IMLebanon

طرابلس ترتدي الحلة الميلادية.. وحركة أسواقها خجولة

tripolichristmas
لم تشفع الزينة الميلادية وأشجارها التي عمّت مختلف الشوارع الرئيسية في طرابلس، بتحريك العجلة التجارية، كما كان يشتهي تجار المدينة في موسم عيد الميلاد المجيد، حيث لا يزال الإقبال على شراء حاجيات العيد خجولاً جداً، في وقت تقدّم فيه المحلات التجارية حسومات كبيرة على مختلف البضائع تصل الى أكثر من 70 في المئة.
الجمود التجاري والوضع المعيشي
لا يمكن فصل الجمود التجاري الذي تشهده طرابلس عن الوضع الاجتماعي والمعيشي الضاغط على عائلات المدينة بمختلف طوائفها ومذاهبها، فبعد الاستقرار الأمني الكامل الذي تشهده المدينة منذ فترة، لم تقم الحكومة التي وعدت بأن تقترن الخطة الأمنية بخطة تنموية، بالاستفادة من هذا الوضع، في إقامة المشاريع الإنتاجية أو المشاريع الإنمائية، التي تعيد طرابلس حاضنة شمالية وعاصمة ثانية للبنان، بل أمعنت في تهميشها. وجاء النزوح السوري ليزيد الطين بلة، ما أدى الى ارتفاع معدلات الفقر، والبطالة التي بلغت حدود الـ40 في المئة في صفوف الشباب الذين لجأوا إلى البحر بحثاً عن عمل في البلدان الأوروبية ومن أجل حياة كريمة وهانئة.
يدرك تجار طرابلس أن الحركة التجارية لا يمكن أن تنشط إلا بما يُسمّى «الرِجل الغريبة» التي كانت تأتي من الأقضية الشمالية أو المناطق اللبنانية الأخرى، خصوصاً أن طرابلس معروفة بأنها «أم الفقير» وبأنها تقدم أجود انواع البضائع بأرخص الأسعار.
التوترات المزمنة
لم يعد خافياً على أحد أن التوترات التي عاشتها طرابلس على مدار السنوات الماضية دفعت الكثير من أبناء الشمال الى الانقطاع عنها، وجعلت الأقضية تعتمد على نفسها من خلال إيجاد أسواق بديلة، الأمر الذين يمعن عاماً بعد عام في تراجع الحركة التجارية، التي يشير تجار المدينة الى أنها بلغت 50 في المئة عن العام الماضي، مؤكدين أن الأمور إذا ما استمرت على ما هي عليه، فإن أكثرية المؤسسات والمحال لن تستطيع أن تقاوم، وقد تتعرض للإفلاس، قريباً جداً.
حلة ميلادية والأسواق تنتظر
لذلك يناشد تجار طرابلس الدولة الالتفات الى المدينة وإلى مشاريعها، وإلى تحسين مستواها الاجتماعي، مشدّدين على ضرورة عودة أبناء الأقضية الشمالية الى الأسواق التي تنتظرهم بفارغ صبر، لكونهم يشكلون المدماك الأساسي للاقتصاد الطرابلسي.
ويلفت التجار الانتباه الى أن طرابلس لبست حلة ميلادية من الطراز الفني الرائع، وهي من المفترض أن تشكل عامل جذب لكل المواطنين اللبنانيين، وهذا من شأنه أن يساهم في دفع الحركة التجارية، آملين أن تشهد نهاية الأسبوع الحالي ومطلع الأسبوع المقبل تحسناً ملحوظاً في النشاط التجاري، حيث من المفترض أن تكون زينة الميلاد قد اكتملت.
التجار يأملون في التحسن
وتقول منى المصري (صاحبة محال للألبسة) إن الحركة التجارية تتراجع عاماً بعد عام، ونحن نعتمد في عملنا بشكل أساسي على الأقضية الشمالية، وفي عيدَي الفطر والأضحى نستقبل أبناء الضنية والمنية وعكار، وننتظر في الميلاد استقبال أبناء الكورة وزغـــــرتا والبتـــرون وبشري، لكن حتى الآن لم ترتق الحـركة التجارية الى المستوى الذي نتمناه أو نتطلّع إليه، ونأمل أن تتحسّن في الأيام المقبلة.
ويقول أحمد السيد (تاجر ألبسة) إن الوضع بات لا يُطاق، ولا نستطيع الاستمرار على هذا المنوال، لافتاً الانتباه الى أن أبناء طرابلس الميسورين يشترون من خارج المدينة، في الوقت الذي ننتظر فيه أن يكون موسم عيد الميلاد المجيد جامعاً في عاصمة الشمال، وأن يعطي فرصة للتجار لتصريف بضاعتهم المكدسة، مؤكداً أن التنزيلات بلغت حدود اللامعقول بهدف تشكيل عامل جذب للزبائن، وما زلنا ننتظر، آملين أن يتحسّن الوضع قريباً.
ويدعو سامر الشامي (تاجر) أبناء الشمال ولبنان الى زيارة طرابلس التي تنعم بالأمن اليوم أكثر من أي منطقة لبنانية، وترتدي حلة الميلاد أجمل من أي منطقة في لبنان، وذلك للاستفادة من التنزيلات التي تقدّمها المحال التجارية، مشدداً على ضرورة أن يسعى كل مسؤولي المدينة الى إعادتها سوقاً لكل لبنان.