عقدت هيئة دعم مستشفى الدكتور إميل البيطار في البترون وبالتنسيق مع اللجنة الطبية ونقابة العمال والمستخدمين، مؤتمرا صحافيا في قاعة المحاضرات في المستشفى، لعرض آخر المستجدات المتعلقة بتجديد العقد مع الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ووضع خريطة طريق لتحقيق ذلك.
وحضر المؤتمر النائب سامر سعاده، رئيس هيئة الطوارىء الشعبية في منطقة البترون المونسنيور سمير الحايك، رئيس مجلس إدارة المستشفى الدكتور جورج رستم، ممثلو أحزاب إضافة الى الاطباء والممرضين والموظفين.
غصن
بداية قال الدكتور الياس غصن: “ليست المرة الاولى التي نواجه فيها كمواطنين وكعاملين في المستشفى هذا الامر البالغ الخطورة”، عارضا “المراحل التي مر بها المستشفى، موضحا أن “ما يحكى عن أسباب تخلي الضمان عنه بسبب العجز المادي السنوي المقدر حاليا بمليار ومئتي مليون ليرة هو غير دقيق، والخبراء في شؤون إدارة المستشفيات يعتبرون هذا المبلغ زهيدا جدا أمام ما تقدمه المستشفى من خدمات طبية بالغة الاهمية لمرضى وزارة الصحة والجيش وتعاونية الدولة والامن العام والامن الداخلي وسائر المؤسسات الضامنة، ملتزمين بتعرفة الضمان المتدنية اصلا وأقل من الكلفة الفعلية ولسنوات طويلة والتي لم ترفع الا منذ سنتين تقريبا”.
أضاف: “يوجد مستشفيات حكومية وخاصة تقع في عجز أكبر من العجز المادي الذي وقع فيه مستشفى البترون، علما أن العمل بموازنة تشغيلية وعدم إستقلالية الادارة ومنع توظيف عاملين جدد لسد الشغور في الوظائف نتيجة بلوغ السن القانونية وعدم تجديد المعدات والتجهيزات، كل ذلك تسبب بهذا العجز وألقى العبء الثقيل على كاهل ما تبقى من عاملين ومستخدمين الذين أمنوا بتعبهم وعرقهم وتفانيهم وإستمرارية العمل في المستشفى لخدمة المواطنين.”
ولفت الى أن “الضمان يعتمد سياسة تهدف توسيع آفاق الرعاية الصحية والاجتماعية ولا يبغي الربح فضلا عن أن الدولة وعلى أعلى المستويات قد وعدت بتحمل هذا العبء من الآن فصاعدا.
وثمن غصن “الاجماع السياسي لابقاء المستشفى في عهدة الضمان بدءا من رئيس مجلس الوزراء ووزراء ونواب منطقة البترون ووزراء الصحة والعمل والمالية”. مطالبا ب”قرار رسمي لاستمرار الضمان بادارة المستشفى حيث هناك أيام قليلة تفصل عن إنتهاء العقد بين المستشفى والضمان منعا للاقفال أو الشلل أو المصير المجهول او الخصخصة لمؤسسة صحية تعتبر حاجة ماسة لابناء المنطقة خصوصا ولبنان عامة.”
هيئة دعم المستشفى
ثم ألقت الدكتورة هلا سليمان كلمة هيئة دعم المستشفى توجهت فيها الى “مجلس إدارة الضمان بالتمهل في أخذ أي قرار يقضي بإغلاق المستشفى، أو بإيقاف العمل فيه رأفة بالمرضى ورحمة بالموظفين، خصوصا في ظل الظروف المأساوية التي يمر بها البلد”.
وأكدت أن “أهالي منطقة البترون سيقفون صفا واحدا، متضامنين من أجل بقاء المستشفى مركزا عاملا، يقدم خدماته كسالف عهده”. داعية “مسؤولي الضمان أن يقفوا بجانب الفقراء والبؤساء وحماية مستشفاهم رغم العجز المادي العابر الذي يمر به المستشفى، وإن لم تفعلوا، ولم تتفهموا سنعلنها إنتفاضة حمراء، وإياكم ثم إياكم من ثورات المرضى والجياع.”
الهيئات الاهلية
أما كلمة الهيئات الاهلية فألقاها المحامي حنا البيطار الذي قال: “للمواطن حق في الاستشفاء، وواجب على السلطات العامة إحترام هذا الحق وتوفيره للجميع بدون استثناء. فمستشفى البترون يؤدي رسالة لمرضى الشمال ولسواهم من مرضى المناطق بكفاءة وبخدمات تمريضية يشهد لها، الامر الذي يستدعي الاستمرار في تأدية رسالته هذه التي اصبحت واجب وجود.”
