Site icon IMLebanon

هل يتجه لبنان إلى حلّ أم تمديد للشلل؟ (بقلم رولا حداد)

PresidentParliament-s

كتبت رولا حداد

استبشر اللبنانيون خيراً في الأسابيع الأخيرة بعد إطلاق الرئيس سعد الحريري مبادرته بتأييد ترشيح النائب سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية. مصدر الارتياح ليس تسمية فرنجية بقدر ما كان قراءة للظروف المحلية والإقليمية التي ظنّ البعض انها تتجه الى الحلحلة. ومن أبرزها:

ـ التوصل الى وقف إطلاق النار في اليمن والذهاب الى طاولة مفاوضات.

ـ اجتماعات مكثفة لحل الأزمة السورية من فيينا الى نيويورك، والتي توصلت الى إصدار قرار عن مجلس الأمن حول الحرب السورية. وإعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمرة الأولى موافقة موسكو على بنود قد لا تعجب الرئيس بشار الأسد.

ـ إعلان الرئيس سعد الحريري مبادرة قضت بتبني ترشيح النائب سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية، في خطوة اعتبر كثيرون أنها لا يمكن أن تتم من دون مباركة سعودية ومن دون ضوء أخضر إقليمي ودولي شامل، بهدف تحييد لبنان عن النزاعات القائمة.

لكن التطورات المتلاحقة أثبتت أن لا شيء مضموناً من كل ما سبق. فوقف إطلاق النار في اليمن ظهر أنه هش، وجولة المفاوضات الأولى تعثرت، وتم تأجيلها الى 14 كانون الثاني المقبل في أثيوبيا. أما في سوريا، فظهر التعنت الإيراني المتمثل بإصرار طهران على أن بشار الأسد خط أحمر في موازاة التمحيص في قرار مجلس الأمن الذي بدا أنه نظريا وليس عملياً. أضف الى ذلك أن إعلان المملكة العربية السعودية تشكيل تحالف إسلامي واسع من 35 دولة لمحاربة “داعش” وكل الإرهاب أثار حفيظة إيران و”حزب الله”، ما أشار الى ان المواجهة بين الرياض وطهران مستمرّة. والدليل هو إعلان السعودية إدراج 12 اسماً لأشخاص وشركات مقربين من “حزب الله” على لائحة الإرهاب، ومواكبة واشنطن لذلك بتوقيع الرئيس الأميركي باراك أوباما قانوناً ينص على تشديد محاصرة “حزب الله” مالياً، بالإضافة الى معاقبة كل المصارف التي تتعاون معه وحظر قناة “المنار” التابعة للحزب. والأهم من كل ذلك أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أعلن صراحة أن لا اتفاق بين الرياض وطهران على أي ملف من ملفات المنطقة، وفي الموضوع السوري أكد أن على الأسد التنحي سواء بالمفاوضات أو عسكرياً.

كل ما سبق أكد ويؤكد أن الرهان على اقتراب ساعة الحلول للأزمات في المنطقة لا تزال بعيدة، وهذا ما يشمل لبنان أيضاً، بحيث أن “حزب الله” ومن ورائه إيران لا يمكن أن يسلّما الورقة اللبنانية من دون أثمان تتخطى لبنان. وبالتالي فإن الرهان على “تسوية” ما في لبنان يبدو خارج السياق الإقليمي البالغ التعقيد، ويوحي بأن ثمة سوء تقدير في قراءة التطورات المعقدة في المنطقة، والتي قد تدخل المراوحة القاتلة بسبب دخول الولايات المتحدة خلال الأسابيع المقبلة مرحلة الانتخابات الرئاسية، وانتقال الإدارة الأميركية من الاهتمام بملفات المنطقة الى انتخاباتها الداخلية.

بناء على ما تقدّم، وبعد فشل محاولة تمرير انتخاب النائب سليمان فرنجية في جلسة 16 كانون الأول كما راهن البعض، تبدو الانتخابات الرئاسية في لبنان مجمّدة حتى إشعار إقليمي ودولي آخر، من دون أن يعني ذلك بالضرورة أن ترشيح فرنجية سقط، إنما هو أيضاً دخل مرحلة من التجميد لا يمكن التكهّن بمدتها.

وفي هذا الإطار يبدو السؤال مشروعاً: هل تتجه المنطقة، ومن ضمنها لبنان، نحو الحلحلة كما راهن البعض أم نحو مزيد من التعقيد بفعل فشل كل المحاولات الأخيرة لفرض حلول تبدأ في اليمن وتمرّ في العراق وتصل الى سوريا، ما يعني أن على لبنان أن يقبع في صالة الانتظار الإقليمي الى أن تُحلّ كل أزمات المنطقة؟!