IMLebanon

حسابات “الحريري” الخاطئة!

sleiman-frangieh-and-saad-al-hariri

 

عبر المرشح الرئاسي سليمان فرنجية في المقابلة التلفزيونية عن تذمره وانزعاجه من الحملة الإعلامية التي شنت عليه من داخل فريقه، معتبرا انه حورب من الحلفاء وليس من الخصوم، وأن اتهامات غير صحيحة وجهت إليه ووصلت الى حد اتهامه بأنه خرج عن الخط وخان الحلفاء وقدم تنازلات مجانية ليصل الى الرئاسة.

في الواقع كانت هذه الحملات الضاغطة والمشككة بلغت ذروتها عشية إطلالة فرنجية الإعلامية مركزة على خطأ فرنجية في مقاربة موضوع الحريري ومسألة عودته الى رئاسة الحكومة وبشروطه، وفي مقاربة موضوع العماد عون وأهمية دوره وموقعه:

1 ـ تقول أوساط سياسية في فريق 8 آذار في معرض تقويمها للتسوية أو المبادرة الرئاسية:

تولى الحريري تسويق الفكرة لدى بعض الأمراء على هذا النحو: “الإتيان بفرنجية كرئيس مسيحي ضعيف شعبيا، في المقابل نستعيد السلطة التنفيذية بشروطنا، حزب الله عادة لا يهتم بالتفاصيل الداخلية، رئيس المردة يؤمن لهم الاطمئنان الاستراتيجي، وليد جنبلاط ونبيه بري لا يمانعان، هكذا يخرج عون من المعادلة وتنكسر الجرة مع حزب الله، وعندها يضعف الاثنان معا.

وقصة صداقة فرنجية والرئيس الأسد تفصيل صغير، فالرئيس السوري لم يعد مؤثرا في المعادلة، السيد نصرالله هو من يدير الأمور في سورية، وبات حزب الله هو الرافعة للنظام، إذا يمكن تجاوز الأمر ببساطة”.. هكذا اعتقد الحريري، ولكنه عرض على فرنجية المقايضة على ما لا يملك، تؤكد الأوساط، لم يدرك بعد أنه لا يستطيع العودة رئيسا للحكومة بشروطه، وضع حلفائه الإقليميين لا يسمح له بذلك، ووضعه الداخلي لا يجعل منه وصيا على الآخرين، يقرر ما يريد وساعة يريد، ويدعو الآخرين الى القبول بما يرى أنه مناسب.

وتقول هذه الأوساط إنها ببساطة الحسابات الخاطئة للرئيس الحريري الذي لم يستفد من كلام عون الجدي والصادق خلال إحدى جولات التفاوض الماراثونية بينهما.

عندما توجه الحريري توجه الى عون بسؤال واضح مفاده “إذا مشيت أنا بترشيحك لرئاسة الجمهورية شو المقابل الذي أحصل عليه”، لم يتأخر عون في الإجابة ومن دون أي عناء تفكير قال له بالصراحة نفسها “إذا حصل ذلك سأدعم ترشيحك لتولي منصب رئيس الوزراء في بداية عهدي”، تراجع الحريري الى الوراء مستغربا، ورد قائلا: “جنرال أنا ممثل السنة في لبنان، ولدي أكبر تكتل نيابي، ووجودي على رأس الحكومة ليس منة من أحد، والأمر ليس خاضعا للتفاوض كي يكون هذا الأمر مطروحا كثمن مقابل وصولك الى بعبدا”.

استغرب عون كيف يعتقد الحريري أن رئاسة الحكومة حق مكتسب له بناء على تمثيله المذهبي بينما يفاوضه على الرئاسة ويطالبه بثمن مقابل دعمه، فرد عليه قائلا: “من قال لك إن عودتك الى رئاسة الحكومة أمر مفروغ منه، “طول بالك” أنا كرئيس جمهورية وانطلاقا من العلاقة القائمة مع حزب الله قد أكون الوحيد القادر على إقناع السيد حسن نصرالله بعودتك الى رئاسة مجلس الوزراء، طريق السراي ليس معبدا أمامك ثمة الكثير من الأمور التي تحتاج الى تفاهمات، شكلك حاسبها غلط”.

2 ـ تعدد مصادر قيادية في 8 آذار مآخذها وتحفظاتها في النقاط التالية:

ـ جوهر مبادرة الحريري “أعطيكم رئاسة الجمهورية تعطوني السلطة والقرار”.

ـ عندما حاور عون الحريري، كان مسلحا بتفويض من 8 آذار بأنه هو مرشح هذا الفريق.

ـ لم يذهب فرنجية الى الحوار مع الحريري مرشحا رئاسيا باسم 8 آذار، بل عاد من اللقاء الباريسي مرشحا من قبل الحريري.

ـ لم يذهب فرنجية للقاء باريس مفوضا بضمان عودة الحريري الى رئاسة الحكومة. والأمر نفسه بالنسبة الى عون إذ لم يكن معه توكيل من فريقه يقبل بموجبه الحريري رئيسا للحكومة.

ـ ان مبادرة الحريري بنيت على اعتقاد بأن في مقدور الحريري أن يكون صانع رؤساء، وبأن رئاسة الحكومة حق مكتسب له يناله بلا تفاوض مع الفريق الآخر وساعة يشاء ووفقا لشروطه.

هذا الاعتقاد، ليس صلبا، على حد تعبير المصادر في 8 آذار، خاصة انه لا حزب الله أو أي من حلفائه، بادروا الى الإعلان عن سحب “الفيتو” على عودة الحريري الى رئاسة الحكومة أو القول بأن أسباب إقالته قد زالت.

فمن قال إن عودته الى رئاسة الحكومة ستتم من دون تفاوض مع 8 آذار؟ ومن قال إن عودته تتم بشروطه وليس بشروط حزب لله وحلفائه، خاصة ان الحزب والحلفاء يشعرون بأن الميزان المحلي والإقليمي يميل لمصلحتهم.

ومع ان ظاهر المشكلة تحفظ حزب الله عن الطريقة التي اتبعت في ترشيح فرنجية، وهو أحد خياراته المثلى رئيسا للجمهورية، إلا أن المشكلة الفعلية تكمن في أن الحزب لايزال يرفض عودة الحريري الى السرايا من خلال إظهارها على أنها الثمن المقابل لانتخاب مرشح من قوى 8 آذار الذي يأخذ كرسي الرئاسة فيما يأخذ الحريري الحكم والسلطة.