Site icon IMLebanon

هنا شعبة “المعلومات”… فلا خوف يا لبنان! (رولان خاطر)

 

تقرير رولان خاطر

باتت “شعبة المعلومات” لاعباً أساسياً ورئيساً على طاولة القرار الامني. إنجازاتها كثيرة، وكلامها قليل. أسقطت في لبنان أغلب ادوات ومقوّمات عمل المنظومة الاستخباراتية الاسرائيلية. حاصرت تقنيات الإرهاب، أمنياً ولوجستياً.

فرضت نفسها رقماً صعباً داخل المعادلة السياسية اللبنانية. صمدت في مواجهة كل الحملات الإعلامية والسياسية. المفهوم القانوني لتسميتها بين “شعبة” أو “فرع”، لم يؤخر اندفاعتها، ولا إصرارها في إحقاق الحق.

وعلى الرغم من وجود أقسام أخرى استُحدثت من دون مراسيم صادرة عن مجلس الوزراء تشرّع عملها كقسم مكافحة الارهاب (الشرطة القضائية) مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية (الشرطة القضائية) شعبة المرور (الاركان) شعبة المعلومات (الاركان)، إلا ان الاستهداف لم يطل إلا “المعلومات”. فبحسب سوء ألسنة 8 آذار:

أولاً، شكلت “شعبة المعلومات” عبئاً أمنياً واستخباراتياً على الأجهزة الأمنية الأخرى، “شرعية” و”غير شرعية”.

ثانياً، اعتُبرت “الشعبة” الذراع الأمنية لقوى “14 آذار” ولآل الحريري على وجه الخصوص.

ثالثاً، اتُهمت “المعلومات” بغضّ الطرف منذ العام 2011 عن دخول السلاح الى سوريا ومساندة الثورة وتسهيل مرور المقاتلين وتجنيدهم وصولا الى مساهمتها في تسليح مجموعات سورية معارضة.

اغتيالات واستهدافات

“شعبة المعلومات”، الجهاز الأمني الوحيد، الذي طال الاغتيال نخبة قادتها وضباطها وعناصرها. ففي التاسع عشر من تشرين الأول 2012 قدّمت “الشعبة”، رئيسها، اللواء وسام الحسن شهيداً على مذبح لبنان.

سبق اغتيال الحسن الرائد وسام عيد، الذي كشف معلومات دقيقة تتناول أسماء وأرقام منفذي جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري من خلال “داتا” الاتصالات، فكان أن صدر الأمر باغتياله في كانون الثاني من العام 2008 ليُستشهد معه المعاون أسامة مرعب ابن بلدة البيرة – عكار.

في 5 أيلول 2006، تمّ استهداف موكب نائب رئيس “الشعبة” حينها المُقدّم سمير شحادة من خلال زرع عبوة على جانب الطريق في منطقة الرميلة ساحل الشوف أثناء توجّهه من منزله الى مركز عمله في بيروت، ما أدى الى إصابته بجروح بالغة واستشهاد أربعة من مرافقيه هم: الرقيبان الأولان عمر الحاج شحادة ونمر ياسين والرقيبان شهاب عون ووسام حرب.

يد الغدر استمرت بملاحقة عناصر “المعلومات”، فبعد يوم واحد من إحياء ذكرى استشهاد الرائد وسام عيد من العام الحالي، تم اغتيال المؤهل غسان عجاج ابن بلدة مرياطة (زغرتا) في عملية وصفت بـ”المحترفة”، حيث تم استهدافه برصاصتين في رأسه بينما كان يهم بالنزول من سيارته أمام منزله، علماً أن عجاج وبحسب عدد من أقربائه كان قد تلقى قبل اغتياله تهديدات بقتله إضافة إلى تعرّض سيارته للحرق أمام منزله.

ثلاثة اعوام مضت على اغتيال وسام الحسن، ورغم كل هذه الاغتيالات ومحاولات الاغتيال، تستمر “شعبة المعلومات” بخطى ثابتة. حيث شكل وسام الحسن في مرحلة كبيرة صمام أمان لكثير من السياسيين، وخصوصاً قادة 14 آذار.

تندرج ضمن شعبة المعلومات وحدات أمنية هي: الامن القومي، الحماية والتدخل (القوة الضاربة، الفهود)، الرصد والمتابعة، التحقيق، الأمن العسكري، الانضباط، الفرع التقني والفروع في المناطق (الجنوب، الشمال، البقاع، جبل لبنان، بيروت).

