Site icon IMLebanon

الحاجة للابتكار ومسرعات الأعمال

Innovation
لا يزال الابتكار الرقمي الناتج عن الشركات الناشئة يهدد نماذج أعمال الشركات الكبيرة. بينما ترد هذه الأخيرة بإطلاق برامج تسريع الأعمال في جميع أنحاء العالم. فمنذ مطلع هذا العام، أطلق 31 مسرّع أعمال غير مسبوق من قبل، ليبلغ المجموع العالمي 85 مسرعاً. وتوفر مثل هذه البرامج أدوات مساعدة للشركات الناشئة لكي تحفز قدراتها على الاستثمار والمشورة، وتزود الشركات الكبيرة بأفكار مبتكرة.

كما تتوزع هذه البرامج في مناطق عدة حول العالم، فهناك 10 منها في أميركا و11 في أوروبا والشرق الأوسط و10 في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. ويتمثل العامل الإيجابي في إطلاق البرامج العابرة للحدود، في إمكانية الوصول إلى مواهب جديدة، والعثور على أفكار خلّاقة من أسواق مختلفة. وفي الوقت الذي تطلق فيه المزيد من الشركات مثل هذه البرامج، فإنها تتنافس على أفضل الأفكار أينما وجدت في هذا العالم.

وتشتمل المدن الرئيسة التي تكثر فيها هذه المسرعات، مثل: وادي السيليكون، نيويورك وهونغ كونغ ولندن وسنغافورة، على منظومات عمل قوية للشركات الناشئة في العديد من القطاعات، سواء أكان في قطاع الأمن الحاسوبي أو البرمجيات أو التجارة الإلكترونية.

فيما تبرز أهمية هذه البرامج ومدى الحاجة إليها، لتمكين الشركات من استكشاف صيغ وأشكال أخرى من الابتكار، لا تتضمن الاستحواذ على حصص معينة، أو على أي شكل من أشكال رأس المال الاستثماري. كما أن بعض الشركات تعمل على استكشاف البرامج التي تأتي في مراحل لاحقة، وتشكل عاملاً جاذباً للشركات الناشئة الحاصلة على تمويل أولي، لعقد شراكات تجارية أو ابتكار مشترك لمنتج ما، تمهيداً لإدخاله السوق.

وبغض النظر عن شكل البرنامج وصيغته، فإنه كي يكون ناجحاً ومبتكراً، تحتاج الشركات إلى العمل ضمن محددين:
أولاً: القدرة على الالتزام لفترة زمنية طويلة، فخطر الانهيار مبكراً يهدد المضي قدماً في المشروع؛ لأن المديرين والمستثمرين يريدون الاطلاع على النتائج المالية الفصلية. وقد يكون الإطار الزمني لـ5 سنوات منطقياً لمعظم الشركات، لكن يبقى عنصر الالتزام هو العامل الأكثر أهمية من المساحة الزمنية المخصصة لإتمام المشروع.
ثانياً: على الشركات تحديد هدف استراتيجي واضح المعالم؛ إذ من دون وضوح الغاية والهدف، تظل البرامج عرضة للفشل، والانجراف في العديد من الاتجاهات دون إحراز تقدم يذكر. وقد لا تكون المؤشرات والمقاييس المالية كافية لقياس نجاح الابتكار، بينما يبقى وضوح الهدف والالتزام بالإطار الزمني، ضروريان لضمان استمرار الأعمال على مسار هادف وتقدمي.