Site icon IMLebanon

كيف سترد ايران على تراجع دورها في سوريا!

أكدت اوساط دبلوماسية غربية أن اللقاء الذي جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية الاميركية جون كيري الثلثاء الماضي، يصب في خانة الجهود التي تبذلها القوتان للتوصل الى صيغة حل للنزاع السوري، رغم التباين في ما بينهما على مصير رئيس النظام السوري بشار الاسد، مشيرة الى ان الاجتماع رسم اطار التسوية العتيدة، عشية الاجتماع الذي يعقد غدا في نيويورك لبحث الازمة السورية والذي يشكل محطة جديدة للتنسيق الدولي في هذا الشأن، علما انه يتزامن مع الاعلان عن انشاء التحالف الاسلامي العسكري لمحاربة الارهاب، في مؤشر الى ان محركات الحلّين السياسي والامني انطلقت في خطين متوازيين.

في غضون ذلك، لفتت المواقف التي أطلقها بوتين اليوم وتأكيده أنه “لن يوافق أبدا على أن تقرر أي قوة خارجية من الذي سيحكم سوريا”، داعيا “كل أطراف الأزمة السورية الى أن “تقدم تنازلات للتوصل إلى اتفاق”، اهتمامَ الأوساط التي أكدت أن مضمونها ربما ليس بجديد، لكنها تأتي لتؤكد ان روسيا باتت العنصر الاقوى في مخيم داعمي النظام السوري، والكلمة الفصل باتت في يدها وحدها بعد ان فرضت تفوّقها في اللعبة، على حساب دور ايران.

وانطلاقا من هنا، تسأل الاوساط عن التداعيات التي سيتركها التدخل الروسي في سوريا، في ظل الوجود الايراني عبر عناصر الحرس الثوري وحزب الله في ميادينها، على العلاقات الروسية – الايرانية، متحدثة عن مؤشرات سياسية وعسكرية غير مطمئنة في هذا السياق، تدل الى فتور او صراع بارد يسود اليوم بين الدولتين المتفقتين مبدئيا على دعم الاسد. فالتنسيق الروسي – الايراني العسكري مفقود ولم تحسّنه زيارة بوتين “الناجحة” الى ايران، وقد تعرّض التعاون بينهما في الميدان السوري الى انتكاسات في اكثر من منطقة لا سيما في المناطق التي تخضع لسيطرة القوات السورية، وفق الاوساط الدبلوماسية ذاتها التي تذكّر أيضا بسقوط عدد من قادة الحرس الثوري وحزب الله في سوريا في ظروف مريبة بعيد التدخل الروسي.

وتتوقف الاوساط عند عدم اشارة أي من البيانات العسكرية التي تصدر عن الدوائر المعنية في موسكو، الى “الحليف الايراني” ودور عناصر “حزب الله” و”الحرس الثوري” في سوريا وفي التصدي للارهاب، في حين انها تحدثت في أكثر من مرة وبلهجة ايجابية عن دور قوات النظام السوري والفصائل الكردية وقوى المعارضة المعتدلة السورية في محاربة “داعش”، ما يؤشر الى رغبة موسكو في طمس الدور الايراني لتكريس نفسها الجهة الاقوى في سوريا.

وتشير الأوساط الى ان الواقع هذا، دفع بايران الى سحب 90% من عناصرها من الميدان السوري، في وقت يتحضر حزب الله ايضا للعودة الى لبنان بعد انهاء الاجراءات العملانية لذلك.

هذا في الشق العسكري، أما في السياسة، فقد ساهم تمسك الرئيس بوتين خلال لقاء مع القادة العسكريين، بالتعاون العسكري مع اسرائيل، وفق الاوساط، في احراج موقف ايران وحزب الله، المرحبين دائما بسياسات موسكو الخارجية الداعمة لمحور المقاومة.

وعليه، تتوقع الاوساط ان ترد ايران على تراجع دورها في سوريا، بتصلب اضافي في ملفات إقليمية أخرى، ومنها على سبيل المثال رئاسة الجمهورية اللبنانية، مذكرة في هذا الاطار بتحفظ حزب الله على التسوية الرئاسية التي اقترحت ايصال النائب سليمان فرنجية الى سدة الرئاسة، علما أنه من صلب فريق الثامن من آذار.