كتب نبيل بومنصف في صحيفة “النهار”: في “مناسبة” ترحيل الازمة الرئاسية تكرارا الى السنة الجديدة لا نجد ضررا من تكرار المكرر الآخر المتعلق بالاهتزاز الحاصل داخل قوى ١٤ آذار وبالتحديد بين “تيار المستقبل” و”القوات اللبنانية” لانه يشكل على المستوى السيادي احد اسوأ موروثات السنة الحالية. نقول الأسوأ لأننا لا نخال زعيمي “المستقبل” و”القوات” لا يدركان معنى انتخاب رئيس للجمهورية على ركام تحالف ١٤ آذار ايا كان الآتي ليجلس سعيدا ست سنوات في قصر بعبدا.
يظن كثيرون (وربما يهللون) لتسوية يكون من تداعياتها الضخمة انفراط عقد تحالفي ٨ آذار و١٤ آذار في ظل قنوط اللبنانيين وانهيار ثقتهم بالطبقة السياسية. كان الامر ليصح لو ان الاتجاهات التي تحكم المعركة الرئاسية المفتوحة تجري على اساس انقلاب اصلاحي حقيقي، وربما حينذاك يصح ان يفتح باب تطوير النظام برمته وطرح اسماء وافدة الى المعترك الرئاسي من اصحاب كفايات لا ينتمون الى نواد مقفلة ومعسكرات تقفل اللعبة السياسية الا على زعاماتها ولا تقبل حتى اسماء مرشحين مستقلين اصحاب حيثيات توافقية.
اما وقد ادت تداعيات الفراغ الطويل الى حصر الخيارات بمرشحي ٨ آذار مبدئيا فلن يكفي تحالف “المستقبل” و”القوات” ان ينظم الخلاف الرئاسي ضمن معادلة “مهذبة” شكلا ومتفاعلة بالافتراق ضمنا لانه سيكون من الخطورة الفائقة ان تجري الخيارات النهائية والفريقان على ضفتين متصارعتين. والحال ان هذين الطرفين شكلا قاطرة التحالف السيادي وسيكون مستحيلا بقاء التحالف إن فسخت المعركة الرئاسية شراكتهما مهما تشاطرا في ابتداع الاطر الملطفة لهذا التطور. الامر يكتسب خطورته من خلال الشماتة بل الفرح الطافح على سطح الكثير من المنابر الـ٨ آذارية، سياسية كانت ام اعلامية، بمعالم انفراط عقد التحالف السيادي علما ان ما قد حل وسيحل في حال حصر التنافس بين العماد عون والنائب فرنجية لن يكون اقل فداحة على تحالفهما العريض الاخر.
لكن في ٨ آذار ثمة ضابط عملاق اسمه “حزب الله” سيمتلك قدرة توظيف كل المكاسب والتداعيات لمنع انهيار معسكره السياسي الداخلي ولو ان الحزب سيواجه معضلة غير مسبوقة في عجز ورقة القوة الاقليمية عن احتواء تداعيات الخصوصيات المسيحية التي ستفجرها معركة انتخابية محتملة بين حليفيه المسيحيين. لا احد سيتطوع لوصفة عجائبية تحول دون انهيار التحالف المستقبلي – القواتي، بل ربما تقتضي الصراحة المكاشفة بان كثيرين من اهل البيت كما من خصومهم يفركون الايدي فرحا باحتمال حصول الفراق لاعتبارات لا مجال لذكرها في هذه العجالة . وحدها التداعيات على النظام وميزان القوى المختل ورئاسة في ظل هذا الاختلال ينبغي ان تكون في حسابات الثنائي الذي تتوقف على اختباره الحاسم نتائج ليست اقل من قاتلة .