Site icon IMLebanon

“هنيبعل القذافي” تمنّى أن يبقى موقوفا لدى الدولة اللبنانية!

استغربت مصادر معنية بملف الإمام موسى الصدر ورفيقيه الطلب السوري بتسليم هنيبعل معمّر القذافي لسوريا، وقالت في حديث لصحيفة ”الشرق الأوسط”: “إذا كانت هناك من جهة يمكن تسليمها القذافي الابن فهي السلطات الليبية، لكن على فرض تقدم ليبيا بطلب رسمي لذلك فإنه لن يكون بالإمكان تسليمه ما دام قيد التحقيق والملاحقة أمام القضاء اللبناني”، كاشفة أن “السلطات الليبية أجرت اتصالات بلبنان، وأبدت استعدادها لاسترداد هنيبعل بأي ثمن، لكن الجانب اللبناني أبلغها باستحالة تسليمه قبل محاكمته في لبنان”.

وإذ لفتت المصادر إلى أن هنيبعل “تمنّى خلال استجوابه أن يبقى موقوفا لدى الدولة اللبنانية بدل تسليمه إلى بلاده أو إلى أي جهة أخرى”، شددت على أن “المحقق العدلي لم يصدر مذكرة توقيف بحقه استجابة لطلب أحد، وليس الأمر كذلك انتقاما لكونه نجل معمر القذافي، إنما جاء إصدار المذكرة بناء على جرم ارتكبه وهو كتم معلومات جنائية في قضية الإمام الصدر من شأنها أن تنير التحقيق بشكل أوسع”.

وعلى الرغم من أهمية المعلومات التي أدلى بها الموقوف، وتأكيده بشكل حاسم “مسؤولية نظام والده عن خطف الصدر ورفيقيه، واعتقالهم في سجن سياسي في إحدى ضواحي طرابلس”، أوضح هنيبعل أن “كنز المعلومات الحقيقي يتمثل في شقيقيه سيف الإسلام الموقوف في سجن تسيطر عليه جماعة الزنتان، والساعدي الموقوف في سجن الهضبة الواقع تحت سيطرة عبد الحكيم بلحاج (أمير ما تسمى بالجماعة الإسلامية المقاتلة)”.

إلى ذلك، لا تزال إفادة القذافي الابن التي أدلى بها أمام المحقق العدلي القاضي زاهر حمادة قيد الدرس والتدقيق وتقييم المعلومات التي قدمها في هذا الخصوص، وهو برأي المعنيين يشكّل خزّان معلومات في هذه القضية، فخلال استجوابه قدم معلومات قيّمة جدا، لكنه تكتم على معلومات أخرى.

وأكد مصدر قانوني متابع لمجريات الملف لـ”الشرق الأوسط”، أن التحقيق “لم يحسم بعد هوية الشخص الذي انتحل صفة الإمام الصدر وتنكر بلباسه الديني وانتقل بجواز سفره من طرابلس إلى العاصمة الإيطالية روما، لكن الاحتمالات حصرت بشخصين، الأول قيادي أمني كبير ومقرّب جدا من معمر القذافي ولاحقا شغل منصب وزير، والثاني عقيد في قوى الأمن الليبية يعتقد أنه هو من نفّذ هذه المهمة”.

وأشار المصدر إلى أن “الأشخاص الثلاثة الذين انتحلوا صفة الصدر ورفيقيه واستخدموا جوازات سفرهم وصلوا إلى روما منتصف الليل وباتوا في السفارة الليبية، وظهر اليوم الثاني انتقلوا إلى الفندق الذي حجزت فيه ثلاث غرف باسم الصدر ورفيقيه، وبعد ساعات تركوا جوازات السفر والثياب العائدة للمخطوفين في غرف الفندق وغادروه من أجل التسويق لمزاعم اختطافهم من داخل الفندق في العاصمة الإيطالية.

إلى ذلك، أوضحت أوساط مطلعة أن “القذافي الابن خطف في سوريا على أيدي أفراد عصابة يديرها سليمان هلال الأسد، سلمته إلى أشخاص لبنانيين لقاء مبالغ مالية، وأدخل إلى لبنان عبر الخط العسكري الذي لا يخضع للتفتيش، بسيارة تابعة لمسؤول لبناني سابق مستفيد من عملية الخطف”. وكشفت أن “القذافي الابن أقام لأكثر من سنة في حي المالكي في دمشق، قبل أن ينتقل إلى اللاذقية لأسباب أمنية، ومن اللاذقية استدرجته العصابة عبر سيدة سورية وجرى اختطافه على أيدي المسلحين”.