على رغم اتفاق الجميع على مرحلة التقييم والتدقيق، الا ان النتائج دائما قد لا تعجب البعض القليل. واذ حققت شركة ipsos علامة أعلى من علامة GFK بحصولها على 9/7,6 ( مع مجموع 405 /342) في مقابل 9/7.2 للشركة الالمانية (مع مجموع 405/326)، فان الاكيد ان الفائز الاكبر من خلال إجراء هذا التقييم والتدقيق هو قطاع الاعلانات في لبنان، وفق ما اكد لـ”النهار” رئيس نقابة الاعلان جورج جبور الذي قال ان “جميع المسؤولين عن القنوات التلفزيونية اتفقوا قبل إجراء التدقيق، التزام نتائجه التي صدرت عن شركتين عالميتين مستقلتين”.
وكانت ازمة اندلعت في منتصف تشرين الاول 2014، بين قنوات تلفزيونية لبنانية وشركة “ايبسوس ستات” افضت الى اعلان المحطات المنسحبة من Ipsos الانضمام الى شركة المانية جديدة تم تأسيسها في نهاية 2013 وبدأت العمل في نهاية 2014، تحمل اسم GFK للإحصاء. يومها، وقعت كل المحطات اللبنانية عقود تجريب مع الشركة الألمانية الجديدة، بما فيها الـ LBCI التي سرعان ما إنسحبت منها.
يومها، اعتبر غياب المدقق العالمي عن نتائج الدراسات الإحصائية وعدم الاتفاق على استجلابه، بمثابة الشرارة الحاسمة لاندلاع الازمة. تدخلت نقابة الاعلان، فعقدت إجتماعات موسعة ضمّت المسؤولين عن القنوات التلفزيونية اللبنانية وشركتي الاحصاءات الرئيسية والمعتمدة من هذه القنوات (ipsos وGFK)، وممثلين عن شركات الاعلانات. وانتهى الاجتماع بالاتفاق على تكليف شركتين عالميتين للتدقيق، وإجراءات الدراسات المفصلة عن شفافية ودقة وكيفية إتمام الدراسات الاحصائية من قبل ipsos و GFK. واللافت يومها، حصول التوافق التام حيال الطلب من شركتي التدقيق (باستثناء قناة الجديد)، ووضع دراسة شاملة وإعطاء إسم شركة واحدة من شركتي الاحصاء، إستناداً الى التقييم والعلامات، ليتم بعدها إعتمادها كمرجع أساسي للإحصاءات التلفزيونية للقنوات اللبنانية. وبطلب من نقابة الاعلان، وافقت شركتا CESP و RRA العالميتين على إجراء عملية التدقيق الخاصة حيال عمل شركتي ipsos و GFK. إنطلق عمل الشركتين العالميتين في لبنان بتاريخ 27/04/2015، فعقدتا سلسلة إجتماعات مع القيّمين على القنوات التلفزيونية وشركتي الاحصاء في بيروت، إستمعتا خلالها الى شروح وتابعتا عن كثب كيفية عملها لأيام طويلة. كذلك حصلت هاتان الشركتان على العديد من المستندات الخاصة بـ ipsos و GFK، وقامتا بالاطلاع على كيفية عمل جهاز قياس نسبة المشاهدة people meter في كلتا الشركتين، الفرنسية والالمانية. وإستمر عمل شركتي التدقيق حتى انجزتا التقرير النهائي وارسلتا نسخا عنه الى كل من ipsos و GFK بتاريخ 14/12/2015. ولإنجاز تقريرهما، وضع في بادئ الامر، وبالتعاون بين شركتي التدقيق، شركتي الاحصاءات، القنوات التلفزيونية ونقابة الإعلان، 11 معياراً اساسياً و47 معياراً ثانوياً، وإعتبرت العلامة 9 هي العلامة القصوى لكل معيار. (9/9 تقييم جيد جدا، 5/9 تقييم وسط و1/9 تقييم ضعيف جدا).
وقد أعلنت نتائج هذا التدقيق العالمي أمس خلال مؤتمر صحافي عقده رئيس نقابة الاعلان جورج جبور في فندق “فينيسيا”، وشارك فيه ممثلان عن شركتي التدقيق العالميتين هما فاليري موريسون وروبير رود، اضافة الى المدير العام لـ (Ipsos Mena) ورئيسها التنفيذي إدوار مونان، وممثل شركة GFK في لبنان طارق عمار، بحضور عدد من رؤساء مجالس إدارات المحطات التلفزيونية، وجمع من العاملين في قطاع الاعلانات.
