ذكرت صحيفة “الأنباء” الكويتية أنّ الدوائر الفاتيكانية المختصة بالملف اللبناني تشدّد على أنّ الأولوية القصوى هي لانتخاب رئيس للجمهورية، وهي ستكون «بشرى سعيدة» ستشجع البابا فرنسيس على القدوم الى لبنان حيث سيستقبله رئيس الجمهورية الجديد، وتتمنى الدوائر ألا يطول الانتخاب الى ما بعد عيدي الميلاد ورأس السنة لأنه عندها سيقف الاستحقاق أمام سنة جديدة وكاملة.
وتصف الدوائر الفاتيكانية مبادرة الحريري بترشيح فرنجية بأنها المبادرة الجدية الأولى منذ سنة و7 أشهر، وهي الوحيدة التي تحظى بتفاهم بين مكونات لبنانية أساسية وبشبه إجماع كامل إقليميا ودوليا، ما يمنحها حظوظا للنجاح ولإعادة ضخ الحياة في المؤسسات الدستورية اللبنانية، وهي الأولى من نوعها التي يمكن البناء عليها لأنها حركت الملف الرئاسي الراكد منذ أشهر طويلة.
وتنفي الأوساط أن تكون قد تمت استشارة الفاتيكان باسم فرنجية أو بسواه.
وتنقل رسالة مفادها أن من يعرقلون هذه المبادرة يجب عليهم إيجاد مبادرة أخرى أفضل منها.
وفي هذا السياق، أكدت مصادر سياسية رفيعة لصحيفة «الجمهورية» أنّ «تنكّر البعض لوجود مبادرة رئاسية لدى الرئيس سعد الحريري يدلّ على تراجع هذه المبادرة ومحاولة المعنيين بها التنصّل منها، خصوصاً بعدما جاءت ردّات الفعل عليها غيرَ مطابقة لحسابات بيدر أصحابها».
وإذ تؤكّد مصادر معنية أنّ «هؤلاء يحاولون إعادة الاعتبار إلى هذه المبادرة مستفيدين من الأخطاء التي ارتكبوها في شأنها، فإنّ مساعيَهم ستصل إلى حائط مسدود لأنّ كمّية الأخطاء التي ارتكبوها معطوفةً على ما أخفوه من التزامات قطعوها بعضُهم لبعض جعلَ من الصعب على حلفائهما في 8 و14 آذار القبول بها مجدّداً».
وتضيف المصادر أنّ «المعنيين بالمبادرة يراهنون على حراك أميركي الشهرَ المقبل يصل الى مستوى الضغوط من أجل إمرار المبادرة، لكنّ المعارضين لها أو المتحفظين عنها سيكون لهم حراكهم ايضاً من أجل إعادة الاستحقاق الرئاسي إلى جادة الانتظار».
وذكرت المصادر أنّ «حزب الله» ما زال على موقفه المتمسك بشدّة بدعم ترشيح رئيس تكتّل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، ما يعني أنّ فريق 8 آذار سيبقى ملتزماً هذا الترشيح من دون أيّ مقاربة عَملية لترشيح فرنجية طالماً إنّ عون مستمرّ في ترشيحه.
وتقول المصادر إنّ فريق 14 آذار في المقابل ما زال هو الآخر منقسماً على نفسه إزاء المبادرة، وأحياناً يبدي مواقفَ هي أشبَه بالانقلاب عليها، فلا الموقف محسوم قبولاً أو رفضاً في شأنها داخل تيار «المستقبل» ولا هو محسوم أيضاً بين التيار وحلفائه، كذلك الموقف نفسه ينسحب على العواصم الإقليمية المعنية بالشأن اللبناني.