ينهي عمال مناجم الفحم في شمال يوركشاير بشمال إنجلترا دوامهم الأخير مع اقتراب إغلاقها بشكل نهائي بقرار حكومي، لينهي ذلك قرونا من العمل في استخراج الفحم من منخفضات عميقة في بريطانيا.
وقال مالكو شركة يو كيه كول البريطانية إنها سوف تشرف على غلق منجم كلينغلي قبل خضوع الموقع لأعمال تطوير بهدف إنجاز مشروعات عمرانية جديدة.
وقالت اتحادات عمالية إنه “يوم حزين” تعيشه البلاد بصفة عامة والقائمون على هذا النشاط الاقتصادي على وجه التحديد.
ومن المقرر أن يتلقى 450 عاملا، هم آخر المشتغلين في قطاع استخراج الفحم في بريطانيا، حزمة مكافآت نظير إنهاء خدمتهم بواقع 12 أسبوع من متوسط أجورهم.
ويقول كيث بولسون، أمين أحد أفرع الاتحاد الوطني لعمال المناجم، إن الأمر يبدو مثل “سجين ينتظر تنفيد حكم الإعدام”.
وأضاف: “يمكننا سماع صوت المدير المسؤول ينزل إلى الزنزانة ويضع المفتاح في الباب ليأخذك لمواجهة مصيرك”.
وتابع بولسون: “لقد تراجعت معنويات العاملين إلى الحضيض عندما تحول النشاط الذي يقومون به إلى نفايات صناعية”.
وأضاف أنه “منذ الإعلان عن ذلك، أشعر أن أحدا غرس مسمارا في جسدي وأخذ الشعور بالخذلان يأكلني”.
تدمير التراث الصناعي
قال فيل وايتهيرست، مسؤول باتحاد التجارة البريطاني، إن “آخر العاملين في استخراج الفحم وعددهم 450 شخصا، تمسكوا بعملهم في هذا القطاع لأجيال متعاقبة، لابد لهم الآن من البحث عن وظائف جديدة قبل ردم تلك الآبار التي تحوي ما يُقدر بثلاثين مليون طن من الفحم بالخرسانة”.
وأضاف أنه “يوم حزين، إذ يشهد تدمير تراثنا الصناعي الذي نفخر به”.
ومن المتوقع أن ينضم عمال منجم كلينغلي إلى مسيرة تنطلق للتنديد بإغلاق مناجم الفحم يوم السبت المقبل بالقرب من نتونغلي في غرب يوركشاير.
ولقي 17 من عمال المناجم في المنطقة مصرعهم في موقع العمل الذي تمتد مساحته على 58 هكتار منذ البدء في استخراج الفحم هناك عام 1965.
وسوف يُنقل تجمع إحياء ذكرى هؤلاء من موقع استخراج الفحم إلى المتحف الوطني لاستخراج الفحم في وايكفيلد.
ورُدم أكبر بئر لاستخراج الفحم في أوروبا، والمعروف ببئر بيغ كيه، بعد ظهور الجيل الجديد من آبار الفحم بقدرة إنتاجية تصل إلى 900 طن في الساعة.
وكانت مناجم الفحم في كلينغلي في عصر ازدهارها تشغل 2000 عامل. كما كان نحو 500 ألف عامل بريطاني يعملون في ذلك النشاط.
وأدت الخصخصة في عقد الثمانينيات من القرن الماضي إلى إضراب عمال المناجم في كلينغلي، وهو الحدث الذي كان له أثرا كبيرا في القوانين المنظمة للصناعة.