أضاف: “أما وقد صار التوافق كلاميا على بقاء المستشفى في عهدة الضمان، أتينا اليوم لنطالب بتحويل هذا التوافق الكلامي الى فعل واقعي وقانوني عبر إصدار القرارات والمراسيم التطبيقية وصرف الاموال اللازمة لاستمرار المستشفى في تقديم الخدمات الطبية والاستشفائية.”
سعد باسيل
بدوره ألقى رئيس النقابة سعد باسيل كلمة قال فيها: “بدءا من اليوم أصبحنا في مرحلة الخطر الشديد، فقبل أن يطالبوا بتعهد أو بسد عجز، عليهم أن يتذكروا مشهد المرضى ال 35 في قسم غسل الكلى، إضافة الى مرضى قسم العناية الفائقة والتعاطي مع قضية مستشفى البترون من منطلق إنساني وأخلاقي وليس من منطلق مادي، فنحن نقدر مناقبيتهم الاخلاقية والانسانية، ونتمنى أن تترجم بقرار واضح وصريح.
أضاف: “نحن كموظفين وضعنا همنا الشخصي جانبا ونتطلع الى هم واحد منذ اليوم ولغاية 31/12/2015، وهو العمل من أجل إستمرارية مستشفى البترون. وفي حال صدور قرار او توصية غدا الثلاثاء لمجلس إدارة الضمان تقضي بالاستمرار بإدارة المستشفى، فذلك يريحنا ويريح المنطقة والمرضى في المستشفى في حال لم يصدر أي قرار واضح وصريح متعلق بالاستمرارية من إدارة الصندوق، نحن كنقابة عمال ومستخدمي مستشفى البترون ندعو كل الموظفين والاطباء لممارسة عملهم في أول العام المقبل بشكل عادي وطبيعي ونحن مستعدون للاستمرار في المستشفى مع الضمان أو بدونه بفضل مساعدات العديد من الاشخاص. لن نترك مستشفانا وهناك مسؤولية مترتبة علينا إنسانيا وأخلاقيا لا يجوز ان نتخلى عنها ومجبرون على الاستمرار بها.
وتابع: “من هذا المنطلق على الضمان أن يتعاطى مع قضية مستشفى البترون وعندما يصدر القرار الواضح بإنتقال المستشفى لأي جهة سنكون جاهزون. وطالما لا يوجد أي قرار حتى الآن، فالمستشفى مستمر بتقديم الخدمات”.
وختم: “مستشفى البترون هي قضية إنسانية وليست قضية مالية ومادية”، متمنيا أن “تتضح الامور قبل رأس السنة كي لا يكون الموضوع مكلفا علينا وعلى الضمان.”
اللجنة الطبية
وعرض رئيس اللجنة الطبية الدكتور يوسف ضرغام “المراحل التي مر بها المستشفى والخدمات التي قدمها المستشفى في كافة أقسامها”، مستغربا “الحديث عن عجز مادي”.
مقترحات
وفي ختام المؤتمر تلا الدكتور غصن بيانا “تضمن سلسلة مقترحات أكدت أن إقفال مستشفى البترون جريمة ترتكب بحق المواطنين كافة وبحق العاملين وبحق مدينة البترون وضرب معلم رئيسي من معالمها”.
أضاف البيان: “وجاءنا من رئيس بلدية البترون مرسيلينو الحرك أن إقفال المستشفى سيعني تحركنا لإقفال مدينة البترون بوجه مثل هذا القرار، إضافة الى إقتراحات أسرة المستشفى وهيئة الدعم للقيام بتحركات تصاعدية تبدأ بإضرابات ومظاهرات وإقفال مؤسسات وصولا الى الطرق الدولية والفرعية، تحركات مشروعة سيعلن عنها خطوة خطوة”.
وتابع: “غدا هناك إجتماع لهيئة مكتب الضمان، ونناشد هذه الهيئة برفع التوصية الى مجلس إدارة الضمان الاجتماعي للاستمرار في إدارة وإستثمار مستشفى البترون. وقد وصلتنا أنباء إيجابية كما أشرنا سابقا بأن معالي الوزير وائل بو فاعور مشكورا قد بعث برسالة خطية الى الضمان الاجتماعي يتعهد فيها بتحمل الدولة للعجز المادي السنوي المقدر بمليار ومئتي مليون ليرة.”
وختم : “نأمل أن تسير الامور وفق ما تقتضيه مصلحة المواطن والوطن وسنكون معكم في لقاء قريب لنبني على الشيء مقتضاه ولاتخاذ القرار المناسب.”
وفي الختام، دعا رئيس النقابة سعد باسيل الى “تحرك ينفذ يوم الخميس في حال لم يصدر أي قرار أو توصية بشأن مستشفى البترون”.