كانت الساعة قرابة العاشرة والربع من ليل السبت – الأحد، حين باغتت أربعة صواريخ الطبقة الثانية من أحد المباني في جرمانة بريف دمشق، قبل ان ينكشف المشهد عن مصرع رجليْن، أحدهما سمير القنطار، وجرح نحو تسعة آخرين.
وقبل ان ينجلي الظلام اتضح ان اسرائيل نجحت في “إصطياد” القنطار الذي توعدت بقتله يوم أطلقته قبل سبعة أعوام ونيف، لكن غموضاً استمرّ يلفّ ملابسات العملية الإسرائيلية البالغة الدقة التي استهدفت القنطار في سورية، الساحة التي يختلط فيها الحابل بالنابل.
وكشفت معلومات خاصة لصحيفة “الراي” الكويتية عن ان اربعة صواريخ استهدفت الطبقة الثانية من المبنى، والذي يملك “حزب الله” شققاً فيه، حين كان يوجد القنطار ومعه فرحان الشعلان، وهو أحد قادة “المقاومة الإسلامية” السورية في القنيطرة والجولان، إضافة الى مرافق القنطار من “حزب الله”.
ولفتت المعلومات الى ان التقويم الأوّلي لملابسات العملية الإسرائيلية يؤشر الى إحتمال وجود “تعيين ليزري” على الأرض قام بتوجيه الصواريخ التي أصابت هدفها بدقة بعدما إنطلقت من الطائرتين في إتجاه الطبقة الثانية من المبنى المشار إليه.ولم يكن اغتيال القنطار مفاجئاً، فإسرائيل كانت توعّدته بالقتل أينما كان يوم أطلقته من سجونها في عملية تبادل أسرى أعقبت حرب تموز 2006. وكانت شائعات عدة راجت في أوقات سابقة عن مقتل عميد الأسرى اللبنانيين من دون ان تكون صحيحة.
وتحدثت المعلومات عن ان جاسوساً دائماً كان بجانب القنطار يراقب جميع تحركاته ويسجل أحاديثه ويرصد أمكنة وجوده، وهو يتمثل بهاتفه الخليوي، الأمر الذي من غير المستبعد ان يكون سهّل على اسرائيل تعقبه والنجاح في إصطياده.
وذكرت صحيفة “الراي” الكويتية ان سمير القنطار كان انتقل الى سورية قبل ثلاثة أعوام. ويعتبره “حزب الله” مسؤولاً عن ملف الإستقطاب الدرزي في القنيطرة والجولان ضمن أطر انشاء قوة مقاومة ضد اسرائيل عندما تضع الحرب السورية أوزارها، وخصوصاً ان “حزب الله”” أصبح يعتبر ان مجال عمل المقاومة يمتدّ من الناقورة الى الجولان من دون ان تفصل بينها اي حدود.
وأولت مصادر معنية في بيروت أهمية لما تناقلته مواقع التواصل الإجتماعي من تساؤلات عن الدور الروسي في التواطؤ بعملية إغتيال القنطار، لأن روسيا نشرت في سورية صواريخ “أس – 400” ولم تحرك ساكناً لضرب الطائرات الاسرائيلية او اعتراض صواريخها.
واشارت مصادر معنية الى ان روسيا كانت عقدت إتفاقات مع اسرائيل على قاعدة العلاقة الجيدة بين الدولتين. وتقضي تلك الإتفاقات بأن لا تدافع روسيا عن اي شخص او جهة تنوي القيام بعمل عسكري ضد اسرائيل، كما انها لن تتدخل بين “حزب الله” واسرائيل في الصراع الدائر بينهما. وان اسرائيل لن تهاجم، في المقابل، اي فصيل تابع لايران او “حزب الله” او النظام السوري أثناء قتالهم ما داموا لا يشكلون اي خطر على اسرائيل.