بعد عرض مفصل من شركتي التدقيق لمراحل عملهما والمعايير التي اعتمدت في وضع العلامات، أُعلن عن تحقيق شركة ipsos علامة أعلى من علامة GFK اذ حصلت على 9/7.6 (مع مجموع 405/342) في مقابل 9/7.2 للشركة الالمانية (مع مجموع 405/326). (يفصل الجدول المرفق كل المعايير التي إعتمدت لتحديد الفائز، والنقاط التي حصلت عليها كل شركة على حدة).
وفي هذا السياق، إعتبر جبور ان الفائز الاكبر من خلال إجراء هذا التقييم والتدقيق هو قطاع الاعلانات في لبنان. واشار لـ”النهار” الى ان “جميع المسؤولين عن القنوات التلفزيونية إتفقوا قبل إجراء التدقيق، التزام نتائجه التي صدرت عن شركتين عالميتين مستقلتين، بعد عمل إستمر نحو سنة ونصف السنة”. وكشف أنه تم رصد ميزانية بقيمة 250 الف دولار لإتمام عملية التدقيق، إيماناً بأهمية إجراء هذه الخطوة وتداعياتها الايجابية على القطاع. وتعليقا على اعتبار بعض المسؤولين في القنوات التلفزيونية ان الاعلان عن النتائج قبل الموعد الرسمي يخرق شفافية التقارير، اكد جبور ان “النتائج حصلت عليها الشركتان في 14/12/2015 بطلب من الادارة المركزية لكل من ipsos الفرنسية و GFK الالمانية، وهذا الامر لا يعتبر خرقاً لأي خصوصية وإنما يدخل ضمن أحقيّة الحصول على النتائج قبل الاعلان الرسمي، وفق الاتفاق الذي تمّ مع شركتي الاحصاء”. وفي سياق متصل، أشار الى ان القطاع لا يمكنه عدم التزام نتائج التدقيق.
بدورها، إعتبرت المديرة العامة لشركة Mind Share هنا خطيب، أنه “بغض النظر عن اسم الفائز بين شركتي التدقيق، من المهم التزام نتائج التدقيق”، مشيرة الى ان “سوق الاعلانات في لبنان صغيرة جداً ومن المهم والضروري الحصول على مصدر واحد للإحصاءات التلفزيونية ما يسهل عمل القطاع، ويرفع من نموه، ويساهم في تدعيمه”. ولفتت الى ان أركان القطاع كافة، أي المعلنين، شركات الاعلانات، والمحطات التلفزيونية، يجب عليهم التزام مصدر واحد للأرقام، مشددة على أهمية إجراء تدقيق مستمر وليس لمرة واحدة فقط، ومعتبرة ان “السجال الذي رافق الاعلان عن النتائج خلال المؤتمر الصحافي لا يندرج ضمن العمل المهني. فعملية التدقيق استمرت اشهراً، وقامت بها شركات عالمية لا يمكن إلا إحترام نتائج عملها، بغض النظر عن هذه النتائج”.
أما المدير العام لشركة Starcom Mediavest Group Levant ولسون عيسى، فإعتبر ان قطاع الاعلانات في لبنان يمتلك حاليا مستندا موقعا من شركتي تدقيق عالميتين يؤكد ان شركتي الاحصاءات في لبنان ipsos و GFK تستوفيان الشروط للإستناد الى احصاءاتهما مع أفضلية لشركة ipsos بحسب نتائج التقييم. وقال “بكل تجرّد، منذ سنة ونحن نعمل على إنجاح هذا التدقيق، وها قد صدرت النتائج وعلى الجميع الاحتكام اليها، علماً أن كل القنوات التلفزيونية وقعت الاتفاق منذ البداية بإستثناء قناة الجديد”.
بإختصار، يمكن إعتبار ipsos هي الشركة – المرجع التي يجب على القنوات التلفزيونية إعتمادها للإحصاءات، وهذه النتائج راقت حتماً لعدد من الحاضرين في المؤتمر، فيما شكك البعض الآخر بمدى شفافيتها ودقتها، ما يفتح الباب امام سجال جديد، في الوقت الذي إعتقد فيه الجميع أن نتائج التدقيق انهت الازمة ووضعت حداً لهذا الملف.