال فامفاكيدس “أنا قلق، فهي تشكل قلقا سياسيا جوهريا، هناك العديد من الخلافات في العملية الانتخابية. هذا كله سينعكس سلبا على مخاطر الأصول بصورة عامة، وليس من الواضح ما هو الأثر المباشر على الدولار، ولكن مسألة الانتخابات بالتأكيد تقلقنا، نحتاج إلى استقرار سياسي، ونحتاج إلى سياسات جيدة في أميركا، جزء من المشكلة الحالية في أميركا مثلاً كان القلق الجوهري في السياسة المالية، وإذا ما انتشر هذا القلق الى مناطق أخرى سيكون الأثر سلبيا على الاقتصاد العالمي”.