Site icon IMLebanon

مشتريات خليجية تنقذ صادرات الساعات السويسرية من شهر «أسود»

ماجد الجميل

سجلت صادرات الساعات السويسرية هبوطاً في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بنسبة 5.6 في المائة، من ناحية القيمة الاسمية خلال سنة واحدة، لتصل قيمة الصادرات إلى 1.95 مليار فرنك أي ما يعادل (2.05 مليار دولار)، وهي المرة الأولى التي تنخفض فيها قيمة الصادرات الشهرية للساعات السويسرية منذ خمس سنوات.

أما الانخفاض بالقيمة الحقيقية فقد ارتفع إلى 8.3 في المائة، بيد أن خمس دول خليجية إلى جانب عشر أخرى أسهمت قليلاً في تخفيف عتمة هذا الشهر الأسود لثالث أهم السلع التصديرية لسويسرا.

وشهدت قطر، والبحرين والسعودية والإمارات، والكويت، على التوالي، زيادة في النسبة المئوية من صادرات الساعات السويسرية، وكانت زيادة السعودية خامس أعلى زيادة في العالم، وثالث أعلى زيادة بين دول الخليج، لكن من ناحية قيمة الصادرات، جاء ترتيب دول الخليج كالتالي: الإمارات، السعودية، البحرين، قطر، الكويت.

وباعت سويسرا خلال تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي ما مجموعه 1.95 مليار فرنك، مقارنة بـ 2.07 مليار فرنك (2.2 مليار دولار) في الشهر المثيل من العام الماضي 2014، و2.16 مليار فرنك في الشهر ذاته من عام 2013 لتصل نسبة هبوط صادرات الساعات إلى 5.6 و9.4 في المائة مقارنة بصادرات تشرين الثاني (نوفمبر) في العامين الماضيين على التوالي. ومنذ بداية السنة، بلغت مبيعات صناعة الساعات في الخارج 19.77 مليار فرنك، وهو رقم يتوافق مع انخفاض في القيمة الاسمية بنسبة 3.3 في المائة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي (بتراجع 681 مليون فرنك)، أو 4.3 في المائة بالقيمة الحقيقية. وحسب أرقام حصلتها “الاقتصادية” من اتحاد صناعة الساعات السويسرية، فقد انخفضت صادرات الساعات إلى كل من: هونج كونج، التي تمثل أعلى وجهة لصادرات الساعات السويسرية في العالم بنسبة 27.9 في المائة، والولايات المتحدة (المستورد الثاني) بنسبة 5.3 في المائة، وألمانيا (المستورد السادس) 4.2 في المائة بعد سبعة أشهر متواصلة من النمو، وسنغافورة (المستورد الثامن) 5.4 في المائة، وفرنسا (المستورد التاسع) 6.1 في المائة. وذلك علاوة على كوريا الجنوبية (المستورد رقم 11) 12.7 في المائة، وإسبانيا (المستورد الـ13) 5 في المائة، والمكسيك (المستورد الـ17) 13.3 في المائة، وروسيا (المستورد الـ18) 20.6 في المائة، وهي ثاني أعلى نسبة هبوط، وهولندا (المستورد الـ19) 13.8 في المائة، وكندا (المستورد الـ23) 5.7 في المائة، وبلجيكا (المستورد الـ24) 2.4 في المائة، والبرتغال (المستورد الـ25) 15.7 في المائة، وتركيا (المستورد الـ29) 9.7 في المائة، وماليزيا (المستورد الـ30) 43.3 في المائة، وهي أعلى نسبة انخفاض بين دول العالم. واستوردت هونج كونج ساعات بقيمة 247.8 مليون فرنك (260 مليون دولار) مقابل 343 مليون فرنك في 2014، و397 مليون فرنك في 2013 واستوردت الولايات المتحدة بقيمة 237.7 مليون فرنك مقابل 250.9 في عام 2014.

لكن هذا الأداء الضعيف يتناقض مع حيوية السوق الخليجية والصينية، حيث ارتفعت الصادرات إلى خمس دول خليجية بمعدل 16.7 في المائة، وبنسبة 17.1 في المائة إلى الصين وهي المستورد السابع في العالم (من دون هونج كونج).

وبلغت قيمة صادرات الساعات إلى الإمارات (المستورد العاشر في العالم) 77.5 مليون فرنك ( 81.5 مليون دولار) أعلى بنسبة 5.5 في المائة عن عام 2014 وإلى السعودية (المستورد الـ14 في العالم) بقيمة 39.8 مليون فرنك (41.8 مليون دولار) مقارنة بـ 34.5 مليون فرنك في عام 2014، و32.4 مليون فرنك في 2013، بزيادة قدرها 15.4 في المائة، و23.1 في المائة عن عامي 2014 و2013، على التوالي.

وصدرت سويسرا إلى البحرين (المستورد الـ21) ما قيمته 19.8 مليون فرنك بزيادة قدرها 21.1 في المائة عن عام 2014 وإلى قطر (المستورد الـ22) بقيمة 15.5 مليون فرنك بزيادة قدرها 36.5 في المائة، وإلى الكويت (المستورد الـ26) بقيمة 11.2 في المائة بزيادة قدرها 5.6 في المائة، وإلى لبنان (المستورد الـ28) بقيمة 9.1 مليون فرنك، أعلى بنسبة 42.8 في المائة عن 2014.

وجاءت إيطاليا في المركز الثالث بين أكبر مستوردي الساعات بعد أن بلغت قيمة استيرادها 128.1 مليون فرنك، وبريطانيا في المركز الرابع (121.1 مليون فرنك)، ثم اليابان في المركز الخامس (118.7 مليون فرنك). لكن في حالة جمع قيمة صادرات الساعات السويسرية إلى دول الخليج الخمس معاً، تصل قيمة السوق الخليجية إلى 164.4 مليون فرنك (166.3 مليون دولار)، لتحتل بذلك السوق الخليجية المرتبة الثالثة في العالم، بعد هونج كونج والولايات المتحدة، أو أكثر بثلاث مرات مما تستورده كوريا الجنوبية، وأربع مرات تقريباً ما تستورده إسبانيا (41.6 مليون فرنك) أو أكثر بنحو 19 مرة ما تستورده تركيا (8.6 مليون فرنك).

وفسر لـ “الاقتصادية” اتحاد صناعة الساعات، هذا الاتجاه السلبي في ضعف نمو الاقتصاد العالمي عموماً، وقال إنه رغم توفير قاعدة أكثر مواتاة لصناعة الساعات، وتأمين يوم مفتوح إضافي للبيع، فإن الهبوط يوضح السياق الصعب الذي ينمو فيه القطاع. وسجلت صادرات الساعات المصنوعة من المعادن الثمينة نسبة انخفاض أعلى من المعدل المتوسط سواء من ناحية القيمة أو عدد الوحدات. كما انخفضت بحدة جميع الساعات التي يقع سعرها بين 200 و500 فرنك (سعر التصدير) وتلك التي يتجاوز سعرها أكثر من 3000 فرنك.