باسكال صوما
يشارك قطاع السوبرماركت في لبنان بـ5 في المئة من الناتج المحلي، إذ يبلغ حجم القطاع حوالي المليارين ونصف المليار دولار. إلاّ أنّ الواقع الأليم الذي يعيشه القطاع بالتوازي مع القطاعات الاقتصادية الاخرى، هو تراجع الاستثمارات في هذا القطاع بشكلٍ كبير خلال الثلاث سنوات الماضية، مع العلم انّ القطاع شهد حركة استثمارات كبيرة وفتحت فروع كثيرة لشركات متعددة بين العامين 1998 والـ2011.
ويعود هذا التراجع بطبيعة الحال إلى الوضع الاقتصادي الصعب في السنوات الأخيرة الذي يرمي بأثقاله على كل القطاعات الاقتصادية ويدفع النمو فيها الى مزيدٍ من التراجع والتقلّص.
أبرز اللاعبين
لعلّ أبرز العاملين في قطاع السوبرماركت اليوم سبينس، مونوبري، شاركوتييه عون، تي اس سي، وتعاونيات لبنان وغيرها. اللافت للانتباه وفق نقيب أصحاب السوبرماركت نبيل فهد أن «السوبرماركات المنتسبة الى النقابة والتي تتخطّى مساحتها الـ1000 مترٍ مربّع لا يزيد عددها عن الـ60 نقطة بيع بما فيها الفروع، علماً أنّ بعض السوبرماركت العائدة الى شركات كبيرة لديها فروع مساحتها أقل من 1000 متر مربّع».
ولعلّ أبرز ما يعاني منه هذا القطاع في هذا الوقت هو ما تعاني منه كل القطاعات الاقتصادية، ألا وهو تراجع الحركة خلال السنوات الأخيرة. ويوضح فهد أن «الأسعار العالمية تتراجع اليوم كما تأثرت بتراجع سعر اليورو في الفترة الاخيرة (لا سيما سعر الزيوت والحبوب والحليب)، مقابل عدم تراجع الاكلاف التشغيلية للقطاع من كلفة التوضيب والضرائب والطاقة ورواتب الموظّفين». كما يشير إلى أنّ «ثقافة الاستهلاك المنتشرة في عقول جزء كبير من اللبنانيين تعتمد على المحلات التجارية الصغيرة او ما يسمى الميني ماركت او الدكاكين في الاحياء، ما يضع السوبرماركت في منافسة شديدة وصعبة».
بيع وشراء
سُرّبت في الفترة الأخيرة معلومات تفيد بأنّ شركة تي إس سي تنوي شراء شركة سبينيس عبر عملية دمج للشركتين، إلاّ أنّ مدير المشتريات في شركة تي اس سي فراس حمدان يؤكّد لـ «السفير» أنّ «هذه الصفقة لم تتمّ، لأن إدارة تي اس سي الموجودة في الكويت لم توافق على عملية الدمج ولا على عملية الشراء في الوقت الحالي، لذلك توقف الحديث عن هذه الصفقة».
ويوضح حمدان أن «شركة تي اس سي التي انطلقت في الثمانينيات تملك 65 فرعاً في أكثر من دولة هي: الكويت، عُمان، البحرين، الأردن، لبنان حيث 9 فروع للشركة. ومن الممكن أن تفتتح فروعاً جديدة ابتداءً من العام 2017، تبعاً للظروف والأوضاع».
أما شركة سبينس فقد بدأت العمل في العام 1948 في اسواق بيروت القديمة، وعايشت الحرب اللبنانية والظروف الصعبة، وهي الآن تملك 9 فروع في أكثر من منطقة في لبنان.
كذلك شاركوتيه عون الذي يعتبر من أبرز شركات السوبرماركت في لبنان، تعود فكرتها الى العام 1953، حين فتح أنطون عون محل للبقالة ثمّ توسّعت الاعمال سنة بعد سنة، حتى أصبح في العام 2013 متواجداً في أكثر من منطقة عبر 16 فرعاً.
تعاونيات لبنان والتي تعدّ واحدة من أوائل السوبرماركت في لبنان، بحيث تأسست في العام 1977، وكانت الاسواق الشعبية في صبرا والاشرفية، تحوّلت بعدها الى تعاونيات بيروت، ثمّ تعاونيات بيروت والمناطق، لتصير اليوم تعاونيات لبنان. وهي الآن تملك 36 فرعاً في اكثر من منطقة وتشغّل حوالي 1000 عامل في صالات العرض على الرغم من الصعوبات والمشكلات التي تعاني منها لناحية الديون العالية. اليوم تستلم شركة لبنانية إدارتها وهي الشركة المتحدة للأسواق المركزية بادارة وليد شحادة وتعمل لحل هذه المشكلات.
هذا مع العلم أن الانطلاقة الحقيقية لقطاع السوبر ماركت في لبنان بدأت في الستينيات واستمرّ القطاع في الازدهار أيام الحرب في مناطق معيّنة لا سيما كسروان والمتن. وابتداءً من العام 1998 كانت النقلة النوعية في القطاع عبر دخول مؤسسات كبيرة ومستثمرين من الخارج. إلاّ أنّ معظم نشاط السوبرماركت في لبنان يتمركز في بيروت، وذلك بحسب فهد يعود «لكون 65 في المئة من الصرف الاستهلاكي يجري في بيروت وجبل لبنان، فيما جزء كبير من المناطق الأخرى يعتمد على نمط التسوّق القديم من محلات صغيرة بين الأحياء وفي القرى».
هامش الربح للسوبرماركت، لا يتخطّى الـ2 أو 3 في المئة في الحالات القصوى وذلك تبعاً لحجم الشركة وعدد فروعها وإمكانية تقسيم الاكلاف التشغيلية على الفروع وبالتالي رفع هامش الربح، وإمكانية الحصول على حسومات لدى شراء البضائع، إذا كانت الكمية كبيرة. ووفق النقابة يتم تشغيل حوالي 5000 عامل في الـ60 فرعاً البالغة مساحة كل منها اكثر من 1000 متر. هذا باستثناء المحلات الصغيرة والمتوسطة وفروعها وعدد العمال الذين تشغلهم.