اهتمت الاوساط السياسية والديبلوماسية إلى حد كبير بإعلان السفير البريطاني هيوغو شورتر ان المملكة المتحدة ستتولى دعم الجيش اللبناني من خلال انشاء الفرقة البرية الرابعة للحدود من أجل حماية 100 كيلومتر من الحدود مع سوريا. ثمة تساؤلات عن طبيعة هذا الدعم الذي يختتم برنامج “تدريب وتجهيز” لتعزيز افواج الحدود البريّة بقيمة 50 مليون دولار، في حين يخوض لبنان معركة شرسة ضد الارهاب.
ليس خافيا ان هذا الدعم يلي مجموعة برامج عسكرية تنفذها اكثر من دولة غربية وعربية، بينها بريطانيا، بالتعاون مع القوى المسلحة اللبنانية. كما انه يأتي بعيد تجديد رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون دعم بريطانيا للبنان خلال زيارته لبيروت في ايلول الماضي.
السفير شورتر أوضح في حديث لصحيفة “النهار”، ان بلاده ستتولى تزويد الفرقة البرية الرابعة للحدود “وسائل تواصل وكاميرات ومنصة رقابة متنقلة وابراج مراقبة، اضافة الى سيارات “لاند روفر” تهدف الى تأمين الامن في مواقع القوى المسلحة اللبنانية على امتداد الحدود، ولكن “يعود الى القوى المسلحة اللبنانية اتخاذ القرار حيال الانتشار العملي للفرقة المنوي انشاؤها”.
ومعلوم ان الفرق البرية للحدود التابعة للقوى المسلحة اللبنانية تعمل منذ 2003، وتغطي كل الحدود باستثناء مسافة 100 كيلومتر تمتد على الحدود الشرقية و”الخط الازرق” جنوبا. ومن المهمات المنوطة بهذه الفرق، ردع الاعتداءات، اضافة الى نيل ثقة المجموعات المحلية، خصوصا ان هذه الفرق تصد اعتداءات يومية من “داعش”، فضلا عن اعمال التهريب.
وعن تداعيات النزاع السوري على لبنان في ضوء الانتقال غير الشرعي للاسلحة والمقاتلين، ذكر شورتر ان هذه التحركات “تتركز على المناطق المحاذية للحدود الشرقية” مستشهدا بما نصت عليه “استراتيجيا الدفاع البريطانية” والمراجعة الأمنية” حول اهمية تعزيز الامن في لبنان”.
ويعكس كلام السفير البريطاني الوعود المتكررة التي اطلقها مسؤولون بريطانيون بينهم كاميرون عن التزام بلادهم “من أجل لبنان قوي ومزدهر وآمن”، اضافة الى تجديد وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، بعيد تفجيرات برج البراجنة، وقوف المملكة المتحدة الى جانب لبنان في حربه ضد الارهاب. وعن زيارته لبلدة شدرا في عكار، قال شورتر إن جولته في تلك المنطقة شملت “اول مركز رقابة على الحدود بنته المملكة المتحدة بموجب البرنامج البريطاني للتدريب والتجهيز”.