IMLebanon

الفاتيكان لا يمانع اختيار المسلمين رئيس لبنان!

vatican

تصف الدوائر الفاتيكانية المختصّة بالملف اللبناني مبادرة رئيس “تيّار المستقبل” سعد الحريري في شأن الرئاسة الأولى، من خلال طرحه اسم رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية، بأنها “المبادرة الجدية الأولى منذ سنة و7 أشهر، وهي الوحيدة التي تحظى بتفاهم بين مكوّنات لبنانية أساسيّة وبشبه إجماع كامل إقليميا ودوليا، ما يمنحها حظوظا للنجاح ولإعادة ضخّ الحياة في المؤسسات الدّستورية اللبنانية”.

ولعلّ إعادة تسيير المؤسسات الدستورية هي الأولوية القصوى لدى الفاتيكان اليوم، إذ يرى المسؤولون فيه أنّ “الدولة هي الضامنة لاستقرار لبنان ولاستمراريته ولسعادة شعبه برمّته، بمن فيه المسيحيون”، بحسب تعبير أوساط فاتيكانيّة واسعة الاطلاع.

يرفض الفاتيكان بحسب صحيفة “السفير” الخوض في اسم الرئيس العتيد أو تحديد مواصفات معينة له، ومن المعروف أن مواصفات مثل “الرئيس القوي” لا تعنيه، فالمهمّ هو وصول أي مرشح ماروني، وبطبيعة الحال على الرئيس الماروني أن يكون متميّزاً بالقيم المسيحية، وليس للفاتيكان أن يضع أيّة مواصفات أخرى سوى ذلك.

برأي الفاتيكان، أن مبادرة الحريري هي الأولى من نوعها التي يمكن البناء عليها لأنّها حرّكت الملف الرئاسي الراكد منذ أشهر طويلة، وتنفي الأوساط أن تكون قد تمّت استشارة الفاتيكان باسم فرنجية أو بسواه.

بعيدا من أية مواصفات سياسيّة أو حزبية، يهمّ الفاتيكان أن يلتئم البرلمان اللبناني بأسرع وقت ممكن لينتخب الرئيس العتيد، فيحصل المرشح على أكثرية الأصوات ويتبوّأ المركز الأول منهياً الشغور المزعج للفاتيكان كثيرا، علما أنّ المسؤولين الفاتيكانيين يرفضون قطعا التدخّل بانتقاء الأسماء العتيدة “لأنّ هذا الأمر منوط باللبنانيين”.

ولعلّ مبادرة الحريري هي الأولى منذ سنة و7 أشهر التي نالت نوعا من التفاهم والإجماع الداخلي والإقليمي والدّولي حول الشخصية المقترحة، “هي الأفضل لغاية اليوم”، بنظر المراقبين الفاتيكانيين، سواء وصلت الى الخواتيم السعيدة أم لا، لكنّ الأوساط العليمة بالمناخ الفاتيكاني تنقل رسالة مفادها أنّ من يعرقلون هذه المبادرة يجب عليهم إيجاد مبادرة أخرى أفضل منها.

يأمل الفاتيكان أن تسير الأمور قدماً، وتتحدث أوساطه عن “تقدّم ملموس” في الملف الرئاسي اللبناني. وينقل عن السفير البابوي في لبنان غابريال كاتشا قوله إنّ “أجواء الميلاد باتت حاضرة، ونحن ننتظر ميلاد المخلّص، وربّما بعد مجيئه سنشهد ولادة رئيس للجمهورية اللبنانية”.

اللافت أنّ الفاتيكان لا يرى، في مقاربته للاستحقاق الرئاسي اللبناني، أية غضاضة في أن يأتي ترشيح الرئيس المسيحي من قبل الرئيس سعد الحريري أو من النائب وليد جنبلاط، مع إشارته إلى أن ترشيح العماد ميشال عون أتى أيضا من الأمين العام لـ “حزب الله” السيّد حسن نصر الله حتى لو تحصّن بغالبية نيابيّة في البرلمان اللبناني.

برأي الفاتيكان، أنه بعد مرور سنة و7 أشهر من الشغور الرئاسي، عجز فيها المسيحون عن “فبركة” اسم واحد صالح للرئاسة، فإنه “بات طبيعيا أن يأخذ الآخرون المبادرة، لأن رئيس الجمهورية اللبنانية ليس رئيسا للمسيحيين فحسب، بل هو رئيس البلاد برمّتها، المؤلفة من مسلمين ومسيحيين”.

ولا تتردد الدوائر المختصة في الفاتيكان في طرح السؤال للمعترضين على ترشيح الحريري لفرنجية حول اتفاق عون ـ الحريري السابق والذي لم ير النور، “وقد كان مقبولا من جزء من المسيحيين المعترضين اليوم”، وتتساءل: “لم الاعتراض اليوم على مبادرة الحريري ـ فرنجية؟ وما هو الفارق بينها وبين مبادرة الحريري ـ عون؟”.

وتعيد الدوائر الفاتيكانية التذكير بأن الأولوية القصوى هي لانتخاب رئيس للجمهورية، وهي ستكون “بشرى سعيدة” ستشجع قداسة البابا فرنسيس على القدوم الى لبنان حيث سيستقبله رئيس الجمهورية الجديد، وتتمنى الدوائر ألا يطول الانتخاب الى ما بعد عيدي الميلاد ورأس السنة لأنه عندها سيقف الاستحقاق أمام سنة جديدة وكاملة!