أهم الإنجازات

إلى جانب التنسيق المستمر مع الأجهزة الأمنية اللبنانية كافة، وفي طليعتها مخابرات الجيش، ومع “حزب الله”، بحكم الحاجة، تتصل “شعبة المعلومات” بمنظومة استخباراتية خارجية واسعة، يُستثنى منها أجهزة “المخابرات الاسرائيلية”، خوّلتها تحقيق العديد من الإنجازات، وصلت إلى الدول الخارجية نفسها. تمثل أبرزها، في كشف مُخطّط إرهابي كبير كان ينوي تفجير أنفاق “المترو” في نيويورك.

ـ التقاط خيوط حول انفجار وقع في منطقة القزاز في دمشق في 27 أيلول 2008.

ـ كشف شبكة تابعة للنظام السوري في كانون الأول 2014 مسؤولة عن خطف معارضين سوريين.

ـ تحرير المخطوفين الاستونيين.

ـ تفكيك شبكات إرهابية كانت في طور التأسيس والتحضير للقيام بعمليات إرهابية:

– توقيف خلية ارهابية في آب 2013 كانت تخطط لتنفيذ اعمال إرهابية في الضاحية الجنوبية.

– توقيف حسن محمد ابو علقة من الطريق الجديدة بتهمة التحضير لجرائم إرهابية وانتمائه الى “كتائب عبدالله عزام”.

– كشف منفذي تفجيري “مسجد التقوى” و”مسجد السلام” في تشرين الاول في تشرين الاول 2013.

– إلقاء القبض على مجموعة الـ 13 وأميرها عام 2006 وعملية الاقتحام في شارع المئتين في طرابلس عام 2007.

– توقيف المساعد الرئيسي لأسامة منصور عدنان نعمان في ضهر العين.

-توقيف الشيخ خالد حبلص في نيسان من العام الحالي ومقتل أسامة منصور واحمد الناظر.

– توقيف الشيخ عمر بكري فستق في عاليه نيسان 2014.

– توقيف شاحنة محمّلة بالاسلحة الثقيلة كانت متوجهة من عرسال الى عكار في آب 2013.

-توقيف محمود محي الدين ابو علقة بتهمة مراقبة أهداف من بينها منزل الرئيس نبيه بري وتعبئته جهاديا من جانب الشيخ سراج الدين زريقات

-في شباط 2008، تمكنت “الشعبة” من توقيف ابراهيم مصطفى سيّو (ابو ابراهيم) وقتل المدعو “أبو يزن” منفذيّ تفجيري “عين علق” في المتن الشمالي.

-توقيف ثلاثة اشخاص متورّطين في قضية تفجير السفارة الايرانية في بيروت.

– كشف شبكة تفجيري برج البراجنة في 12 تشرين الثاني 2015.

– كشف شبكة سماحة – مملوك التي كانت تُخطّط للقيام بعمليات إرهابية واغتيالات.

-وتمكنت «الشعبة» من اكتشاف العديد من التفجيرات مثل: ثكنة فخرالدين، التل، العبدة والبحصاص.

كما تمثلت إنجازات الشعبة في لبنان بداية في الوقوف سدا منيعاً أمام الآلة الاسرائيلية الخبيثة التي صنعت لها نفوذاً في التركيبة الأمنية اللبنانية والمدنية.

فكشف شبكات التجسس الاسرائيلية، بدأت بتوقيف العميد المتقاعد في الأمن العام أديب العلم في 11/4/2009. ثم تلاه توقيف جوزف العلم، الموظف في الأمن العام، بتاريخ 15/4/2009، الذي كان على علاقة بأديب العلم، وكرّت سبحة سقوط الشبكات الاسرائيلية.

كل هذا التاريخ من الحملات والاغتيالات والملاحقات والاستهدافات، بقيت “شعبة المعلومات” في الخطوط الأمامية، تحمل لواء الدفاع عن لبنان، تعمل تحت الضغط في كل وقت، وتجنّب لبنان الأخطار، وتصدّ عنه نار الإرهاب، “الإسرائيلي” و”التكفيري”، وتحمي حياة القادة اللبنانيين.

فمنذ 2-5-1991، يحمل مؤسّسو هذه الشعبة، وضباطها وعناصرها حياتهم على “كفّ أيديهم”. ولمناسبة الأعياد المجيدة، تحية إلى كل شهداء “المعلومات”، وإلى كل ضباطها وعناصرها، وإلى مرشدها الروحي اللواء أشرف ريفي. لنا ملء الثقة بأن “شعبة المعلومات” ستبقى العين الساهرة على امن وحياة اللبنانيين، تخوض معاركها في حماية السيادة والكيان، وتقدّم ذاتها قرباناً على مذبح لبنان من أجل الحقيقة، التي هي “لبنان أولاً”، لذلك، فطالما “المعلومات” بخير، أمننا ومجتمعنا واستقرارنا بخير… ولا خوف على لبنان.