تحقيق كلودين وهبة
ما هي حقيقة اكتشاف دواء لعلاج مرض السرطان؟ وهل هو متوفر في لبنان؟ وهل الشفاء من هذا المرض اصبح حقيقة واقعة في لبنان؟ اسئلة عديدة بدأ يطرحها المواطن، بعد سماع خبر عبر وسائل الاعلام، عن اكتشاف دواء شاف لمرض السرطان، هذا المرض الخطير، الذي تعددت صفاته حتى يلقب بالمرض الخبيث، الفتاك، العضال أو المرض الذي يخاف الناس حتى من ذكر اسمه، فيقال عنه بالعامية اللبنانية (هيداك المرض)، والذي عند ذكره، ينتشر الهلع وترتجف القلوب ذعرا، خصوصا وأنه مع كل التطور العلمي والتقني الذي توصل اليه العلماء، لا يزال العلم يقف عاجزا عن التغلب عليه بإيجاد العلاجات الشافية منه، مع أن الآمال تكبر يوما بعد يوم، عل مراكز الابحاث والعلوم الطبية تتوصل الى ذلك في الدول المتطورة.
وفي الخبر أن مستشفى المشرق – سن الفيل، يستطيع توفير هذا الدواء لعلاج مرض السرطان، فبدأت الطلبات تنهال وبالآلاف من لبنان ودول المنطقة على هذا المستشفى من اجل الحصول على العلاج.
وللاستفسار عن كل ما قيل ويقال في هذا الموضوع، توجهنا للقاء المسؤولين في مستشفى المشرق لاستيضاح الأمر والتعرف على حقيقة الدواء المكتشف الذي يشكل أملا كبيرا بالشفاء لمرضى السرطان.
وكان للوكالة الوطنية هذا اللقاء مع رئيس المستشفى البروفسور انطوان المعلوف، حيث اوضح لنا عن حقيقة هذا الدواء المكتشف حديثا وامكانية الحصول عليه وفاعليته العلاجية، فقال: “هذا الدواء هو دواء خاص لعلاج سرطان المبيض، ونسبة الشفاء بواسطته تتفاوت بين حالة وأخرى، وقد أظهرت التجارب المخبرية والعملية فاعليته بنسبة تفوق 90% حتى ولو كان المرض في حالة متقدمة، ونجاح العلاج يكون اكثر تأكيدا اذا كان سبب المرض جينيا”.
كيفية الحصول على هذا الدواء
ولفت المعلوف الى أن “العلاج جديد وعادة يبدأ تسويقه والاستفادة منه في الدول المصنعة له أي اوروبا واميركا قبل ان يسمحوا بوصوله الى بلادنا بعد سنوات عدة، ولكن ما قامت به “المشرق” من انجاز يتلخص بالتوأمة التي حصلت بين المشرق ومركز جامعة مونبيلييه، التي تعتبر المركز العلمي والطبي الأعرق والأهم في أوروبا حيث تضم أهم مراكز الابحاث، والتي تتوصل كل اسبوع تقريبا الى اكتشاف جديد.
ومع التوأمة مع مونبيلييه حاولنا في البداية الحصول على هذا العلاج، ولكن لم يستجب لطلبنا، وبعد محاولات عديدة عبر علاقاتنا وبعد وساطة لمركز الامراض السرطانية في مونبيلييه مع الجهة المصنعة، تمت تلبية طلبنا في آخر الأمر، وسمح لنا بالحصول على هذا الدواء بشكل خاص وخاص جدا، على امل أن يتم ترخيصه من وزارة الصحة اللبنانية، وبدل ان يكون “المشرق” في المراتب الاخيرة للحصول على هذه المكتشفات السريعة، استطعنا وبواسطة خطة التعاون السريعة من الحصول على الدواء كأي مستشفى في اميركا او اوروبا”.
ماهية الدواء
والمكتشف الجديد هو عبارة عن دواء مصنع لعلاج سرطان المبيض، وبعد الابحاث الاخيرة وجدت له تأثيرات ايجابية ومتقدمة على صعيد علاج سرطان البروستات والروايا والبنكرياس. وطبعا إن الابحاث مستمرة وتحقق نجاحات كبيرة وباهرة على هذا الصعيد في مونبيلييه.
حيث ان الابحاث تعمل على خطين: اولا على ايجاد ادوية تقوي جهاز المناعة مما يغني عن استخدام الادوية الكيماوية. وثانيا في التطور على صعيد اكتشاف ادوية كيماوية شافية.
كيف تتم آلية العلاج في المركز
واوضح المعلوف انه “اعتبارا من العام الجديد يرسل ملف المريض بشكل مفصل الى مركز مونبيلييه، حيث تجتمع لجنة تضم 18 طبيبا من مختلف الاختصاصات تسمى (RCP) لدراسة الملف. وبعد ذلك تحال الدراسة مباشرة الى لجنة عضوية متخصصة بكل عضو من اعضاء جسم الانسان، التي بدورها تدرس الحالة بشكل مفصل ودقيق، لتحيل الملف بعد ذلك الى مندوب المشرق في منونبيلييه الذي يرسل النتيجة برسالة مع تعليمات لكيفية العلاج وبالسرعة اللازمة.
وفي المرحلة الثانية حيث تقدم كل الفحوصات الجينية المتخصصة والتي تكون شاملة، عندها يعطى الجواب على الحالة بشكل علمي ومن قبل لجنة طبية متخصصة مفصلا النتائج وأسبابها مع المشورة الطبية اللازمة.
ويكون التواصل بين الاطباء في حالات العمليات والعلاج عبر الشاشة المتلفزة والبث المباشر ما بين المشرق ومونبيلييه، “تليميدسين” (TELEMEDICINE)”.
اضاف :”اننا في تواصل دائم واجتماعات مستمرة لتطبيق الآليات الافضل من اجل تقديم هذا العلاج للمرضى ولتكون في متناول الجميع دون اي تمييز، ولتبقى رسالة الطب من اقدس الرسالات الانسانية، رسالة مقدسة بعيدا عن الاستغلال المادي، وليبقى لبنان مستشفى الشرق الاوسط بامتياز، من خلال تفوقه وتقدمه على صعيد الخدمات الطبية المتطورة”.