Site icon IMLebanon

الراعي: لمقاربة جديّة للمبادرة الرئاسية

al-raii

 

 

 

جدد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي المطالبة بانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن باعتباره مسؤولية وطنية جامعة لا تنحصر بالمسيحيين عامة والموارنة خاصة، داعيا الكتل السياسية لمقاربة جديّة للمبادرة الرئاسية الجديدة والإجتماع حولها.

الراعي، وفي رسالة الميلاد من بكركي، قال:”المبادرة الجديدة المختصة بانتخاب الرئيس تتصف بالجدية كما هو ظاهر في عامل الثقة والأمل الذي أحدثته على المستوى النقدي والمصرفي، وفي الدفع الجديد للتفاهم بين فريقي 14 و8 أذار”، لافتا الى ضرورة ان تلتقي الكتل السياسية والنيابية حول هذه المبادرة، من أجل كشف الأوراق بموضوعية وشجاعة، واتخاذ القرار الداخلي الوطني، والذهاب إلى المجلس النيابي وإجراء عملية الانتخاب وفقا للدستور والممارسة الديموقراطية.

وسأل: “ما معنى وجوب “سلة أو تسوية متكاملة” مع انتخاب الرئيس؟ ومعلوم أن البرنامج الأساس لرئيس الجمهورية هو احترام الدستور، وضمانة عمل المؤسسات العامة، والحفاظ على وحدة الوطن وعلى استقلاله وسيادته وسلامة أراضيه، وحماية العيش المسترك، ورفض أي فرز للشعب أو التجزئة أو التقسيم أو التوطين بأي شكل أو نوع كان (مقدمة الدستور: ي و ط). دور الرئيس تحقيق تصميم اللبنانيين على قيام الدولة الديموقراطية البرلمانية المدنية ومؤسساتها، وتحفيز دور المجتمع المدني في مسيرة النهوض الفكري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي.

كما دعا الى وضع قانون انتخاب جديد، بحيث يأتي وفقا للميثاقية اللبنانية، فيترجم المشاركة الفاعلة في تأمين المناصفة الفعلية، ويضمن الاقتراع الحر وحق المساءلة والمحاسبة، ويؤمن التنافس الديموقراطي، ويلغي فرض نواب على طوائفهم بقوة تكتلات مذهبية، مشيرا الى انه لا يحق للمجلس النيابي التلكؤ عن وضع هذا القانون، لكي يصار على أساسه إلى إجراء الانتخابات النيابية في بداية ولاية الرئيس الجديد.

واكد على ضرورة التزام الحكومة بممارسة مسؤولياتها كسلطة إجرائية وفقا للدستور، وتفعيل عمل المؤسسات العامة، ومنع الفوضى والفساد فيها وتحفيز مسؤولية المواطنين، ومعالجة الوضع الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي، وإخراج المواطنين من حالة اليأس وفقدان الثقة بوطنهم.

في سياق آخر، قال الراعي ان لا تستطيع الحكومة إهمال قضية النازحين السوريين إلى لبنان الذين كان عددهم في العام الماضي مليون ونصف المليون، وقد ازداد ربع مليون بالولادات الجديدة، وأصبح عدد الطلاب السوريين أربعماية ألف طالب، معربا عن خشيته إذا طال بقاؤهم في لبنان، أن يستغلوا من قبل المتطرفين والتنظيمات الإرهابية لأهداف تخل بالأمن والاستقرار، وأن يروا نفوسهم مقحمين على ارتكاب جرائم لكسب المال وخلق الفوضى وزعزعة المجتمع.

وشكر الراعي الله القرار 2254 بشأن سوريا الذي صدر عن مجلس الأمن والخاص بإيقاف الحرب وإيجاد الحلول السياسية وتهيئة الظروف المؤآتية للعودة الآمنة للاجئين والنازحين خارجيا وداخليا إلى مناطقهم الأصلية وتأهيل المناطق المتضررة، واضاف: ” لا نرضى بأن تكون عودة النازحين “طوعية” كما جاء في نص القرار. فما ينطبق على اللاجئين إلى أوروبا وغيرها لا يمكن أن ينطبق على النازحين إلى لبنان للأسباب المذكورة أعلاه، ومنعا للمطالبة فيما بعد بتوطينهم ومنحهم الجنسية اللبنانية. بل يجب أن تكون العودة إلزامية، لكي يحافظوا على حقوقهم في وطنهم، وعلى هويتهم الوطنية، الثقافية والحضارية”.