أشار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى ان ما تعيشه بلدان الشرق الأوسط، في هذه السنوات، من حرب ودمار وانقسام وحقد، ومن قتل ونزوح وتهجير، لدعوة ملحة إلى وعي ما يحاك لهذه البلدان من مشاريع هدامة. فلا بد من إرادة داخلية تقرر التفاهم والمصالحة، وتعمل جاهدة، مع الأسرتين العربية والدولية، من أجل إيقاف الحرب في سوريا والعراق واليمن، ومن أجل حل القضية الفلسطينية، وتسعى إلى إحلال سلام عادل وشامل ودائم، وتبذل كل جهدها لإعادة المواطنين النازحين والمهجرين والمخطوفين إلى بيوتهم وأراضيهم. آن الأوان لكي يقررأبناء هذه البلدان ما يريدون هم لأوطانهم، لا أن يفرضه عليهم الآخرون، الذين لايبغون سوى مصالحهم الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية على حساب شعوب هذه البلدان”.
الراعي، وفي عظته خلال القداس في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، أضاف: “باب الرحمة مفتوح لرجال السياسة وكتلهم النيابية وأحزابهم، لكي يتصالحوا مع السياسة كفنٍ شريف لخدمة الإنسان المواطن والخير العام، ويتصالحوا مع الوطن اللبناني ومؤسساته الدستورية وشعبه، ويتصالحوا مع أنفسهم، فيتجردون من مصالحهم الخاصة المنافية للصالح العام، ويسارعون إلى التشاور بشأن المبادرة الجديدة الخاصة بانتخاب رئيس للجمهورية، وبالتالي إلى كشف أوراقهم، والإقلاع عن مماطلات لا جدوى منها سوى المزيد من الشلل والضرر والفوضى، وإلى اتخاذ القرار الوطني الشامل والمشرِف، والحضور إلى المجلس النيابي، وإجراء عملية الإنتخاب وفقا للدستور والممارسة الديموقراطية. فانتخاب الرئيس الكفوء، الحاصل على الثقة والدعم من الجميع، هو المدخل إلى إصلاح المؤسسات، ومعالجة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والأمنية، والذهاب من حالة اللادولة إلى دولة منتظمة في مؤسساتها الدستورية العامة”.