Site icon IMLebanon

اتصالات “مستقبليّة” منسّقة.. “جعجع” لمستشاري “الحريري”: انتخاب “فرنجية” استسلام

geagea-frangieh

ثلاث خطوات لافتة خيّمت على مشهد الاتصالات السياسية المرتبطة بمبادرة الرئيس سعد الحريري الرئاسية، لكنها لم تقدّم ما يكسر حالة الجمود التي سيطرت على هذا المشهد منذ أسبوعين:

زيارة مستشار الحريري النائب السابق غطاس خوري للرابية، بعيداً عن الإعلام، تحت عنوان تقديم التعازي للجنرال ميشال عون بوفاة شقيقه؛ لقاء بين الرئيس فؤاد السنيورة والنائب جورج عدوان في مجلس النواب؛ واستقبال رئيس حزب القوات سمير جعجع لمستشارَي الحريري هاني حمود ونادر الحريري.

سياسيون كثر وضعوا زيارة خوري للرابية في خانة إعادة فتح “خطوط رئاسية” بين الحريري وعون، بعد اقتراح رئيس المستقبل انتخاب النائب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية. لكن مصادر الطرفين نفت ذلك، مؤكدة أنها زيارة “كسر جليد”، وأنها لم تشهد أي نقاش سياسي جدي بشأن المبادرة الرئاسية. وقالت المصادر إن ما يؤكد خلوها من المضمون السياسي الذي يمكن التعويل عليه هو وجود صديق عون وخوري سليم صباغ في اللقاء. لكن المنسوب السياسي المنخفض للزيارة لم يمنع النائب السابق من محاولة استطلاع آفاق علاقة عون مع جعجع، والمدى الذي وصل إليه تنسيقهما وردّ فعلهما على المبادرة الحريرية، علماً بأن خوري كان قد أعلن في اجتماع قوى 14 آذار الأخير في منزل الحريري بوادي أبو جميل أن “التسوية ماشية ومن لا يريد أن يسير بها فسيبقى خارجاً”.

في اللقاء بين السنيورة وعدوان، كان اللافت حديث الأول عن التحالف بين المستقبل والقوات، وتذكيره بأن الطرفين سبق أن اتفقا على اقتراح مشترك لقانون الانتخابات النيابية. وفسّرت مصادر سياسية هذا التصريح بأنه محاولة من السنيورة لسحب بند قانون الانتخابات النيابية من التداول بين عون وجعجع.

أما لقاء الأخير بمستشارَي الحريري، نادر الحريري وهاني حمود، فأتى نتيجة للاتصال الهاتفي بين رئيس المستقبل ورئيس القوات. وبحسب مصادر التيار الأزرق لصحيفة “الأخبار”، لم يؤدِّ اللقاء إلى تبديل رأي أيٍّ من الطرفين بالمبادرة الرئاسية. أكّد جعجع مجدداً رفضه لمبادرة الحريري، فيما قال الحريري وحمود إن الوضع في لبنان لم يعد يحتمل الفراغ والتعطيل، ولا بد من مبادرة تكسر هذا الجمود. وعبّرا عن التخوف من أن يؤدي الفراغ إلى انفلات يصل إلى المستوى الأمني. وردّ جعجع بأن اقتراح انتخاب فرنجية هو بمثابة إعلان استسلام للخصوم، كذلك إن الأوضاع في لبنان ليست بالخطورة التي يجري تصويرها، وبإمكاننا الانتظار أكثر للتوصل إلى تسوية مع الفريق الآخر. وقال جعجع، بحسب مصادر المستقبل، إن الخروج من حالة الفراغ والتعطيل ليست مسؤولية فريق 14 آذار وحده، وعلى الفريق الآخر أن يقدّم تنازلات أيضاً. وكرّر مستشارا الحريري موقف “المستقبل” المطالب باتفاق مسيحي على مرشح رئاسي يمكن التوصل إلى اتفاق عليه مع فريق 8 آذار، لكن جعجع عبّر عن رفضه تقديم تنازلات لم يُقدِم عليها الطرف الآخر. وأكّد “الحريريان” أن مبادرة رئيس تيار المستقبل لترشيح فرنجية جدية، وهي فرصة لا يمكن التراجع عنها بسهولة. في المحصلة، انتهى اللقاء بلا تراجع جعجع أو الحريري عن موقفيهما من مبادرة ترشيح فرنجية.

في المقابل، نفت مصادر القوات لـ”الأخبار” هذه المعلومات جملة وتفصيلاً، وأكدت التزامها الاتفاق مع المستقبل على التكتم على كل ما دار في اللقاء.