IMLebanon

أسواق النبطية: الأضواء وحدها توحي بالأعياد

nabatiyechristmas
كعادتها في كل عام، عشية حلول الأعياد، تعمّ مظاهر العيد بأبهى صورها وصخبها، وتزدهر الحركة التجارية الخاصة بهذه المناسبة، وتغلفها الحيوية والنشاط، لكن عشية عيدي الميلاد ورأس السنة الجديدة لهذا الموسم، لا شيء في أسواق منطقة النبطية يوحي باقتراب الأعياد، باستثناء بعض الزينة الميلادية التي تكسو عدداً قليلاً من واجهات المحال والمؤسسات التجارية، ولافتات الحسوم التي تتصدّرها. ورغم استعداد التجار لفتح محالهم ومؤسساتهم أمام المواطنين حتى منتصف الليل، من الآن وحتى حلول عيد رأس السنة الجديدة، وتخفيضهم الأسعار وإجراء الحسوم المقبولة، التي تتماشى مع أحوال المواطنين الاقتصادية والمعيشية الضيقة، فإنهم يتوقعون بقاء الحركة التجارية على رتابتها وجمودها، كما كانت عليه سابقاً.

الضائقة المعيشية
تأتي الأوضاع السياسية والأمنية الملبّدة التي تعاني منها المناطق اللبنانية على اختلافها، فضلاً عن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الضيقة التي يعاني منها معظم المواطنين، في طليعة الأسباب المؤدية الى تراجع الحركة التجارية في المنطقة عشية الأعياد وقبلها بسنوات طويلة، كما يقول رئيس جمعية تجار محافظة النبطية وسيم بدر الدين، إذ بات المواطنون برأيه يحرصون على عدم التفريط بأموالهم بطريقة فوضوية وعشوائية، وكيفما اتفق، ويفضلون الاحتفاظ بها للأيام الصعبة، مقدرين أن مشتريات الأعياد لن تفيدهم بأي شيء، جراء الأوضاع السيئة التي يعاني منها البلد وأبناؤه على مختلف الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية، حتى لو أتى ذلك على حساب فرحهم وسعادتهم ورفاهيتهم، متمنياً زوال هذه الأوضاع في أسرع وقت، كي تعود العجلة التجارية في النبطية إلى عهدها السابق من الحركة والازدهار.

حركة أقل من عادية
تبدو الحركة التجارية الخاصة بالأعياد لهذا الموسم أقل من عادية، ما انعكس سلباً على معظم محال ومؤسسات بيع الأحذية والألبسة والألعاب والهدايا، وفق التاجر علي سلوم، لأنه مع أقرانه الآخرين يعوّلون كثيراً على مناسبات الأعياد، حيث يتحرك السوق، وهذا ما لم يتحقق عشية عيدَي الميلاد ورأس السنة لهذا الموسم، وبذلك لن تختلف الأوضاع التجارية المتردية عن مثيلتها التي شابت سوق النبطية عشية عيدي الأضحى والفطر اللذين سبقاهما، «والله يعين التجار على هذه الحال».

الأوضاع الأمنية والسياسية
وتبدي نجاح عياش أسفها، وهي تدير محلاً للألبسة، لأن مناسبات الأعياد في المنطقة فقدت رونقها الكرنفالي منذ زمن بعيد، وباتت تشبه بقية الأيام العادية، بسبب الأوضاع السياسية والأمنية التي تعصف بالبلد، وتشغل بال المواطنين والتجار على حد سواء، وأوقعت الجميع في دوامة دائمة لا خلاص منها إلا بقدرة قادر.
ويأمل التاجر محمد عياش عودة أجواء الأعياد المفقودة ولو بعد حين، لأن استمرار الوضع الحالي إلى ما لا نهاية مستحيل، ويشكل موتاً بطيئاً للحركة التجارية، التي لم يعرفها سوق النبطية حتى في أسوأ أيام الحروب الإسرائيلية المتعددة على الجنوب ولبنان.

للفرجة وليس للتسوق
الحركة التي يشهدها السوق التجاري في النبطية عشية عيدي الميلاد ورأس السنة الحالية، هي حركة متفرّجين لا حركة متسوّقين، كما يراها التاجر جعفر طفيلي، مشيراً إلى أنه بالرغم من عروض التجار التي تكاد تصل في كثير من الأحيان إلى أدنى من الرأسمال، نزولاً عند أوضاع المواطنين، وفي محاولة لتشجيع المشترين، وتحريك العجلة الاقتصادية، فإن كل ذلك لم يؤد إلى النتيجة المطلوبة، وإعادة الحركة إلى ما كانت عليه في السابق، آملاً أن تتحسن هذه الحركة خلال الأيام المقبلة، وإن كان غير متفائل كثيراً بهذا الأمر.