دعت جمعية المدرّسين الالمان الى تدريس كتاب أدولف هتلر “كفاحي” مصحوبًا بشروحات نقدية في المدارس الثانوية، بهدف تحصين الشباب ضد التطرف السياسي، غير ان هذه الدعوة لم تلقَ مساندة الجميع.
وكان ادولف هتلر قد نشر كتاب “كفاحي” في عام 1924 وهو يتضمن كلامًا لاذعًا وجارحًا ومناهضًا للسامية، ولم تعاود المانيا طبع هذا الكتاب منذ الحرب العالمية الثانية، رغم ان النية قائمة لنشر طبعة جديدة ترافقها شروحات وهوامش نقدية في اوائل عام 2016.
وكانت ولاية بافاريا التي تملك حقوق طبع هذا الكتاب لمدة سبعين عامًا، قد رفضت الموافقة على اصدار طبعة جديدة منه، ولكن هذه المدة ستنتهي بنهاية هذا العام، فيما قالت السلطات الالمانية إنها تنوي ملاحقة ناشري نسخ لا تتضمن شروحات ونقدًا وهوامش تحت بند “التحريض على الكراهية العنصرية”.
وينوي معهد ميونخ للتاريخ المعاصر نشر نسخة تحمل عنوان “هتلر، كفاحي، طبعة نقدية” في كانون الثاني، مع شروحات وافية لسياق كلمات الكراهية وتعليقات تاريخية يصل عددها الى 3500.
واقترحت جمعية المدرسين تدريس مقاطع منتقاة من الكتاب للطلاب في سن 16 عامًا فما فوق، حسب ما ذكرت صحيفة “هاندلسبلات”، المتخصصة بشؤون الاعمال والتجارة على الانترنت.
وقال جوزيف كراوس، رئيس الجمعية، إن بإمكان المدرسين تجاوز النص الجارح والاعتماد على التعليقات والتعقيبات والهوامش، مشيرًا الى ان اي كتاب ممنوع يتمتع بنوع من الجاذبية بالنسبة للشباب.
واقترح ادراج الكتيب ضمن المنهج الدراسي على ان يقوم “مدرسون مخضرمون، ومن ذوي الباع في مجال التاريخ والسياسة بالتكفل بعملية التدريس”، وذلك للاسهام في “تحصين الشباب ضد التطرف السياسي”.
وعارضت رئيسة المجموعة اليهودية في المانيا، شارلوت كنوبلوخ، هذه الفكرة، وقالت للصحيفة إن استخدام “خطاب لاذع موجه تمامًا ضد اليهود” كمادة دراسية امر غير غير مسؤول.
غير أن النائب ارنست ديتر روسمان، المتحدث باسم السياسة التربوية لحزب الاتحاد الاجتماعي الديموقراطي، أيد جمعية المدرسين، وقال لصحيفة “هاندلسبلات”: “كفاحي كتاب مرعب مخيف”، ولكن “اسقاط القناع عن مناهضة السامية وعن هذا الكتيب الدعائي المثير للجدل، الذي يجرد الانسان من انسانيته، وتفسير آلية الدعاية من مهمات التربية الحديثة بالاعتماد على مدرسين مؤهلين ومن ذوي الخبرة”.
واضاف أن تدريس قيم انسانية وديموقراطية في زمن يشهد بروز حركات يمينية عديدة أمر لا غنى عنه، واستطرد بالقول: “التحليل النقدي لكتاب كفاحي سيكون في صالح البشرية والحرية والانفتاح على العالم، وبإمكانه ان يعزز الحصانة ومقاومة الاخطار والاغراءات الكثيرة”.